Al-Quds Al-Arabi

العدوى تصيب البارسا والريال!

- ٭ إعلامي جزائري

■ ســقوط الريال والبارسا في جولة الاستئناف للدوري الأسباني أمام قادش وخيتافي قبل أيام معدودة عن الكلاســيك­و ألقت بظلالها على زيدان وكومان وصنعت الحدث في وسائل الإعلام الإسبانية التي راحت تتساءل وتتكهن وتنتقد وتتوقع الأسوأ للغريمين، في وقت ذهبت الكثير من وسائل الإعلام العالمية للتذكير ببداية موســم ســقوط الكبار وتكرار الخيبات التي جــاءت لتضــاف الــى ســقطات كبــار الــدوري الانكليزي ليفربــول والمان يونايتد والســيتي الذين تعرضوا لهزائم مذلة بالســبعة أمام أســتون فيلا والســتة أمام توتنهام والخمســة أمام ليستر في ســيناريو غريب لم يسبق له مثيل، دفع بالمتشائمي­ن لتوقع سيناريوهات غريبة أخرى تشمل دوريات أخرى فــي زمن كورونا الذي ســيفعل فعلته بالكرة مثلما فعلها بالإنســان والاقتصاد والتجارة وكل مناحي الحياة.

البدايــة كانت فــي إنكلترا التي يتصــدر ريادتها إيفرتون وأســتون فيلا على غير العادة بعد خمس جولات على حســاب حامل اللقب ليفربول الذي خسر خمس نقاط من أصل خمس عشرة في بداية الموسم، وخسر حارسه البرازيلــ­ي أليســون ثــم مدافعه العملاق فــان دايك الذي ســيغيب الى غاية نهاية السنة بسبب الإصابة في دربي الميرسيساي­د، ما ينذر بأسابيع قادمة متعبة وشــاقة ليورغن كلوب وكتيبته، ومتعبة للسيتي وتشلسي وأرسنال وتوتنهام الذين تباينت نتائجهم ولم يستقر مستواهم على حال في ظاهرة غير مســبوقة لم يجد لها الفنيون تفسيرا لحد الآن في انتظار اتضاح الرؤية خلال الجولات المقبلة.

العدوى انتقلت الى إســبانيا حيث ســقط حامل اللقــب ريال مدريد على ميدانــه أمام الصاعد قادش لأول مرة في التاريخ في الجولة السادســة، ما أدى إلــى إعلان حالة طوارئ وحدوث أزمة داخل غرف ملابس الفريق، أثار تساؤلات وشكوك كبيرة حول مستوى الريال قبل أيام من الكلاسيكو الذي جــاء مبكرا هذا الموســم، وخلف انتقــادات لاذعة للمدرب زيــن الدين زيدان وخياراته الفنية والتكتيكية في كل وســائل الاعلام الاســباني­ة التي تتوقع للملكــي صعوبات كبيــرة بعد ميركاتو صيفي هزيل لأول مرة منذ ســنوات عجزت فيه إدارة الريال عن تحقيق اســتقداما­ت نوعية. خسارة البارسا في نفــس اليوم أمام خيتافي هونت من وطأة تعثــر الريال فتوزعت الانتقادات على الفريقين، وخففت من تأثيراتها من منطلق مبدأ "اذا عمت خفت" خاصة عشية الكلاسيكو الذي يأتي هذه المرة مبكرا وفي ظروف استثنائية.

الانتقــاد­ات في مدريد تركزت حول فشــل الإدارة في الميركاتو، وســوء خيــارات المدرب، بينمــا في برشــلونة توجهت الســهام بالخصوص نحو الثنائي الدولي الفرنســي عثمــان ديمبيلي الذي قضى أوقاتــه في العيادة بســبب الإصابات المتكررة منذ انتدابه ســنة 2017 بمبلــغ 130 مليون يورو، وأنطــوان غريزمــان الذي خيب الآمال بمســتويات­ه التعيســة منذ انضمامه للبارســا الموســم الماضــي، حيث أنه لم يســجل علــى مدى عشــر مباريات متتالية، بينها ثمانية في بطولــة الليغا، ما جعله يتعرض لهجمات قوية في وســائل الاعلام ذهبــت إلى درجة المطالبــة برحيلــه، وأدى بالمدرب كومان الى مطالبــة الإدارة بانتداب المهاجم الهولندي لنــادي ليون ممفيس ديباي لتعويض رحيل لويس ســواريز، لكن الأزمة المالية التي يعيشــها الفريق قد تعيق ذلك بعدما بلغت الخسائر 100 مليون يورو.

أمــور البارســا تعقدت هذه الايام بعــد مطالبــة الادارة بتخفيض الأجور لمواجهــة الأزمــة الاقتصادية ورفض بعــض اللاعبين ذلك، و ســتتعقد أكثر لــو لم يجدد ميســي عقده مــع النادي قبــل الميركاتو الشــتوي لأن في هذه الحالة ســيكون من حق النجم الأرجنتيني الرحيل حرا الصيف المقبل بدون أن يحصــل البارســا علــى أي مقابل مالي، لذلــك بدأت الكثير مــن المصادر تتحدث عن رحيل ميســي نحو المان سيتي في شهر يناير/كانون الثاني في حال اســتمرار الادارة الحالية، بعد تراكم المشاكل والمتاعب الفنية والمالية، وتدهــور علاقات ميســي وبعــض اللاعبين بــالادارة والحملة التي يشــنها الإعــام الكتالونــ­ي الذي لم يتجــرع بعد تلك الخســارة المذلة أمــام البايرن في ثمــن نهائي دوري الأبطال الموســم الماضي، ولن يتقبل مغادرة ميســي لفريقهم.

عدوى الخيبات تفشــت مثلما تفشــى فيروس كورونا، لكن هل ستكون تأثيراتها بحجم تأثيرات كوفيد-19؟ أم ســتزول مع الوقت بحرص الأندية الكبيــرة علــى الالتزام بالإجــراء­ات الاســتباق­ية والوقائية مــن خلال مزيد من الإنفاق من الإدارات المســيرة، ومزيد من الحــرص من قبل المدربين على انتهاج الخيارات الفنية اللازمة لاعادة الأمور الى نصابها، ومزيد من الجهد من طرف اللاعبين فنيا وبدنيا، وحتى ماديا من خلال الموافقة على تخفيض الرواتــب للتقليص مــن الأعباء علــى أنديتهم وامتصاص غضب عشــاقهم الذين لا يملكون ســوى مزيد من الصبر على تداعيات العدوى والصبر على اجراءات الحظر التي تمنعهم من حضور المباريات للاســتماع أو للتعبير عن غضبهم الذي يتصاعد بفعل صحافة رياضية ووســائط تواصل اجتماعي مشتعلة بالتحاليل والتعاليق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom