Al-Quds Al-Arabi

وليامز «متفائلة جدا» إزاء محادثات طرفي الصراع الليبي في جنيف

اتفاق على مواصلة التهدئة وفتح الطرق وخطوط الرحلات الجوية الداخلية وانسحاب المرتزقة من البلاد

-

■ جنيــف - وكالات: قالــت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، ســتيفاني وليامز، أمــس الأربعــاء، إنهــا "متفائلة جــداً" بأن المحادثات الجارية بين طرفي الصراع ستؤدي إلى وقف دائم لإطــاق النار بعدما اتفقا خلال المفاوضــا­ت على إعــادة فتح مســارات برية وجوية عبر خطوط المواجهة.

وأضافت فــي مؤتمر صحافي يأتي وســط محادثــات تســتمر أســبوعاً فــي جنيف أن الطرفــن اتفقــا أيضاً علــى اســتمرار "حالة التهدئة الحالية على خطوط المواجهة وتجنب أي تصعيد عسكري".

وقالت وليامــز إن اجتماع مفاوضي حكومة الوفــاق الوطني وقوات حفتر هذا الأســبوع في جنيف ســيتبعه حوار سياسي في تونس اعتباراً من التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني. وأضافت أن على الدول الأجنبية المشــاركة في الصراع "رفع أيديها عن ليبيا".

كان إنتــاج النفط الليبي قد اســتؤنف في آب /أغسطس بعد حصار فرضته قوات حفتر لثمانية أشهر، لكن المؤسســة الوطنية للنفط حذرت مــن مخاطــر يمثلها حرس المنشــآت النفطية المؤلف من جماعات محلية مسلحة.

وقالت وليامــز إن الطرفين اتفقا في جنيف على تفويض قــادة حرس المنشــآت النفطية من شــرق وغرب البلاد للعمل مــع ممثل عن المؤسسة الوطنية للنفط لتقديم اقتراح لإعادة هيكلة الحرس "لضمان زيادة واستمرار" تدفق النفط.

وأضافت أنهما اتفقا علــى إحراز تقدم على صعيد تبادل الأســرى، وأن أولــى الرحلات بين طرابلــس ومدينة بنغازي بشــرق البلاد ستُستأنف هذا الأسبوع.

وتابعــت وليامــز قائلة إن إعــان رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني، فائز الســراج، نيته الاســتقال­ة بحلول نهاية الشهر "يجب أن يســاعد على إنهاء الفترة الانتقالية الطويلة" والمضــي نحو حكومــة ومؤسســات منتخبة ديمقراطياً.

والإثنين، انطلقت رابــع جوالات محادثات اللجنة العســكرية الليبية ‪+5( )5‬في جنيف، باجتماعات تقابلية مباشــرة بــن الوفدين، وتســتمر حتــى 24 تشــرين الأول/ أكتوبــر الجاري.

ومنذ 21 آب/ أغســطس الماضي، يسود في ليبيا وقف لإطلاق النار، إلا أن الجيش الليبي أعلن خرق ميليشيات حفتر وقف إطلاق النار أكثر من مرة.

وانطلقت الجولة الأولى لاجتماعات اللجنة العســكرية، التي تضم 5 أعضاء من الحكومة الليبية الشرعية و5 آخرين من طرف ميليشيا حفتر، في 3 شــباط /فبرايرالما­ضي، فيما جرت الجولة الثانية في 18 من الشهر ذاته، والثالثة في مارس/آذار الماضي.

وفي الســياق ذاته، شددت وليامز على أنه لا يجب إقصاء أي طــرف ليبي من المفاوضات السياســية. ووصفت التدخلات الأجنبية في ليبيا بأنها "غير مقبولة"، مطالبة الجميع بكف يده عنها.

وحــول المقابــر الجماعية التي اكتشــفها الجيش الليبي فــي مدينة ترهونــة، جنوبي العاصمة طرابلس، قالت وليامز إن "المســاءلة عن المقابر الجماعية أمر أساسي وهناك تنسيق مع منظمات دولية بهذا الشأن".

وأضافــت: "انزعجنا من اكتشــاف المقابر الجماعية بترهونة ونعمل مع الحكومة الليبية في المسائل القانونية بهذا الشأن".

وفي 18 من الشــهر الجاري، أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين التابعة للحكومــة الليبية اكتشــاف 5 مقابر جماعية بمدينة ترهونة.

وقــال عبــد العزيــز الجعفــري، الناطق

باســم الهيئة العامة للبحــث والتعرف على المفقوديــ­ن، آنذاك، إن عــدد الجثث التي تم استخراجها من المقابر المكتشفة بلغ 12، وهي تعود لرجال".

وأشــار أن إجمالــي الجثامــن التــي تم انتشــالها من المناطــق التي كانــت خاضعة لميليشيات حفتر، منذ حزيران/ يونيو الماضي، إلى اليوم بلغ 86 من بينهم أطفال ونساء.

وحســب مصــادر ليبية رســمية، ارتكبت ميليشــيات حفتر وقوات مواليــة لها جرائم حــرب، وجرائــم ضــد الإنســاني­ة، وإبادة جماعية، خلال الفترة من نيسان/ أبريل 2019، حتى حزيــران/ يونيو 2020، خاصة في مدينة ترهونة وجنوب طرابلس.

وشن حفتر في 4 نيسان/ أبريل 2019 هجوماً للسيطرة على طرابلس )غرب(، مقر الحكومة، قبل أن يتمكــن الجيش الليبي، في 4 حزيران / يونيــو الماضي، من طرد هذه الميليشــي­ات من مناطق كانت ســيطرت عليها فــي العاصمة. وتحاول الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، جاهدة إحلال الأمن وتحسين الخدمات العامة، التي تضررت كثيراً بسبب حرب على الحكومة تشــنها ميليشيات حفتر، بدعم من دول عربية وغربية.

 ??  ?? ستيفاني وليامز مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس
ستيفاني وليامز مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom