Al-Quds Al-Arabi

القطري عبد الله يُشبع الهواية ويحفظ التراث في متحف شخصي

- )الأناضول(

■ الدوحة - من أحمد يوســف: في ســن العاشرة كان لديه أكثر من 60 قطعة تراثية نادرة، ثم بشــغفه ملأ متحفه الشــخصي بما يزيد عن 200 قطعة خاصة بدولة قطر ومنطقة الخليج عامة والحضارة الإسلامية.

متحف الشــاب القطري، عبد الله بن شــاهين الغانم المعاضيد، هو أحد أبرز المتاحف الشخصية المنتشرة في قطر، ويُقدر عددها بالعشرات، وتعكس اهتمام القطريين بالحفاظ على الهوية.

ويجمع محبو التراث فــي الدولة الخليجية مقتنيات وقطع تراثية مرتبطة بالحياة القديمة في بلدهم ومنطقة الخليج العربي عامة.

شغف منذ الصغر

شغف عبد الله بالتراث القطري والخليجي القديم بدأ منذ صغره، لقربه من كبار الســن في عائلته، لذا بدأ منذ سن العاشرة بالاحتفاظ بهداياهم له، واستطاع جمع ما بين 60 و70 قطعة ثمينة ونادرة.

مــن هنا تطــورت الفكرة، فأنشــأ عبد اللــه متحفه الخاص في منزله في منطقة «فريج الغانم» في العاصمة الدوحــة، وركز علــى كل ما يخص تراث بــاده القديم والمعاصر، حتى أصبح يضم أكثر من 200 قطعة.

خلال جولــة في زوايــا متحفــه، قال عبــد الله إن «اهتمامــي بالتــراث بــدأ مــن الطفولة. كنــت مهتما بالروايات القديمة، فلاحظ كبار الســن من أهلي الأمر، وبدأوا يقدمون لي التحــف الموجودة عندهم للاحتفاظ بها».وأضاف: «في صغري كنت شغوفا بجمع الحاجيات المنزلية القديمة، إذ كنتُ أدخر من مصروفي الشــخصي لشــراء المقتنيات بدل الألعاب».وتابــع: «أجمع التحف بنفسي من شتى بلدان العالم التي أزورها، ومنها تحف تخص الخليج، وأخــرى تتعلق بالتاريخ الإســامي». وبعــد جمع عدد مــن المقتنيــا­ت التراثية بــدأ عبد الله تنظيمها في ديكور من البيت القطري القديم.

وأردف: «بدأت بالمشــارك­ة في المعــارض التي تمثل الدولة من ناحية الهوية القطريــة، ومنها معرض )مال لوّل( وهي كلمــة باللهجة القطرية تعني )من أيام زمان( وهو معــرض تنظمه هيئــة المتاحف، ويعتبــر من أهم وأضخم المعارض على مستوى الخليج».

والقطع الموجودة في هذا المتحف «ذات قيمة معنوية لا بــد أن تتوارثها الأجيــال، فكل قطعة تــروي حكاية الماضي الجميل والتراث الأصيل.. ومتحفي الشــخصي هو بداية طموحــي الأكبر نحو افتتــاح متحف عام في المستقبل» وفق عبد الله.

وتابــع: «جمعت تلك المقتنيات مــن الدول الخليجية المقاربــة لثقافتنا القطريــة ومن إســطنبول وبورصة )في تركيا)».وأضاف: «مما لا شــك فيه أن تأثير الثقافة التركيــة على المنطقة )الخليــج( كان قويا، ولهذا توجد ثقافــة مشــتركة بعض الشــيء بيننــا وبــن الثقافة التركية.»ومن بين مقتطنيات المتحف مباخر قديمة ودلال قهوة، وهي من أبرز ســمات البيت الخليجي حتى الآن، إضافة إلى صور وأدوات منزلية وموســيقية تمثل حياة الأجداد.كما يوجد سرير )كرفايه( ودولاب يبلغ عمرهما 90 سنة، ويعودان إلى بيت الأسرة الحاكمة في الكويت، حسب الشاب القطري.

ويوجد كذلك صندوق المبيت، الذي كان يزين كل بيت قطري وخليجي، حيــث كانت أغلب النســاء تضع فيه الذهب والملابس والأوراق المهمة.

دعم وزيارات

قال عبد الله إن الدولة في قطر تدعم الشــباب في ما يخص المتاحف الشــخصية، و»قــد زارت هيئة متاحف قطر متحفي مرتين.. ولا أنسى المساهمات والتشجيع من أصحاب المتاحف الشخصية .»

وأضاف أن «متحف الشــيخ فيصل بن قاسم آل ثاني هو أكبر متحف شــخصي في العالم، والشيخ فيصل هو

أول من شــجعني علــى هذه الخطــوة ودعمني ببعض التحف ».

وشــدد على أهمية دعــم الدولة والجهــات المختصة لجامعــي المقتنيات لمواصلة هوايتهــم، من خلال تنظيم معارض وندوات ولقاء سنوي لتبادل الخبرات.

وتابع أن «شــخصيات رســمية وأعيان في المجتمع القطــري زاروا متحفي وشــجعوني على هذه الخطوة، وبينهــم وزراء حاليــون وســابقون، وهو مــا يعكس الاهتمام بهذا المجال من المجتمع والدولة.»

واختتم حديثه بالقول: «تشــرفت بزيارة الســفير التركي في قطر، مصطفى كوكصو، لمتحفي قبل فترة.»

 ??  ?? المتحف الشخصي لعبد الله بن شاهين الغانم المعاضيد
المتحف الشخصي لعبد الله بن شاهين الغانم المعاضيد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom