Al-Quds Al-Arabi

تصاعد التوتر بين الحكومة البريطانية والشركات بسبب ما بعد «بريكست»

-

■ لنــدن - أف ب:يتعيّــن علــى الشــركات البريطانية التــي أنهكتها تداعيات وباء كوفيد-19 الاستعداد بشكل عاجل لمواجهة تبعات فشل الاتفاق التجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسِت» وتعبر عن غضبها من حكومة تتهمها بالتخلي عنها.

وقبل نحو شــهرين ليــس إلا من نهايــة الفترة الانتقاليـ­ـة التــي أعقبــت الخــروج مــن الاتحاد الأوروبي في يناير/كانــون الثاني الماضي، يواجه مجتمع الأعمال حالة من الغمــوض التام بعد تعثر المفاوضــا­ت للتوصل إلى اتفاقية تجــارة حرة بين لندن وبروكسل.

وســواء تم أو لم يتم التوصل إلــى اتفاق، ليس أمام الشركات من خيار سوى الاستعداد ليوم تنفيذ

بريكسِت».

لم تكن مناقشــة حول هذه المســألة جرت أمس الأول عــن بعد بــن 250 من قــادة الأعمال ورئيس الوزراء بوريس جونســون دافئة، بــل كانت غير ناجحة وغير مطمئنة لمخاوف قطاع الأعمال وكشفت عن توترات قوية.

وشــبه وزير الدولــة مايكل غــوف الذي حضر الاجتمــاع، وفقًــا للصحافــة البريطانيـ­ـة، خروج بريطانيا مــن الاتحاد الأوروبــي بالانتقال وتغيير المنزل، وهــي عملية قال أنها مؤلمة في البداية ولكنها مُرضية على المدى الطويل.

وشجب العديد من المشــاركي­ن الموقف «الرهيب» والذي «لا يُقدِّر مطلقــًا مخاوفهم» عندما قال رئيس الوزراء أن وباء كوفيد-19 تســبب «بكثير من عدم الاكتراث» الذي جعل الشــركات غيــر جاهزة، كما ذكرت إذاعة «بي بي سي.»

وأعربت الشــركات بشكل خاص عن أسفها لعدم وجود معلومات حول ما يمكن توقعه، ســواء بشأن الإجــراءا­ت الجمركية أو العلاقة مــع مورديها على الجانب الآخر من بحر المانش.

ومن شأن التوصل لاتفاق تجاري أن يجيب على عدد كبير من التساؤلات التي ما زالت بدون إجابة، لكنه سيظل أقل فائدة من عضوية السوق الأوروبية الموحدة. وسيتعين على الشــركات المصدرة اتخاذ سلســلة مــن الخطــوات الإدارية لضمــان امتثال منتجاتها للقواعد الأوروبية.

ويمكن للشــركات الأكبر تحمل تكاليف استئجار فرق مخصصة للاســتعدا­د، لكن الشركات الأصغر تســير علــى غير هــدى، علــى الرغم مــن الحملة الإعلامية الجديــدة للحكومة التــي حذرتها من أن «الوقت ينفد .»

إلا أن اتحاد الشــركات الصغيرة الذي شارك في اللقاء مع الحكومة رحب بالتزام مايكل غوف بالنظر في مســاعدة الشــركات للحصول علــى معدات أو خدمات جديدة للتكيف مع «بريكسِت».

وقال تيموثــي أدلر، رئيس موقع الاستشــار­ات «سمولبزنس» بأســى «قد تمثل الشركات الصغيرة 99 % مــن الإجمالــي، ويــكاد لا يوجد شــخص في الحكومة لديه خبرة في الأعمال. وعندما يتحدث إلى الشركات، فهو يتحدث إلى أعضاء جماعات الضغط ضمن مؤشر الشــركات الكبيرة في البورصة» التي تضــم المجموعات الرئيســية الُمدرجــة في بورصة

لندن. وأضــاف أن الحكومة ربما تحاول إلقاء اللوم على الشــركات في عواقــب خــروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، لكن معظم الشركات الصغيرة والمتوســط­ة «ليــس لديها القــدرة على التعامل مــع الاضطرابات وهي منشــغلة تماماً في محاولة النجاة» من تبعات الأزمة الصحية.

وخلال اجتماع الثلاثاء، أكد بوريس جونســون أن فريقــه ملتــزم «بتهيئة الظــروف» حتى تتمكن الشركات من «المنافســة والنمو» حسبما قال ناطق بإسم مكتبه.

لكن المسوحات التي أجريت لدى شركات الأعمال تعكس حالة من الإحباط المتزايد. فوفقًا لمسح أجراه معهد «يوغوف» عبر الإنترنت وشــمل 1000 شركة ونُشــرت نتائجه يوم الاثنين الماضي، قال 66 من الذين شــملهم أن الحكومة لم تتواصل جيداً بشأن خططها المتعلقة بالتجــارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كما كشفت دراســة أجراها «معهد المدراء» الذي يضم أصحاب الشركات أن أكثر من نصف الشركات البريطانية تخشــى أن يؤدي وباء كوفيد-19 إلى مفاقمة تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

وقالت ألي رينيســون مديرة المعهد «إن احتمال خــروج بريطانيــا من الاتحــاد الأوروبــي بدون اتفاق مخيف بالفعل، حتــى من دون الاضطرار إلى التعامل مع الوباء». وأضافت أن «هذه الاضطرابات ســتتراكم الواحد تلو الأخر وســتكون أكثر إيلامًا للشركات البريطانية».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom