المبعوثة الأممية لميانمار تطالب بمواجهة «وحشية» الانقلابيين
طالبت المبعوثة الأممية الخاصة بميانمار، كريســتين شرانر بورغنر، الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة «مواجهة وحشية» قادة الانقلاب العســكري في البلاد. وجاء ذلك في اجتماع انعقد مســاء أمس الجمعة، فــي قاعة الجمعية العامة في المقر الدائم للمنظمــة الدولية في نيويورك. ومطلع فبراير/ شــباط الجاري، نفذ قادة بالجيش انقلاباً عســكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سوتشــي. وعلى إثر الانقلاب، خرجت مظاهرات شعبية رافضة في عموم البلاد، لتعلن الإدارة العسكرية فرض الأحكام العرفية في 7 مناطق بمدينتي يانغون وماندلاي.
وقالت ورغنر: «يجب مواجهة وحشــية قادة الانقلاب» مشــددة أنه «لا يمكــن الوثوق بنظام عســكري قاد عمليات أمنيــة أدت إلى انتهاكات حقوق الإنسان وتهجير قســري لأبناء الروهنغيا وغيرهم من منازلهم». وأضافــت: «الديمقراطية الحقيقية تتطلب ســيطرة مدنية على الجيش، ومــن المهم ألا يضفــي المجتمع الدولي الشــرعية أو الاعتــراف بمحاولة الانقلاب». وأردفت ورغنر: «الاعتقالات المستمرة للزعماء السياسيين بمن فيهم أعضاء البرلمان المنتخبون من الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية والمســؤولون الحكوميون وممثلو وســائل الإعلام، تبعــث على القلق الشديد».
والخميس، قال ســتيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي، إن «فريقاً أمميــًا رصد احتجاز أكثر من 900 من المسؤولين السياسيين والنشطاء وقيادات المجتمع المدني في ميانمار» مطالباً بالإفراج الفوري عنهم.
وحذرت المبعوثة في كلمتها، من «تداعيات قرار جيش ميانمار الإفراج عن أكثر من 23 ألف ســجين، بينهم متورطون في جرائم القتل السياسي» واصفة القرار بـ«المؤسف». وشــددت على «أهمية مواصلة الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب شعب ميانمار ،لا سيما مسلمي الروهينجا المحتجزين في مخيمات النازحين داخلياً )إقليم أراكان( البالغ عددهم نحو 126 ألفاً».
وفي 12 فبراير/شباط الجاري، أفرج المجلس العسكري في ميانمار عن أكثر من 23 ألف سجين في أول عفو من نوعه منذ الانقلاب.
وفي ختام إفادتهــا، حذرت المبعوثة الأممية أعضــاء الجمعية العامة قائلة: «إذا اســتمرت المناقشــات في الجمعية العامة ومجلس الأمن دون اســتجابة قوية، فربما تكون الهياكل القائمة )مؤسســات الأمم المتحدة( بحاجة إلى إصلاحات فعلية تتماشى مع العصر».
إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة إن «الوقت حان كي يتخلى الجيش في ميانمار عن السلطة على الفور، والامتناع عن العنف، والإفراج عن جميع المعتقلين ظلماً، وإعــادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيــًا». وجاء ذلك على لسان المندوبة الأمريكية، توماس غرينفيلد، خلال جلسة تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة مســاء الجمعة، حول ميانمار. وأكدت غرينفيلد في إفادتها خلال الجلســة أن بلادها «ســتواصل تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة إلى المحتاجين في ميانمار، بما في ذلك الروهينجا، وغيرهم من السكان المعرضين للخطر في ولايات تشين وكاشين وراخين )آراكان( وشان».
وأضافــت: «نطالب بأن يتحدث العالم بأســره بصوت واحد، ويدين احتجاز جيش ميانمار لمستشــارة الدولة أونغ ســان سو كي، والرئيس وين مينت، ومئات المســؤولين المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنســان، وعلينــا جميعاً المطالبــة بالإفراج الفــوري عنهم». وتابعــت: «تواصل الولايــات المتحدة إدانة الانقلاب العســكري في ميانمار بشــدة، وندين عمليات القتل الوحشي التي تنفذها قوات الأمن للمواطنين العزل».