Al-Quds Al-Arabi

«فايننشال تايمز»: خلافات في الإدارة الأمريكية حول طبيعة الرد على السعودية بعد نشر تقرير خاشقجي

-

نقلت صحيفة «فايننشــال تايمز» عن مســؤولين على معرفة بتفكير الإدارة الأمريكيــ­ة الجديــدة أن ردها على نشــر تقرير «ســي آي إيه» المتعلق بجريمة قتل جمال خاشقجي في 2018 سيكون من خلال الخزانة الأمريكيــ­ة ووزارة العــدل ومزيج مــن العقوبات وحظر الســفر على الأشخاص الواردة اسماؤهم في التقرير.

وقال جيرالد فييرســتين، المســؤول الســابق فــي وزارة الخارجية أثنــاء إدارة باراك أوباما إن كيفية رد الإدارة على التقرير هو «الســؤال بـ 64.000 دولار». وقال بروس ريدل المحلل الســابق في «ســي آي إيه» والمتخصص بالســعودي­ة إنه شعر بوجود «انقســام مهم» داخل إدارة بايدن حول الرد وطبيعته. و»لو افترضنا أن التقرير أشار بصراحة إلى أن محمد بن سلمان هو القاتل، فعندها كيف لا تفرض العقوبات عليه؟».

وكانت إدارة دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على 17 من المسؤولين الســعوديي­ن لكن ترامب وقف مع الأمير محمد ورفض نشــر تقرير «سي آي إيه» والذي كان مجبراً بنشــره حســب القانون. وقال كريس ميرفي الســيناتو­ر الديمقراطي عن كونيكتيكت لشــبكة «أم أس أن بي ســي» إنه يريد «إجراءات محاسبة واســعة» لأي شخص متورط في الجريمة واتخاذ خطوات للعقوبات المالية ومنع دخول الولايات المتحدة. وهو من ضمن مجموعة من أعضاء الكونغرس طالبــت الإدارة باتخاذ إجراءات ضد المملكــة. وقال ميرفي «لا يوجد أي شــك» من أن قتل خاشــقجي لم يكمن ليتم دون موافقة الأمير محمد والذي يعمل كوزير للدفاع بالإضافة لمنصبه كولي للعهد.

وحدد بايدن العلاقة مــع الأمير من خلال لويد أوســن وزير الدفاع الأمريكي، باعتباره نظيراً لولي العهد في المنصب. لكن الرئيس الأمريكي أعــرب عن حرص للحفاظ على العلاقات بــن البلدين. وفي بيان البيت الأبيض عن مكالمة بايدن مع الملك ســلمان جاء فيه أن بياناً عبر عن رغبة «بتقوية العلاقات الثنائية وجعلها شفافة قدر الإمكان».

وقالت ياســمين فــاروق من «وقفيــة كارنيغي للســام العالمي» إنه لــو وجد فريق بايدن ان اســتهداف الامير ســتكون له نتائج عكســية «فســيقوم بتجاهله أو تحديد دوره في العلاقات الثنائية». وقالت تمارا ويتس، الخبيرة في معهــد بروكينغز إن الولايات المتحدة قد تقوم بطرد دبلوماسيين ســعوديين لأن الجريمة حدثت في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية وفي انتهاك لميثاق جنيف. وقالت إن السعودية قد تتجنب عقوبات مشــددة من خلال تحمل المسؤولية. وقالت «لا أعتقد مــن الناحية الواقعية أن المســألة هي وضع ولي العهد الســعودي على القائمة السوداء» و «الكرة في ملعب السعودية لتحمل المسؤولية».

وســيتم التدقيق في التقريــر والتحقيق في دور الأميــر بالجريمة. وتأخر نشره مدة يومين حيث قالت الإدارة إنها راغبة بالاتصال مع الملك الســعودي أولاً. وترى الصحيفة أن نشره سيكون أول امتحان لسياسة بايدن لإعادة ضبط العلاقة مع السعودية. وأزاحت مكالمة بايدن مع الملك

ســلمان آخر عقبة في نشــره ووضعه أمام الرأي العام. ووعدت الإدارة بإعادة ضبط العلاقة مع السعودية التي وطدت الصلات مع إدارة دونالد ترامب.

إلا أن العلاقة ســتتعقد أكثر بمســتوى التورط الذي يشير إلى تقرير المخابرات ودور محمد بن ســلمان فــي الجريمة. وتوصل مســؤولون في الأمم المتحدة إلــى وجود «أدلة تحمل مصداقيــة» عن دور الأمير في الجريمة، كما أكد مشــرعون أمريكيون على مسؤولية ولي العهد الكاملة. لكن محمد بن سلمان نفى علاقته بـ «الجريمة الشنيعة».

وفي الوقت الذي تحدث فيه بايدن كمرشح عن جعل السعودية «دولة منبوذة» إلا أن مســؤولين حذروا من اســتهداف ولي العهد بالعقوبات. وناقشــوا أن عملاً كهذا ســيعرقل العلاقات الأمريكية مع بلد تراه واحداً مــن أولوياتها الإقليمية بما في ذلك حرب اليـــمن والـــعودة للاتفاقية النـووية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom