Al-Quds Al-Arabi

تأبين لوقتٍ متاح للحياة

- ٭ كاتب عراقي

1 ـ على سبيلِ الطيش

أقع وعلى ســبيل الطيــش لا الحصر أكونُ أكبرَ ســنا منــي، بعد رخاوةِ المرة الأولى المكررة التي تكررُ جســدي أيضا بثقوبٍ تقلقنــي، تحتي كانتْ كذلك قبلَ هذا. أقعُ على قطعةٍ مالحةٍ من فخذي ســماء، وتماما وهذا ليسَ سرا أن أقولَ. هذه ليست المرة الأولى على ســبيلِ الاعترافِ أمامَ كاهنٍ أعرفُ أنه جســدي، لكنه كلفَ نفسَهُ عنوة أن ينزلَ أطنانا مــن المواعظِ لتأبيني، لم يكن الوقتُ متاحا أنْ يفعلَ ذلك لكنه حقا دخلَ لعبةَ الضوءِ، في وقتٍ متقدمٍ بمســافة ســالبة، ليأخذَ قسطا مجهولا من الراحةِ التي تهمهُ هو ولا تهمني. كان علي أنْ أُلبي طلباتِ المشي الكثير بعجبٍ فائق الســن، تحسدني عليه عرافتي الســيئة الفهم، بما تجودُ عليّ من طينِ أصابعها وصحيح جسدها، الذي لم أصادفه أكثرَ من مرةٍ على وجهِ الدقة. حينَ كانتْ تقتربُ متدحرجة كلاعبةِ سيرك، وتتحسسُ أعضائي الفائقة النوم

2 ـ أتكلمُ ببصري

مازحا أكتبُ على جدارِ معبدٍ. أنا إلهٌ لا سبيل إليّ، وأعني أني ما زلتُ على قيدِ حياة، لســتُ مغرورا بتوقيت سابق. ونادرا ما ألبسُ أســمالا بأزرار كرســتال كالكهنة، وكلما انحنيتُ على امرأةٍ طويتُ جســدي لأتكلمَ ببصري. وأهيمَ بعريــي بترتيلِ رعشــاتٍ على بعد طينٍ يناســبُ ضجيجَ السرير، وأجهلُ التأملَ ســوى إلى أبجديةٍ تناسبُ نبوءةَ فمَكِ العظيم. وهو يغســلُ ثرثرة بريئة وأغتسلُ بما أبردهُ بالثلجِ، وأقصدُ قداســي منذُ مدةٍ طويلةٍ في نبيذٍ من دخانٍ هديلك يمشي إليّ طازجا. ويرجرجُ ما لم أدركهُ من نسيانٍ قديمٍ، يتكلمُ بإهمال هش وعلــى كل حال، من دونَ مللٍ من

سيرةٍ. اســتغرقت انتحارا على لا شــيء مع مرورِ الوقتِ في حياةٍ ميتةٍ تشــعرُ بالبردِ تحتَ لوحةِ عشاءٍ، لم تكتمل لتؤدي حياتها خارجَ أضابيرِ الموت.

3 ـ نخب الماء

خرقاُ لمزاجِ الضوءِ أنشــرُ مخططا أسودَ لطلسم لا يجيدُ المــدحَ في وضحِ البياض، تســقطُ أجراسٌ مــن رزمةِ أيامٍ خبأهــا كلكامشُ حين عادَ بكذبةِ ســروره بعربــةٍ، كدّسَ فيها حطامَ دغلٍ أخرسَ مغرم بالهفواتِ، ينحتُ الماءَ نخبَ فناءٍ يخدعُ ما أمحوهُ وحدي، وأســخرُ من حسنهٍ القبيحِ، الذي لا يجيــدُ قراءةَ المــوتِ بمحضِ نبيــذٍ، وحده يمنحُ الأعمــى بصرا مطلقا، يمشــي بجثته إلى حجــاب، يدلي بحجةِ الظلِ المشــكوك بقنديلهِ الضائي منــذُ أمسِ تباعا. لتهشيمِ ســبيلِ رمادٍ ليسَ أكثرَ من رذاذٍ، يصعدُ قامةَ امرأةٍ زرقاءَ بأعجوبةِ فصحٍ ودهشــةِ مرايــا، تطلُ من ثمة مكانٍ

منخفض أبعدَ من عالمٍ بنكهةِ فكــرةٍ بليغةٍ لأكثر من نص. لم يزلْ ينادمُ نبيذا يســقطُ من أوراقٍ أسفلَ فجرٍ يلعبُ في عينيه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom