Al-Quds Al-Arabi

«واشنطن بوست»: الديمقراطي­ون يحذرون السيسي من تحول مسار السياسة الخارجية في ظل بايدن

-

في مصر التي ســجن فيها نظام عبد الفتاح السيسي عشــرات الآلاف من المعارضــن له وقمع حريــة الرأي والتعبيــر لم يهتم الرئيس الأمريكــي دونالد ترامب بما يجري من انتهاكات لحقوق الإنســان في أكبر بلد عربي من ناحية تعداد السكان.

ولكن المشــرعين الديمقراطي­ين أظهروا للسيســي في رســالة أن حقوق الإنسان ســتكون أساسية في طريقة تعامل إدارة جوزيف بايدن لو فاز في الانتخابات الشهر المقبل ولن يتم التسامح مع انتهاكها.

وقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في القاهرة سودرسان راغفان في تقرير له إن النظام سجن مؤيدي الديمقراطي­ة خاصة المحامين بناء على أدلة واهية، ورغم الشــجب لما يقوم به النظــام إلا أنه لــم يرتدع وواصل عمليــات الاعتقال والقمع. وفي رســالة وقــع عليها 56 مشــرعاً سترســل إلى الرئيس المصري الاثنين فصلوا فيها سلســلة من الحالات التي قالوا إنها عمليات سجن ظالمة وعبروا عن قلقهم من انتشــار كوفيد-19 في داخل الســجون المصرية. وحثوا السيســي على «الإفراج عن المعتقلين الذين ســجنوا بســبب ممارســتهم حقوقهم الأساسية».

وجاء فــي الرســالة التــي اطلعت عليهــا صحيفة «واشــنطن بوســت» «ما كان يجب ســجن هــؤلاء في المقام الأول». ووقع على الرســالة 55 مشرعاً ديمقراطياً بالإضافــة إلى الســناتور المســتقل بيرني ســاندرز. وأشــار الكاتب إلى أن ترامب وصف السيسي مرة بأنه «ديكتاتوري المفضل» والتزمت إدارته الصمت على الأقل علناً بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

اعتقالات تعسفية

وفــي خطاب ألقــاه أمام قــادة عرب ومســلمين في الرياض عام 2017 قال «لم نأت هنــا للمحاضرة» و «لم نحضر إلى هنــاك لتعليم الناس كيف يعيشــون وماذا يفعلون وكيف يعرفون أنفســهم أو كيف يعبدون. وبدلاً من ذلك، فنحن هنا لعرض مشــاركة تقوم على المصالح والقيم والبحث عن مستقبل أفضل للجميع.»

ويقول ناشطو حقوق الإنســان إن نهج الإدارة جرأ السيسي على زيادة قمعه. ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي التعليق على رسالة المشرعين.

وقال النائــب الديمقراطي عــن كاليفورنيا رو خانا «أعتقــد أنها إشــارة واضحة إلــى أنه عندمــا تتغير الإدارة كما نأمل ســيكون هناك نهج جديد في السياسة الخارجيــة وتحديداً في الشــرق الأوســط». وأضاف خانا الذي أشرف مكتبه على الرســالة «وهذا يعني أن علاقتنا مع مصر ســينظر إليها من جديد وعبر عدســة حقوق الإنســان. وســنعطي مرة ثانية أولوية لحقوق الإنسان». وأشار خانا إلى الســبب المباشر الذي دفعه لكتابة الرســالة هي القمــع الذي مارســه النظام ضد المطالبــن بالديمقراط­ية ومن ينظــر إليهم كمعارضين، وخــال الأســابيع القليلــة الماضية. وحســب الهيئة المصريــة للحقوق والحريــات، اعتقل الأمــن المصري أكثــر من 900 شــخص بعــد 20 أيلول/ســبتمبر حيث انتشــرت احتجاجات متفرقة في أنحاء البلاد. وكانت الاحتجاجات التي قمعها الأمن سريعاً قد اندلعت بسبب المشاكل الاقتصادية والإحباط نتيجة معالجة الحكومة لوباء فيــروس كورونا ومحــاولات الحكومة تغريم أو هــدم بيوت الفقراء مــن أجل فتح المجال أمــام عمليات تطوير جديــدة. وتواصل الحكومــة ملاحقة جماعات المثليــن أو «أل جي بي تي» وبشــكل منظــم كما يقول ناشطو حقوق الإنسان.

رعب... وترحيب

ويقول السيســي إنه يهتم بحقوق الإنسان من خلال توفير «الاستقرار والأمن » وتقديم الاحتياجات الأساسية للمصريين. وذكر المشرعون الأمريكيون أكثر من عشرين ناشــطاً ومحامياً ومعارضاً سياسياً وصحافياً اعتقلتهم السلطات بطريقة تعســفية. وتضم القائمة رامي شعث، الناشط السياسي المعتقل بشكل جزئي منذ أكثر من عام. وكذا رامي كامل الناشــط المسيحي القبطي. ولاحظوا أن عددا من المواطنين الأمريكيين اعتقلوا وطالبوا بالإفراج عن شقيق المعلمة في بنسلفانيا ريم محمد الدسوقي التي أفرج عنها في أيار/مايو ثم عادت للولايات المتحدة ولكن شقيقها لا يزال في المعتقل منذ القبض عليه عندما زارها في السجن. وطالبوا بمحاكمة عادلة لخالد حسن، سائق ســيارة ليموزين في نيويورك وفي السجن منذ كانون الثاني/يناير 2018 بتهم انتمائه لتنظيم «الدولة». وهو ينكر هذه الاتهامات. كما تم اعتقال عدد من أقارب محمد سلطان، الناشط المقيم في نورثرن فيرجينيا ولا يزالون في الســجن. ويقول الداعمون له إنهم اعتقلوا للضغط عليه لكي يســحب دعوى قضائية ضــد رئيس الوزراء الانتقالي الســابق حازم الببلاوي وأحد مدراء صندوق النقد الدولي. ويتهمه ســلطان بالإشراف على تعذيبه. وقال المشــرعون في رسالتهم «أخذ الرهائن غير قانوني وتحت أي ظرف».

وعبر المشــرعون في رســالتهم عن الرعب من وفاة كل من صانع الأفلام شــادي حبــش والمواطن الأمريكي مصطفى قاسم. ومات قاســم الذي كان يعاني من مرض الســكري في كانون الثاني/يناير هذا العام بســبب ما يعتقد أنه فشل في القلب بعد سجنه لستة أعوام.

وحث المشرعون السيســي على الإفراج عن المعتقلين قبل أن «يتحول ســجنهم الظالم إلى حكم إعدام بسبب وباء فيــروس كورونا». ولاحظــوا أن الصحافي محمد منير أصيب بالفيروس وهو ينتظر محاكمته ثم مات في مستشفى في القاهرة.

وجاء في الرسالة «من الواضح أن الإزدحام الشديد وفقر النظافة ونقص الخدمات الصحية المناسبة في نظام الســجون المصرية تعرض صحة وحياة كل المعتقلين». وأضافوا أن «الخطر تفاقم مع التقارير الجديدة عن ظهور حالات «كوفيد- 19» بين عمال السجن والمعتقلين».

ورحب الناشطون في مجال حقوق الإنسان بالرسالة واعتبروها انتصاراً من نوع ما. وقال سلطان الذي يدير مبادرة الحرية «الدعوات المســتمرة من جماعات حقوق الإنســان في الســنوات الأخيرة تثمــر. وكل الأعضاء يســتمعون» أي الكونغــرس. و»هناك حــس بضرورة إعادة تقييم العلاقات الثنائية خاصة أن نظام السيسي يقاوم وســط تدهور ظــروف حقوق الإنســان». وقال إن الرســالة تحدد النبــرة للكونغرس المقبــل «للدفاع عن حالات معتقلين سياســيين وتحســن سجل حقوق الإنسان الصارخ في مصر». ووصف خانا الرسالة بأنها «خطوة مهمة» وشبهها بجهود الكونغرس للضغط على الســعودية لوقف مشــاركتها في حــرب اليمن. وبدأت هذه برســالة وصعــدت بقرارات وقوانــن وقيود على بيع الســاح ووجه الدعم الأمريكي الآخر. ولم يستبعد المشرعون قطع أو تجميد المساعدة السنوية لمصر بـ 1.3 مليار دولار، وهي عصا اســتخدمته­ا الإدارات الســابقة للضغط علــى النظام المصــري لكي يقــوم بإصلاحات ديمقراطية.

وقال خانــا «يجب أن يكــون هذا تحذيــراً واضحاً للحكومة المصرية وأنها فــي حاجة لتغيير طرقها». وأكد خانــا أن الرســالة «لا يقصد منها العقــاب في الخطوة الأولــى ولكن إن اســتمر ولــم يحدث تقدم فســينظر الكونغرس إلى الخيارات الأخرى».

 ??  ?? صورة وزعتها السلطات المصرية تظهر سجناء يتلقون العلاج الطبي في عيادة سجن برج العرب بالقرب من مدينة الإسكندرية
صورة وزعتها السلطات المصرية تظهر سجناء يتلقون العلاج الطبي في عيادة سجن برج العرب بالقرب من مدينة الإسكندرية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom