Al-Quds Al-Arabi

تونس: بوادر انفراج للأزمة بين سعيّد والمشّيشي ... والنهضة تستعين بالشارع لدعم «الشرعية الحاكمة»

- تونس «القدسالعرب­ي» من حسن سلمان:

كشفت مصادر إعلامية عن لقاء قريب سيجمع بين رأسي السلطة التنفيذية في تونس، في محاولة لإزالة الجمود الذي طبع العلاقة بين الرجلين بســبب أزمة التعديل الوزاري الأخير، في وقت استنفرت فيه حركة النهضة أنصارها في تونس للقيام بمســيرة حاشدة تهدف لـ »الشــرعية الحاكمة » والانتقال الديمقراطي في البلاد.

ومــن المرجح أن يلتقــي الرئيس قيس ســعيد برئيس الحكومة هشــام المشيشــي، حيث ســيتناول اللقاء القضايا الخلافية التــي أثارها التعديل الــوزاري الأخيــر، وكيفية تجاوزها، فضلاً عن مناقشــة آليــة عقد الحوار الوطني الذي دعا إليه اتحاد الشــغل بهدف تجاوز الأزمة السياسية القائمة في البلاد.

ويأتي اللقاء عقب مكالمة أجراها المشيشــي مع سعيّد، شكره خلالها على الجهــود التي بذلها لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام على مواطن تونســي يعيش في قطر، مثنياً على الجهود التي يبذلها ســعيّد «لحماية مصالح التونسيين، داخل وخارج أرض الوطن، ودفاعــه المبدئي على الحق المقدس في الحياة» وهو ما اعتبره مراقبون بوادر إيجابية لتجاوز الخلافات بين الطرفين.

وكان ســعيّد أكد في وقت ســابق رفضه للتعديل الــوزاري الذي أجراه المشيشي، مشيراً إلى أنه يتضمن أســماء تتعلق بها شبهات فساد وتبييض أموال، فيما نفى المشيشــي وجود شــبهات فســاد لدى الوزراء الجدل قبل أن يســتعين بعدد من الخبراء والمنظمات التونســية بهدف مناقشــة كيفية مباشرة الوزراء المقترحين لمهامهم بعد نيل ثقة البرلمان، في ظل تواصل رفض تسميتهم من قبل الرئيس قيس سعيد.

ودعت حركة النهضة أنصارها في تونس للمشــاركة في مسيرة حاشدة، اليوم الســبت، تهدف لدعم الحكومة وحماية التجربة الديمقراطي­ة، مشيرة إلى أن هذه المســيرة ستشــكل «رســالة إلى مختلف الأطراف السياســية والاجتماعيّــة بضــرورة الحــوار وتعزيــز كل مقومات الوحــدة الوطنية والممارســ­ة الديمقراطيّة، وتعتبر حركة النهضة الاســتجاب­ة العريضة لهذه المســيرة بمثابة نداء إلى كل أحرار البلاد وعقلائها ومنظماتها وأحزابها من

أجل تغليب روح المســؤولي­ة والعمل المشترك لتجاوز الأزمة السياسيّة التي تتخبّط فيها البلاد».

ودوّن القيــادي فــي الحركة رفيق عبد الســام على صفحتــه في موقع فيســبوك: «الشارع يمكن أن يســتخدم للتجييش والتحريض كما يمكن أن يوجه نحو مشــروع البناء والتأســيس ومقاومة خطوط الارتداد، بما فيها التــي تختفي خلف خطاب ثــوروي في ظاهره، ولكنهــا تراهن على هدم ما بُني من دســتور ومؤسسات خلال العشــرية الأخيرة. الخط الثوري يعني تثبيت ما أنجز إلى الآن والإصرار على اســتكماله بنجاح اقتصادي وتنموي في الســنوات المقبلة. رسالة مسيرة يوم السبت هي الإصرار على الاستمرار والتأكيــد على أن هنــاك قوى حية وفاعلــة على الأرض تحمي الدســتور والمؤسســا­ت والبرلمان الحر وتتصدى لقوى الردة والتراجع، مهما اتخذت لها من عناوين».

وقالــت النائب عن الحركة يمينة الزغلامي: «مــن حقنا التظاهر وتنظيم مسيرة والأشخاص الذين تساءلوا بخصوص تظاهر النهضة رغم وجودها في الحكم، أريــد أن أقول لهم: يوجد حالياً من هم فــي البرلمان يدّعون أنهم في المعارضة لكنهم خرجوا في مســيرات لمســاندة رئيس الجمهورية وأنا لا أعتبرهم في المعارضة بل في الحكم بما أنهم خرجوا في مســيرات مســاندة لرئيس الســلطة التنفيذية وتم فسح المجال لهم في وســائل الإعلام لمناداة أنصارهم للنزول للشارع».

وأضافت، في تصريح صحافي: «قرار حركة النهضة المتعلق بالخروج إلى الشارع يوم الســبت 27 هو من حقها وأنا بصفتي نائبة عن تونس العاصمة نحــن طيلة شــهرين كانت هناك احتجاجات في شــارع الحبيــب بورقيبة والعاصمــة وحميناهــا ورفضنا كل أســاليب الاعتداء التــي حصلت على المتظاهرين أو حتى الأمنيــن فمن حق حركة النهضة الخروج ونحن كغيرنا ســيطبق علينا القانون ولن يتم الدخول إلى شارع الحبيب بورقيبة وأبناء وبنات حركة النهضة ســيدعمون الدستور وشرعية المؤسسات وسينادون بالحوار».

وكان ائتــاف الكرامــة )أبرز حلفــاء النهضة( أكد رفضه المشــاركة في التظاهــرة التــي تنظمها النهضــة، متهماً الحركــة بالتخلي عــن حلفائها واستغلال التظاهرة لتحسين شروط التفاوض مع الفرقاء السياسيين، وهو ما نفته الحركة التي توقعت مشاركة آلاف التونسيين في مسيرة السبت.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom