Al-Quds Al-Arabi

«واشنطن بوست»: الرئيس الأمريكي وقف مع خاشقجي وعليه ردع تكرار الجريمة

-

قــال المعلق فــي صحيفة «واشــنطن بوســت» ديفيد إغناطيــوس إن الرئيس جوزيف بايــدن وقف إلى جانب الصحافي جمال خاشــقجي وما حدث له يجب ألا يتكرر أبــداً. وقــال إن الرئيــس قرر أن يكشــف عــن المتورطين فــي جريمــة خاشــقجي والإفــراج عــن تقريــر وكالــة الاســتخبا­رات الأمريكية )ســي آي إيه( الذي يشير لدور ولي العهد الســعودي محمد بن ســلمان في إصدار الأمر بقتله.

ويرى الكاتب أن صدور تقرير «سي آي إيه» على أكبر احتمال الجمعة ســيقدم نوعاً من المحاسبة لجريمة مقتل خاشــقجي البشعة. ولكن الرجل الذي أشرف على القتل ســيظل يحكم ويعيش فــي الأبهة الملكيــة. وهذه الجرعة المرة من السياسة الواقعية ستلصق في حناجر أصدقاء وزملاء خاشقجي السابقين.

وواجهــت إدارة بايــدن مأزقــاً: كيف ســتعاقب رجلاً ســيصبح قريبــاً ملــكاً ويواصــل الحكم لســنين، وربما لعقــود مقبلــة؟ وكيــف ســتفرق بــن ثروتــه وموضعه والبــاد؟ وحتى لو فرضت الولايات المتحدة على الحاكم الفعلــي فمن الصعب تنفيذها. وســتقوم الإدارة بموازنة كل هــذا، فســتقوم بلومه بشــكل علني ولكنها ســتترك العلاقات الأساسية معه ومملكته التي يسيطر عليها كما هي. وهذا مفهوم وهدف براغماتي ولكنها لن ترضي أياً من الطرفين.

وتأمل الإدارة باســتخدام قضية خاشقجي كسابقة «لــن تحدث أبــداً» وأن أي عملاء أجانــب يقومون بنفس الأفعال ويلاحقون ويقتلون المعارضين فلن يســمح للهم بدخول أو التعامل مع الولايات المتحدة. وســتقوم وزارة الخارجية بمراقبة النشــاطات المعاديــة للمعارضين قدر الإمكان والكشف عنهم كإجراء وقائي.

و «العدالــة لجمــال» مطلــب لــم يرفعــه زمــاؤه فــي «واشــنطن بوســت» ولكــن المقــررة الخاصة فــي الأمم المتحــدة والحكومــا­ت وناشــطو حقوق الإنســان حول العالــم. وســيتحقق نــوع مــن العدالــة عندمــا «ســنرى التقرير .»

لقد عاش خاشــقجي في أروقة السلطة طوال حياته. وفهــم أكثــر منا التنــازلا­ت الضروريــة للنجاة فــي عالم تقوم فيه حكومة باغتيال والتســتر ومواصلة السيطرة. وســيفرح لأن الولايــات المتحدة هي التــي قالت الحقيقة حول جريمة قتله، ولكنه يريد من إدارة بايدن الجديدة أن تحل الأمر: لن يحدث هذا أبداً. وعلى أصدقاء خاشقجي أن يكونوا حذرين، فقتل صحافي لأنه قال الحقيقة يجب ألا تتكرر على يد محمد بن سلمان أو أي شخص آخر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom