Al-Quds Al-Arabi

«أوبك+» تخشى أن تؤدي موجة ثانية من تفشي كوفيد-19 إلى فائض المعروض النفطي العام المقبل

-

■ فيينا/لنــدن - رويتــرز: أفــادت وثيقة ســرية تم الإطِّــاع عليهــا أن منظمــة الدول الُمصَدِّرة للنفط «أوبك» وحلفاءها يخشون من أن يدفــع اقتران موجة ثانية طويلة من جائحة كوفيــد-19 بقفزة فــي الإنتاج الليبي ســوق النفط إلــى فائض في المعــروض العام المقبل، وذلك في توقعــات أكثر قتامة منها قبل شــهر واحد فقط.

وخــال اجتمــاع شــهري أجري عــن بعد يوم الخميــس، بحثت لجنة تضم مســؤولين من منتجي «أوبــك+» تعرف باللجنــة الفنية المشــتركة هذا التصور الأســوأ. في سبتمبر/ أيلول، لم تكــن اللجنة تتوقع فائضا في ظل أي تصور بحثته.

وأي فائض فــي المعروض قــد يهدد خطط «أوبك» وروسيا وحلفائهما، في إطار ما يعرف بمجموعة «أوبك+» تقليــص حجم تخفيضات الإنتاج التي نفذوها هذا العام بإضافة مليوني برميل من النفط يومياً إلى السوق في 2021.

ولم تشــر منظمة «أوبك» حتــى الآن إلى أي خطة لإلغاء الزيادة في الإمدادات.

وجاء في الوثيقة التي استُخدمت في اجتماع اللجنة للشهر الحالي «المؤشرات السابقة على التعافــي الاقتصادي في بعــض مناطق العالم تطغى عليها الأوضاع الهشــة لوتيرة التعافي وتنامي الشكوك بشأنها .»

وجــاء أيضاً «علــى وجه الخصــوص، قد تتعقد المخاطر التي تحيط بالتعافي الاقتصادي وتعافــي الطلب علــى النفط، بســبب عودة حــالات الإصابــة بكوفيــد-19 للتزايد حول العالم، واحتمالات فرض إجراءات عزل جزئية في شهور الشــتاء المقبلة».وشــملت الوثيقة تصورات منها تصور أساســي، والذي لا يزال يتوقع عجزاً في 2021 قــدره 1.9 مليون برميل يومياً في المتوســط، وإن كان أقل من عجز 2.7 مليون برميــل يومياً كان متوقعــا في التصور الأساسي الشهر الماضي.

لكن واضعيّ الوثيقة رأوا أن التصور الأسوأ يفترض أن تتحول السوق إلى فائض قدره 200 ألف برميل يومياً في 2021.

وكانــت «أوبك+» قد اتفقت هــذا العام على تنفيذ تخفيضات إنتاج لدعم الأسعار المتراجعة في ظل انهيــار الطلب على النفــط. وخفضت 9.7 مليون برميــل يومياً اعتباراً من مايو/أيار، قبل أن تقــرر تقليص حجــم التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل يومياً بدءً من أغســطس/آب. ومن المقرر تخفيف القيود لتصل إلى 5.7 مليون برميل يومياً بدءً من يناير/كانون الثاني.

لكن بعــد اجتمــاع اللجنة الشــهر الماضي ارتفع الإنتاج الليبــي، وأدت زيادة في وتيرة الإصابات بفيروس كورونــا إلى تجدد القيود علــى الحركة في عدد من البلــدان، مما أضعف الطلب على الخام.

يشار إلى أن ليبيا العضو في من أي تخفيضات في الإنتاج.

وقال مصــدر مُطَّلع علــى تفاصيل الاجتماع الأخير للجنة «أوبك+» الفنية أنه وفقا لأســوأ التصــورات في الوثيقة، ســيرتفع إنتاج ليبيا «أوبك» معفاة

فــي 2021 إلى 1.1 مليون برميــل يومياً. أما في التصور الأساسي، فســيكون إنتاج ليبيا 600 ألف برميل يومياً.

ويفترض التصور الأسوأ أن تظل مخزونات النفــط التجارية فــي دول «منظمــة التعاون الاقتصادي والتنمية» وهو مقياس تســتخدمه «أوبك+» لاستقاء مؤشــرات للسوق، مرتفعة في 2021، مقارنة مع متوســط خمس سنوات، بدلاً من البدء في الانخفــاض إلى ما دون ذلك المســتوى.كما يفترض التصــور موجة ثانية من كوفيد-19 أكثر قوة، واســتمرار­اً في الربع الرابــع مــن 2020 والربع الأول مــن 2021 في أوروبا والولايات المتحــدة والهند، مما يؤدي إلى تباطؤ التعافي الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط.

أما في التصور الأساســي في الوثيقة، فإنه من المتوقع أن تكون مخزونات النفط لدى دول «منظمــة التعاون الاقتصــاد­ي والتنمية» أكثر قليلاً من متوسط خمس سنوات في الربع الأول من 2021، قبل أن تهبط لما دون ذلك المستوى في شهور العام المتبقية.

وســتبحث لجنة وزارية تعرف باسم «لجنة المراقبة الوزارية المشــتركة» التوقعات سابقة الذكر عنــد اجتماعها يوم الإثنــن المقبل. وقد تخرج اللجنة بتوصيات بشأن السياسة.

ومن المقرر أن يجتمــع وزراء النفط في دول «أوبك+» مجــدداً فــي الثلاثين مــن نوفمبر/ تشــرين الثانــي والأول من ديســمبر/كانون الأول.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom