88 يوما على إضراب الأسير الأخرس ... وأسرى «عتصيون» يمرون بظروف مزرية
الاحتلال يهمل أسيرا يعاني من مشاكل صحية ونفسية
دخل الأســير ماهر الأخرس في وضع صحــي خطير للغاية وبات لا يقدر على النطق، بعد أن تأثرت أيضا حاســة الســمع، ولا يقدر على الحركة، مع دخــول إضرابه المتواصل عن الطعام اليوم الـ 88 على التوالي، فيما لا تزال سلطات الاحتلال ترفض الاستجابة لمطلب إطلاق سراحه.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الوضع الصحي للأســير الأخرس خطير للغاية، ويعاني حالة إعياء شــديد ولا يقوى على الحركة والكلام.
وأضافت أنه لا يزال يصاب بتشنج، لافتة إلى أن هناك خشية من أن تتعــرض أعضاؤه الحيويــة كالكلى والكبد لانتكاســة مفاجئة في ظل عدم حصوله على المحاليل والمدعمات، الأمر الذي يشــكل خطرا حقيقيا يهدد حياته بعد هــذه الفترة الطويلة من الإضراب.
ودعت الهيئة من جديد كافة المؤسسات الحقوقية الدولية واللجنــة الدولية للصليــب الأحمر، للضغط على ســلطات الاحتلال لإنهاء اعتقالــه الإداري والإفراج عنه فورا، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياته.
وكانــت النيابة الاســرائيلية قــد طرحت على الأســير الأخرس شــفهيا نقله الى مستشفى المقاصد بالقدس، وأن لا يجدد اعتقاله الإداري بعد انتهاء الأمر الحالي والإفراج عنه بتاريخ السادس والعشرون من الشهر المقبل، بدون أي شيء رسمي، وهو ما رفضه الأســير وقرر الاستمرار في الإضراب حتى نيل حريته بشكل فوري.
وأكدت الهيئة أن ســلطات الاحتلال تحاول الالتفاف على معركة الاسير الأخرس، التي يخوضها من أجل نيل حريته.
واعتقل الأخــرس بتاريخ 27 يوليو/ تموز الماضي، وجرى نقله بعــد اعتقاله إلى معتقل "حوارة" وفيه شــرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقاً إلى ســجن "عوفر"، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور وثبتت المحكمة أمر الاعتقال لاحقاً.
في 23 من شــهر ســبتمبر/ أيلول الماضي أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قراراً يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، وعليه اعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد ما هو إلا خدعــة ومحاولة للالتفاف على الإضراب، ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري، وفي الأول من الشــهر الجاري، وبعد أن تقدمــت محاميتــه بطلب جديــد بالإفراج عنــه، رفضت المحكمة القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.
وحذرت من جديــد حركة الجهاد الإســامي، بالتصعيد العســكري في حال مس أي مكروه الأســير الأخرس، وقال داوود شــهاب القيادي في الحركة، ووجه رسالة للاحتلال جــاء فيها "لا تدفعونا لأن نقوم بعمــل أكبر من مجرد وقفات تضامنية واعتصامات وفعاليات".
وفي سياق الحديث عن مأساة الأسرى، قالت هيئة شؤون الأســرى والمحررين، إن 39 أســيرا يقبعون في مركز توقيف "عتصيون" يمرون بظروف اعتقاليــة مزرية، في ظل انعدام أية مقومات معيشية وإنسانية داخل غرف السجن.
وأوضحــت محامية الهيئــة جاكلين فرارجــة، أن معظم الأسرى مضى على وجودهم أكثر من 14 يوما، ولم يتم نقلهم لســجن "عوفر" بســبب عدم وجود متســع كما تدعي إدارة الســجن، وأن أعداد الأســرى الكبيرة أثرت عليهم من نواح عدة من حيــث الفورة، إذ يتم إخراجهم على شــكل دفعات، لا يتعــدى وقت كل دفعة أكثر من عشــر دقائق، وأن الرعاية الطبيــة اصبحــت معدومة في الســجن، إضافة الى ســوء الطعام.
وقالت إن الأســرى خاضوا الاســبوع الماضي إضرابا عن الطعام، بســبب تعمد الإدارة تقديم طعام منتهي الصلاحية لهــم، مبينه أن ثلاثة زنازين في المعتقــل حدث فيها خلل في
مواسير المياه الخاصة بالحمامات فغرقت بالمياه، وأصبحت رائحتها قذرة وكريهة للغاية.
ومعتقل "عتصيون" هو مركز توقيف مؤقت للأسرى، لحين نقلهم المعتقلين إلى السجون، وجيش الاحتلال هو المسؤول عن إدارته بشــكل مباشــر، ويتعرض فيه الأسرى للمعاملة القاســية والوحشــية، ويمارس بحقهم العديد من صنوف التعذيب والممارسات اللاإنسانية والمهينة.
كذلــك تواصــل إدارة ســجون الاحتلال إهمــال الحالة الصحية للأســير المريض عماد راشــد كميــل )55 عاما( من ســكان بلدة قباطية جنوب جنين، والقابع حاليا في ســجن "جلبوع". وهذا الأسير يعاني العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وتتعمد إدارة الســجون عدم إجراء الفحوصات اللازمــة لحالتــه المرضية، وتماطــل في تقــديم العلاجات اللازمة، ولا يعطى ســوى مســكن. واعتقل الأسير كميل في عام 1998 وتعرض خلال التحقيق آنذاك لصنوف شــتى من التعذيب، التي أثرت على حالته الصحية والنفسية فيما بعد، وأصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكما يقضي بالسجن المؤبد مدى الحياة.