Al-Quds Al-Arabi

مواجهات مع قوات الاحتلال في مناطق التماس في الضفة والقدس والجيش يمنع وصول المصلين من خارج القدس إلى الأقصى

- رام الله ـ «القدس العربي»:

في إطار تصاعد حملات الرفض الشعبي للاحتلال والاســتيط­ان، وتنديــدا باعتداءات المســتوطن­ين التي شــهدت تصاعدا خلال الأيــام الماضية، خاصة ضد المزارعين، خرج فلســطينيو الضفة الغربية في تظاهرات شــعبية في عدة مناطق قريبة من مناطق التمــاس والاســتيط­ان، وانخرطوا فــي مواجهات شعبية مع جيش الاحتلال.

وأصيــب عشــرات المواطنين بالاختنــا­ق بالغاز المســيل للدموع، خلال اعتــداء جيش الاحتلال على المشــاركي­ن في مســيرة بلدة كفر قدوم الأســبوعي­ة المناهضة للاســتيطا­ن، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منــذ 16 عامــا، إضافة إلى إصابــة طفل )10 سنوات( بعيار اســفنجي في صدره، نقل على اثرها للمشفى.

واعتــدت قــوات الاحتــال على المشــاركي­ن في الفعالية الشــعبية المناهضة بالاســتيط­ان، في بلدة بيت دجن شــرق نابلس شــمال الضفــة، وأوقعت إصابات في صفوف المشاركين.

وأصيب عــدد مــن المواطنين بحــالات اختناق، خلال قمع جيش الاحتلال مســيرة ضــد إقامة بؤرة اســتيطاني­ة جديدة فــي منطقة جبل "الشــرفة" في قرية دير جرير شــرق رام الله، حين هاجم المشاركين بقنابل الغاز المسيل للدموع، واعترض عمل الطواقم الصحافية.

والمعروف أن المستوطنين يستهدفون منطقة جبل "الشرفة" في القرية منذ ســنوات، ويرعون أغناهم فيها، الأمر الذي يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين.

وقمعت قوات الاحتلال مســيرة شــعبية انطلقت مــن مدينة الخليل، في الذكرى الـــ 27 لمجزرة الحرم الإبراهيمـ­ـي التي نفذهــا مســتوطن إرهابي وراح ضحيتها 25 مواطنا.

وكعــادة الأســابيع الماضيــة، أقــام المواطنون صلوات الجمعة في عدة أماكن مهددة بقرارات الضم والمصادرة، بناء على دعوات قيادة الفصائل وهيئة مقاومة الاســتيطا­ن، ومن بينها قيام العشــرات من أهالي بلدة العيسوية شــرق القدس المحتلة، بتأدية صلاة الجمعة، بالقرب مــن ركام منزل عائلة عليان، الذي هدمه الاحتلال الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي وشرد نحو 17 فردا من العائلة.

وهدمــت قــوات الاحتــال منتصــف الليلة قبل الماضية، خيمة تؤوي عائلة عليان في بلدة العيسوية في القــدس المحتلة، نصبت فوق أنقاض منزلها الذي هدمته بلديــة الاحتلال يوم الإثنــن الماضي، وكان يؤوي 17 فردا، بينهم أطفال. وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت بصورة عشــوائية خلال هدم الخيمة لتفريق المحتجين، كما أزالوا لافتة تضامن معلقة على أنقاض البناية.

ومنعت ســلطات الاحتلال رفــع الأذان في الحرم الإبراهيمي وســط مدينــة الخليل، بحجــة احتفال المســتوطن­ين بمناســبة عيد المســاخر "بوريم" لدى الشــعب اليهودي، وســلمت مواطنا بلاغــا لمقابلة مخابراتها

كذلك اقتحم مســتوطنون في إطــار اعتداءاتهم المســتمرة بحماية قوة من جيش الاحتلال، المقامات الإســامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت شمال الضفــة، وقال شــهود عيــان إن المســتوطن­ين أدوا "طقوسا تلمودية" في المقامات حتى ساعات الصباح، قيما قــام جنود الاحتــال بنصب حاجز عســكري على أحد مداخل البلدة، وإغــاق البوابة الحديدية المنصوبة على مدخلها الرئيسي.

وكان مســتوطنون قد اقتحموا ليل أول من أمس أطراف حي الطيرة بمدينة رام الله، بحماية الجيش، وهنــاك أدوا "طقوســا تلمودية"، فيمــا أغلق جنود الاحتلال المكان.

وفــي القــدس المحتلــة، تحــدى آلاف المواطنين الحواجز العســكرية، التي نشــرتها قوات الاحتلال في مدينــة القدس ومحيط المســجد، لمنعهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بعد أن أعيد فتحه. وكانت ســلطات الاحتلال قد أغلقت المسجد في وجه المصلين بحجة مواجهة تفشي فيروس "كورونا".

وواظب ســكان القدس المحتلة علــى أداء صلاة "الفجــر العظيم" في رحاب المســجد الأقصى، وأمت حشــود كبيرة مــن المواطنــن المســجد، متحدين إجراءات الاحتلال المشــددة التي عملت على عرقلة وصولهم، وذلك في إطار تلبية دعوات المشــاركة في صلاة فجر الجمعة في المسجد، والهادفة إلى التصدي لإجراءات الاحتلال، وتخلل المشــاركة الواسعة في الصــاة، ترديد المصلين هتافات للمســجد الأقصى، وضد الاحتلال، الــذي أظهر غيظه مــن المصلين في تشــديد إجراءات دخولهم، ومنع حملة هوية الضفة الغربية مــن الدخول الى الأقصى كمــا احتجز عددا منهم.

وشهد الأقصى أول من أمس الخميس تطورا لافتا تمثل بدخول مستوطنين من جميع الأبواب بحراسة شرطة الاحتلال وليس على شكل مجموعات كما كان متبعا من قبل.

ويهدف سكان مدينة القدس المحتلة من وراء هذه المشــاركة التصدي لخطط الاحتلال، التي تضاعفت خلال الأشــهر الأخيرة، والقائمة علــى هدم منازل المقدسيين وتشريدهم، أو مصادرتها لفائدة جمعيات اســتيطاني­ة متطرفة، حيث شهد الأســبوع الماضي إصدار أكثر من 20 أمرا من هــذا النوع، ضمن خطط الاحتلال لتهويــد المدينة وتحويــل منازلها لـ "بؤر استيطانية".

وقد شــهدت أيام الأســبوع الماضي، قيام جيش الاحتلال بتكثيف عمليــات الاقتحام للبلدات والمدن الفلسطينية، وشــن حملة اعتقالات واسعة، طالت أطفالا وأسرى محررين، علاوة على اعتداءات أخرى تمثلــت بهدم العديد من منازل الســكان والمنشــآت الزراعية، ومصادرة مســاحات واسعة من الأراضي القريبــة من المســتوطن­ات، ضمــن مخططات معدة مسبقا، خاصة وأن الأسبوع الماضي شهد الكشف عن مخطط يهدف إلى "تهويد" المناطــق الغربية للضفة الغربية.

وأعلنت سلطات الاحتلال أول من أمس الاستيلاء علــى 193 دونما شــرق محافظة رام اللــه والبيرة، بهدف إقامة "مكب للنفايات" يخدم المستوطنات.

وفي هــذا الســياق، أكــدت القوى علــى أهمية توســيع رقعة المشــاركة في "المقاومة الشعبية" أمام الحواجز العسكرية والجدار الفاصل والمستوطنا­ت الاستعماري­ة والأراضي المصادرة كـ "شكل من أشكال مقاومة شعبنا ضد الاحتلال والاستيطان والتهويد"، ودعــت المجتمع الدولــي للتدخل العاجــل من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وحمايته من "لجرائــم المتصاعدة والمتواصلـ­ـة" التي ينفذها الاحتلال والمستوطنو­ن.

إلــى ذلك شــنت قــوات الاحتلال حمــات دهم واعتقال طالت مناطق عدة، شــملت اعتقال مواطن فجرا قرب قرية روجيب شرق نابلس. وقالت مصادر محلية إن الشــاب هو مــراد علي شــرايعة، بعد أن أطلقت الرصــاص باتجاهه قرب القريــة، وهو من سكان منطقة المساكن الشــعبية في نابلس، مشيرة إلى أن الشاب لم يصب باذى.

كما اعتقلت قــوات الاحتلال عاملا من بلدة الطور بالقــدس المحتلة، بعــد أن أوقفت مركبــة تقل عمالا عائدين إلى منازلهم.

 ??  ?? مواجهات مع قوات الاحتلال
مواجهات مع قوات الاحتلال

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom