Al-Quds Al-Arabi

تعاون إماراتي إسرائيلي لاستهداف قطر و«الجزيرة» بعد فضح مساعي تل أبيب وسياسات أبو ظبي التطبيعية

- الدوحة -« القدس العربي» من سليمان حاج إبراهيم:

تمضي الإمارات العربية فــي مخططها للترويج للتطبيع مع ســلطات الاحتــال وجعلها مســلّمة حتميــة، ومحاربــة أي صــوت يفضح مســاعيها، واســتخدام أذرعها فــي كل مكان في ســبيل تنفيذ أجندتها.

وآخر حلقة من مسلسل أبو ظبي بالتعاون مع تل أبيب، تحول صانع المحتوى الفلسطيني الإسرائيلي الذي يعمــل تحت عنــوان "ناس ديلــي" إلى بوق للترويــج للدعايــة الإماراتيـ­ـة، وإطلاقه حملات لاستهداف شبكة الجزيرة وقطر.

وينشــط الشــاب الذي فضحت "حركة مقاطعة الاحتلال الإســرائي­لي" أهدافه، للترويج لمســاعي أبو ظبــي، ويتقاطع معها فــي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتبرير جرائمه.

ونشر نصير ياســن، ابن قرية عرابة في الجليل الفلسطيني، فيديو كال فيه عدداً من التهم الجزافية في حق شبكة الجزيرة، بعد نشر عدد من المؤسسات والمنصات الإعلامية تقارير تكشف حقيقته، وميوله نحو الترويج للاحتلال في أوساط الشباب العربي.

ويلاحظ من محتــوى المادة التي نشــرها مدى تطابقــه مــع الادعــاءا­ت الإماراتية، التي تســخّر إمكانات مالية هائلة، تهدرهــا في عواصم مختلفة، للنيل من شبكة الجزيرة، كلما نُشرت تقارير تتناول سياساتها التطبيعية.

وكانــت "القــدس العربــي" قد نشــرت تحقيقاً مفصلاً كشــف إلى أي مدى غرقت الإمارات العربية في وحل الترويــج للتطبيع مع ســلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة مد جسور نحو عدد من الدول التي تميزت شــعوبها بمواقفها الراســخة في دعم ثوابت القضية الفلسطينية، عبر القوة الناعمة.

وتفجــرت الفضيحــة التــي تناولتهــا "القدس العربي"، بعد انكشاف الغطاء الذي وفّرته أبو ظبي لصانع المحتوى من أصول فلســطينية، يســتقطب مجموعة من الشــباب العربي، يمثلون دولاً ترفض فئات واسعة من شــعوبها بشكل مطلق التواصل أو التطبيع مع إسرائيل.

وكشفت معلومات حصلت عليها "القدس العربي" من مصادر عــدة، أن الســلطات الإماراتية ضخت ميزانية ضخمة عبر أذرعها المتســترة عبر أســماء مختلفة، لإطــاق مبادرات، ظاهرها دعم الشــباب العربــي، وباطنهــا التطبيع المجاني مع إســرائيل وجعل الأمر يبدو مساراً عادياً.

وتســتخدم الإمارات أكاديميــة الإعلام الجديد، التي أطلقها الشــيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولــة رئيس مجلس الــوزراء حاكم دبي، لتنطلق عبرها مخططات إغراق الشباب العربي في مستنقع التطبيع.

وتصف ســلطات دبي الأكاديمية بأنها المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة، التي تســتهدف تأهيل وبناء قــدرات كــوادر عربية قــادرة علــى قيادة قطاع الإعلام الرقمي ســريع النمــو إقليمياً وعالمياً. وتنشر المؤسســة عبر مجموعة واسعة من البرامج والمســافا­ت، واســتعانت بمجموعة من شخصيات عالمية مختصة بهذا المجال، مــن أكاديميين وخبراء ومؤثريــن، )من بينهم إســرائيلي­ون( بالتعاون مع منصات وشركات مثل فيســبوك وتويتر ولنكد إن وغوغل.

ووفــرت الســلطات الإماراتيـ­ـة كل الإمكانيات لانطلاق مشــروع ترسيخ التطبيع شــعبياً في عدد من الدول التي تصنف شــعوبها أنها معقل مقاطعة ســلطات الاحتلال، مثل الكويــت وقطر، والجزائر، والمغرب، والأردن، ولبنان، وتونس، والســودان، وغيرها.

وأثارت المعلومات التي نشــرها عدد من المنصات العالمية مــن بينها شــبكة الجزيرة ومؤسســاته­ا التي فضحــت التوجه، حفيظــة الأذرع الإماراتية، التي وجدت نفســها مفضوحة في الشارع العربي، وتلاشــت كل مســاعيها، ومعها الإمكانيــ­ات التي تهدرها على مشاريع تطبيعية.

وجاء التحرك الإماراتي الأخير بعد إعلان معظم صناع المحتوى الذين ســعت أبو ظبي لاستدارجهم لمسار التطبيع، انسحابهم من المشروع، بعد انكشاف غطائه الإسرائيلي.

ونشــر عدد مــن المنتجــن العــرب فيديوهات يتبرؤون فيها من المنظمة، حالما تأكدت لهم الحقيقة أن المشروع يهدف أساساً للترويج للتطبيع.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom