Al-Quds Al-Arabi

اليمن: الحكومة ترحب بتمديد مجلس الأمن العقوبات على الحوثيين

«أنصار الله» ينظمون مظاهرات منددة بهجمات التحالف ومقتل 60 مقاتلاً في معارك مأرب

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

رحبت الحكومــة اليمنية المعتــرف بها دولياً، أمــس الجمعة، بقــرار مجلس الأمــن الدولي في تمديد العقوبــات وإدانة تصعيــد الحوثيين في محافظة مأرب )شرقي البلاد( وإضافة قيادي لدى جماعة الحوثي إلى قائمة العقوبات الدولية.

وجدد القرار الصادر بموجب الفصل الســابع من ميثاق الأمم المتحدة )ما يعني جواز استخدام القوة المســلحة لتنفيذه) «نظام العقوبات المالية وحظر الســفر ضد الأفراد والكيانــا­ت التي تهدد الســلم والأمن والاســتقر­ار في اليمــن حتى 28 فبراير/شباط 2022، وتمديد ولاية فريق الخبراء المعنــي بمراقبة حظــر تصدير الســاح حتى 28 مــارس/آذار مــن العام نفســه». كمــا أكد على مســؤولية جماعة الحوثي عن وضع ناقلة النفط صافر )الراسية قبالة ســواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر غربــي اليمن( دون أي صيانة خلال السنوات الســت الماضية وعدم الاستجابة للمخاطــر البيئيــة والإنســان­ية الكبــرى التي تشكلها. وأضاف قرار المجلس إلى قائمة العقوبات اسم سلطان زابن، وهو مسؤول جهاز التحقيقات الجنائية في جماعة «الحوثــي» ليكون بذلك أول إضافة إلى القائمة منذ أبريل/نيسان 2015، عندما اعتمد المجلس القرار 2216.

وقــال بيان لــوزارة الخارجيــة اليمنية: «إن القرار يعكس الرغبة الحقيقية والصادقة للمجتمع الدولي للمســاعدة فــي تحقيق الســام وإنهاء الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي بدعم وإســناد إيراني، التــي أنتجت معانــاة وكارثة إنســانية فــي اليمــن وزعزعت أمن واســتقرار المنطقة». وأكد البيان اســتمرار الحكومة اليمنية في بذل الجهود والمســاعي الهادفة «لاســتعادة الأمن والاســتقر­ار وإنهــاء الانقــاب وتحقيق السلام والمصالحة الوطنية وفقاً لمخرجات مؤتمر الحــوار الوطني الشــامل والمبــادر­ة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن 2216».

ويخضع اليمن لعقوبات تحظر تصدير السلاح منذ عــام 2015، بموجب قرار مجلــس الأمن رقم 2216، الصــادر ضد جماعة «الحوثــي» والقوات الموالية للرئيــس الراحل علي عبــد الله صالح، ويتم تجديدها سنوياً.

ورحب قــرار مجلس الأمن بتشــكيل الحكومة اليمنية الجديدة بما يتماشــى مع اتفاق الرياض، وحث على الاســتئنا­ف العاجــل للمحادثات بين الأطراف، في ظل مشــاركة كاملة مع وساطة الأمم المتحدة. وحث المجلس الدول الأعضاء على «دعم جهود بناء قدرات خفر الســواحل اليمني من أجل التنفيذ الفعــال للتدابير المفروضة بموجب القرار ‪(2015( 2216‬ مع الاحترام الكامل لســيادة اليمن

وسلامته الإقليمية».

وفي سياق آخر، نظمت جماعة الحوثي في عدة محافظات خاضعة لسيطرتها، الجمعة، مظاهرات للتنديــد «بعمليات التحالف العربي العســكرية بقيادة السعودية» ضدها. وقالت قناة «المسيرة» إن المظاهرات التي شــارك فيهــا الآلاف جرت في العاصمــة صنعــاء والمحويت وصعدة )شــمال( معقل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، والحديدة وحجة وريمة )غرب( والبيضاء )وســط(. ورفع المتظاهرون، وفق مقاطع نشــرتها القناة التابعة للجماعــة، شــعارات مناوئة للتحالــف العربي، ومنددة بما ســمّوه «اســتمرار حصــار العدوان الأمريكي الســعودي على اليمــن». وقال رئيس اللجنــة الثورية العليــا للحوثيــن محمد علي الحوثــي، خــال كلمــة ألقاها أمام المحتشــدي­ن فــي صنعــاء: «إن الرئيس الأمريكــي جو بايدن ومبعوثه الخاص لليمــن )تيموثي ليندركينغ( لا يحملان أي خطة ســام لليمــن». ودعت بيانات صــادرة عــن المظاهــرا­ت أنصار الجماعــة «إلى النفير العام نحو جبهات القتال لمواجهة العدوان وإفشال مشــاريعه الهادفة لاحتلال اليمن ونهب ثرواته وخيراته».

ويذكر أن تلفزيون «العربية» الســعودية نقل، أمس الجمعة، عــن التحالف بقيادة الســعودية قوله إنه اعترض ودمر طائرة مســيرة مســلحة ثانيــة أطلقها الحوثيــون المتحالفــ­ون مع إيران صوب المملكة. وكان التحالف قال في وقت سابق أمس، إنــه اعترض ودمر طائرة مســيرة محملة بالمتفجرات أطلقت صوب مدينة خميس مشيط في جنوب السعودية.

والثلاثــا­ء، بحث وزيــر الخارجيــة اليمني أحمد عوض بن مبارك، في العاصمة الســعودية الريــاض، جهود إحلال الســام في بــاده، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث. واتهــم مبارك جماعــة الحوثيين بأنها «غير جادة للســام» وأن هجومها العسكري في مأرب وقصفها للمدنيــن والنازحين في المحافظة «يثبت أن قرارها مرهون بيد النظام الإيراني».

معارك مأرب

وقتل 60 مقاتلاً على الأقل مــن القوات الموالية للحكومة اليمنيــة والمتمردين الحوثيين، الجمعة، في معــارك اندلعت في محافظة مأرب في شــمال اليمن، حســب ما أعلنت مصــادر حكومية. وأفاد مصدر حكومي يمنــي عن «مقتل 27 مــن القوات الحكوميــة بالإضافة إلى 34 مــن الحوثيين خلال اشــتباكات في عدة جبهات فــي محافظة مأرب» الجمعة، موضحاً أن المعارك «هي الأعنف» منذ بدء هجوم المتمردين على المحافظة هذا الشــهر. وأكد المسؤول أن المتمردين «تسللوا إلى تلال غرب سد مأرب، وشهدت المنطقة أعنف المعارك».

وقال مصدر عســكري آخر إن القوات الموالية للحكومــة «تمكنت مــن صد هجمــات للحوثيين جنوب غرب مدينة مأرب» بينما أشــار إلى اندلاع اشــتباكات عنيفة في منطقة أبلــح جنوب مأرب «اســتمرت لأكثر مــن ثماني ســاعات، وأدت إلى ســقوط قتلى من الطرفين» موضحــاً عدم وجود حصيلة محددة.

وأدان القــرار الــذي حمــل الرقــم )2564) تظاهرة لأنصار الحوثي منددة بهجمات التحالف في صنعاء أمس «التصعيد المســتمر في مأرب باليمن، واســتمرار هجمات الحوثيــن على الســعودية». ودعا إلى «الوقف الفوري للهجمات دون شــروط مسبقة، وخفض التصعيد في جميــع أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار في كافة أرجاء البلاد.»

تقيد صفقات السلاح للسعودية

وفي الســياق، وبعــد وقف صفقات أســلحة بنصف مليار دولار مع الســعودية بســبب القلق

من سقوط قتلى في اليمن، قد تغير إدارة الرئيس جو بايدن السياســة الأمريكية ليس فقط لإلغاء الاتفاقات الســابقة التــي تثير مخــاوف تتعلق بحقوق الإنســان، لكن لتقييد المبيعات العسكرية المســتقبل­ية لتكــون محصــورة على الأســلحة «الدفاعيــة». وقالــت أربعة مصــادر مطلعة على تفكير الإدارة، إن المســؤولي­ن يعكفون على تقييم مجموعــة المعدات العســكرية والتدريب المضمنة في المبيعات للسعوديين لتحديد ما يمكن اعتباره دفاعياً. وسيتم السماح بهذه الصفقات.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: «ينصب تركيزنا على إنهاء الصراع في اليمن حتى ونحن نضمن للســعودية كل مــا تحتاجــه للدفاع عن أراضيها وشعبها». وأضاف أن بايدن تعهد بإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحملة العسكرية ضد الحوثيين.

وقال أحد مســاعدي الكونغرس المطلعين على القضية: «يحاولون معرفة أين ترســم الخطوط الفاصلــة بــن الأســلحة الهجومية والأشــياء الدفاعية».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom