Al-Quds Al-Arabi

شهادة تاريخية

-

لا داعي للتهور

قرر مجلس الوزراء سرعة تشكيل لجنة لمراجعة إجراءات تســجيل العقارات، الذى أثار أزمة شعبية هذه الأيام، وأكد محمد حسن البنا في "الأخبار"، أن المجلس قرر تشكيل لجنة مــن وزارات العدل والمالية والتنميــة المحلية، وممثلى عدد من الجهات، لتيســير إجراءات التســجيل العقاري. وأكد أن الدولة تعمل على تشــجيع المواطنين لتسجيل عقاراتهم بهدف تحصين ملكياتهم، ولذا يجب القيام بتيسير إجراءات التســجيل. وتعــرض نتائج أعمــال اللجنــة على مجلس الــوزراء، وطلب المجلس شــرح الإجــراءا­ت والهدف منها للمواطنين، على أن يراعي مســؤولو الــوزارات والأجهزة المعنية تبسيط إجاباتهم في الرد على استفسارات المواطنين في هذا الشأن، حتى لا تُـتْرك الساحة لبث الشائعات ونشر المعلومات المغلوطة حول تســجيل العقــارات. القانون لم تشــفع له تصريحات وزارية متناقضة، كمــا لم تفلح معه تفســيرات مرعبة لرجال القانون وأهــل الاختصاص، لقد اســتغل الكثير من أعداء مصر الترويج لشــائعات مغرضة تضرب الشعب بالحكومة، بل انتشرت نكات سخيفة تخلط الجد بالهزل، من هنا يجب أن تتحرك الحكومة بشــكل جاد وموضوعي وصادق، وبشــفافية ونزاهــة القول. وما قاله المتحدث الرســمي للحكومة من أنها لا تســتطيع تخفيض نسبة 2.5% ضريبة عقارية، إلا بعد إجراء تعديل تشريعي، وأن جميع العقارات والوحدات السكنية في القرى والنجوع والكفور معفاة منها، وما المانع من إجراء تعديلات تشريعية لإرضاء المواطن. المواطن يحتاج من يحنو ويطبطب عليه، وهذا حقه على المسؤولين، الشعب صبر وتحمل الإصلاحات الاقتصادية للدولــة المصرية. نحن لا نحتاج فقط لتخفيض الرســوم، بل ايضا نحتاج إلى تيســير إجراءات التسجيل ورقمنتها.

قامت الدنيا

نتابع رصد ملامح الغضب بسبب موضوع الساعة، حيث قال عبد العظيم الباســل فــي "الوفد" إنه: "مــا أن أعلن عن التعديل التشــريعي الجديد الذي يقضي بتسجيل العقارات في الرابع مــن مارس/آذار المقبــل، حتى قامــت الدنيا ولم تقعد بســبب مفاجأة تطبيق القانون من ناحية، ومغالطات السوشــيال ميديا والقنــوات الإرهابية مــن ناحية أخرى. قالوا، إنه ســيتم توثيق العقارات غير المسجلة بأثر رجعي، وزعموا أن رسوم تســجيل الشقة التي ثمنها 500.000 جنيه ستصل إلى 50000 جنيه على الأقل، وروجوا رسوماً إضافية للمساحة وضرائب أخرى، بالإضافة إلى نقابة المحامين التي ســتحصل على واحد في المئة من قيمة كل عقد عند تسجيله، وراجت الشائعات وتاهت الحقيقة وســط حالة من اللغط، التي ســكنت الشــارع مؤخراً. صحيــح أن الحكومة هدفت مــن وراء التعديل وتحديداً المــادة )35(، إلى تحصين ملكية المواطنين، واختصار إجراءات التسجيل التي كانت تمتد أكثر من عامين بين المحاكم والشــهر العقاري، لكــن فاتها أن تمهد للقانون قبل تطبيقه، وتهيــئ الرأي العام لقبوله. كان يجب عليها شرح مزايا التعديل قبل التطبيق، فالبيع الرضائي بين طرفين لا يمثل مشــكلة، وإنما البيــع القضائي بحكم قانوني لا يتــم انتقال الملكية، إلا بالتســجيل وفقاً لرســوم محددة حســب مســاحة كل شــقة، بحيث لا تزيد على 2000 جنيه، بالإضافة إلى 2.5% ضريبة عقارية لم يكن الشــهر العقاري مســؤولاً عن تحصيلها، حتى جاء مجلس شــورى الإخوان في 18 مايو/أيار 2013 وألزمه بتحصيلها وتوصيلها لمصلحة الضرائب، بدون مقابل، وعاقب أي موظف إذا أخطا أو تباطأ في التحصيل، الأمر الذي يتطلب إلغاؤها لكونها تحمل شبهة إخوانيــة، أو على الأقــل النزول بها إلى 1% حتى تشــجع على التســجيل والســداد. كما ينبغي في هذا الإطار تعميم تصريحات رئيس مصلحة الشهر العقاري جمال ياقوت التي تنفي تســجيل عقود الوحدات الســكنية بطريقة إجبارية، ســواء كانت جديدة أو قديمة، مشــيراً إلى عدم صحة فرض نســبة 1% من قيمة عقد البيع نظير تصديق نقابة المحامين، لأن المــادة )35( ألغت هذه النســبة، لأن التســجيل تم عن طريق المحكمة. ويبقى الأمل في أن تستجيب الحكومة لرغبة البرلمان، بتأجيل تطبيق القانون".

ليته يستجيب

اقترح عبد القادر شهيب في "فيتو"على الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومــة، أن تتقدم حكومته بتعديل عاجل لقانون الشــهر العقــاري لتخفيف الرســوم المختلفة على تســجيل العقارات، خلال فترة زمنية محــددة، لا تقل عن ثلاث ســنوات، لتشــجيع وحفز المواطنين على تســجيل عقاراتهم، بدون تكبد مشــقة وأعباء مالية باهظة ومرهقة لهــم، ولا يقدرون عليهــا. اقتراحي هذا يســتند إلى تقدير موقــف مــؤداه أن القانون في شــكله الحالي لــن يحقق الحصيلة المالية التي كانت تطمــح فيها الحكومة لتعويض نقص مواردها، نتيجة توقف أو تقلص أنشــطة اقتصادية عديدة، لأن من ســوف يقدم على تسجيل وحدته العقارية هو المضطر فقط، مثل من يرغب في بيع وحدته أو لم تحصل وحدته على المرافق من كهرباء ومياه شرب وصرف صحي.. فإن تكلفة التســجيل الإجمالية في مجملها باهظة، ســواء تمت عبر المحاكم أو حتى تمــت بالتراضي. أما إذا تم تعديل القانون وتخفيض أعباء التســجيل الماليــة وغير المالية، فإن ذلك سوف يشــجع المواطنين على الإســراع بتسجيل الوحدات العقاريــة التي يملكونها.. فحتى القادر ماليا على تحمل الأعباء المالية للتســجيل، تقابله صعوبات أخرى في مكاتب الشــهر العقاري ذاتها التي تزدحم بالمواطنين الآن، وهو ما حدث عندما ضغطت الحكومة على ملاك الســيارات لتركيــب الملصق الإلكتروني في وقت قصيــر، بينما قدرات وحدات المرور محدودة ولا تفي بإنجاز المهمة في المهلة التي حددتهــا وزارة الداخلية في الظــروف العادية الخالية من كورونا، واضطرت لتمديدها عدة مرات. كذلك إذا تم تعديل القانون فسوف تبدد الحكومة حالة الضيق المشوب بالقلق التي انتابت المواطنين أصحاب العقارات، ورضا الناس هو مكسب عظيم للحكومة، أي حكومة، يتعين أن تحافظ عليه.

احترسوا فهم غاضبون

ليس ببعيد عن أزمة تســجيل العقارات في الشهر العقاري تناول علاء عريبي ملف إيجارات المساكن القديمة في "الوفد": "منذ أيام أعيد فتح الملف الشائك، وتردد تقدم بعض البرلمانيي­ن بمقترحات لتعديــل قانون الإيجار، وبالتالي فض التشــابك بين المالك والمســتأج­ر، وســمعنا بعض الاقتراحات الخاصة بتعديل القيمــة الإيجاريــ­ة، منها زيــادة تدريجية، إخضاع القيمة الإيجارية للعرض والطلب، كما طالب البعض، للأسف، بتحديد مدة لعقد الإيجار، وعدم انتقاله بعد وفاة المســتأجر. هذه المطالب تشــكل خطــورة كبيرة، وقد تترتــب عليها آثار اجتماعيــة، لا يُحمد عقباها، لأنها ترمي أســراً مــات عائلها إلى الشــوارع بلا رحمة، وهو ما نرفضه بشــدة وسنتصدى له. المفترض أن يفصل المشــرع بين مواد الوحدات الســكنية الخاصة بالســكن، والوحدات الخاصة بالتعاملات التجارية، أكانت وحــدات أو محلات تجارية، وقبل أن تشــرع الحكومة في تعديل القانون، أو وضع قانون جديد، عليها أن تعد قاعدة بيانات عن الوحدات المؤجــرة، وعمر هذه الوحدات، والقيمة الإيجاريــ­ة التي تدرهــا شــهرياً، وحالتها المعماريــ­ة، ويتم تصنيفها حسب الأحياء والمدن والقرى. وأن تظل في القانون ميزة انتقال عقد الإيجار، الســكن أو التجــاري، لمرة واحدة لأقارب الدرجة الأولى، وأن تفكر الحكومة في أن زيادة القيمة الإيجارية تتناسب ودخول الأسر، وتتناسب بنسب التضخم الذي تشهده البلاد. ويرى الكاتب أن التدرج في زيادة القيمة الإيجارية، وتحميل المســتأجر قيمة الصيانة الدورية، سوف يرفع عــن المالك الظلم الذي يعاني منه منذ ســنوات، على أن نضع في الاعتبار أن أغلب المباني المؤجرة سوف ينتهي عمرها الافتراضي خلال الســنوات المقبلة، وســوف تعود إلى ورثة المالك".

عنوان الخطر

أكد الدكتورمحم­ود خليل في "الوطن" أن صمت الشعوب يثير القلــق أكثر من صخبهــا.. عندما يميــل المجموع إلى الزعيق والتعبير عن نفســه فعليــك أن تطمئن بالاً إلى أنه لن يتحرك عن منصــة «الزعيق»، لكن عندمــا يصمت فإن ذلك مؤشــر بأنه يدبر أمــره لتململ أو تمطع قــد يكون له ما بعده. الصمت قلــق.. والتعبير عن الوجــع أمان. نحن كمصريين نقلق على الشــخص الذي يستقبل خبراً موجعاً بالصمــت، ولا نطمئن على حاله إلا عندمــا يصرخ ويبكي. لم يجد المخــرج المبدع محمد راضي عنواناً أنســب وأجمل مــن «أبناء الصمت» لفيلمه الذي أخرجــه عام 1974، وأراد أن يعبر به عن حالة الصمــت التي لفَّت قطاعاً من المصريين بعــد نكســة 1967، وكان هذا الصمت نذيــر العاصفة التي هبت في أكتوبر/تشرين الأول 1973 وجاءت بالنصر المجيد. جسّد "السيد راضي" في هذا الفيلم شخصية جندي أصيب خلال انسحاب 1967، واحتلت الأرض التي كان يقف عليها، بدون أن يطلق رصاصة واحــدة. لم ينبس بكلمة خلال كل مشــاهد الفيلم، كان يتوجع فقط من داخله، وظل على تلك الحال حتى انفجر بركاناً ثائــراً في أكتوبر 1973. قبل زمان «أبنــاء الصمت» بزمــان توقف دي شــابرول - أحد كتاب مجلــد «وصف مصر» ومن علماء الحملة الفرنســية - أمام ملمح عجيب من الملامح التي تميــز المصريين، والمتمثلة في «الوجه الصامت». يقول دي شابرول: «لا يمكنك أن تكتشف ما يعتمل فــي نفوس المصريين عن طريق ملامحهم، فصورة الوجه ليســت مــرآة لأفكارهم، فشــكلهم الخارجي في كل ظــروف حياتهم يــكاد يكون هو نفســه، أي يحتفظون في ملامحهم بالحيدة وعدم التأثر، سواء حين تأكلهم الهموم أو يعضهم الندم، أو كانوا في نشوة أو سعادة عارمة». وصف يستفز التفكير، لكن تتبع حلقات التاريخ تستفزه أكثر.

لا تغتروا بصمتهم

هــذه الوجوه الصامتة والأجســاد الســاكنة، كما وصفها محمود خليل، التي كانت قد خرجــت لتوها من ثورة القاهرة الأولى ضــد الحملــة الفرنســية، انطلقت إلــى التحرك ضد الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية، من أجل طردهم من البلاد. الكاتب المبدع نجيب محفوظ كان منشغلاً أيضاً بحالة الصمت التي تضرب وجوه المصريين في أوقات معينة، اســتحضر هذا الملمح في رواية «الحرافيش»، وكذلك رواية «أولاد حارتنا ». فما أكثر ما كان يقابل الحرافيش والبسطاء من أبناء الحارة أوجه القهــر التي تمارس عليهم، بوجوه صامتة، في وقت يتوقع فيه من يراقبهم غير ذلك. ما أكثر ما سرد نجيب محفوظ مواقف عبَّر فيها عن فكرة أن «الإهانة في الحارة مسألة عادية» لا تستحق التوقف، وأن من تســقط فوق رؤوســهم الإهانــة يقابلونها بوجوه صامتة. لكن النهر الهــادئ كان يعكس دائماً حركة في

أســفله، وســرعان ما تفور مياهه، لينقلب السطح الهادئ إلى شــال يكتســح ما في طريقه. تجد ترجمة لذلــك في حكايات «الحرافيش»، حين ثار «شمس الدين» رقيق البنية على ضعفه وتمكن من الجلوس على منصــة الفتونة بعد اختفاء «الناجي الكبيــر »، وهو ما حــدث أيضاً مع الناجي الأخيــر في الحكاية العاشرة حين انتفض «عاشــور الحفيد» ضد حسونة السبع. فما أكثر ما يقطع الوجه الجامد صمته ويصنع الأعاجيب.

وصفة فاسدة

من معارك الصحف ضد "واشــنطن" هجوم شــنه محمد حســان في "الأهرام": "ليس جديدا على الإدارة الأمريكية أن تتلاعب بأوراق حقوق الإنســان والديمقراط­ية، والتصدي للديكتاتور­يات كمعلم أساســي لسياســتها الخارجية. وإذا كانت الولايــات المتحدة، بإدارتها الحاليــة، تصوب قذائف تلك السياسة نحو روســيا، فإنها لا تمنع شظاياها المتعمدة تجاه الصين والشــرق الأوســط، التي تتحول معهم اللعبة المسلية إلى تصرف انتهازي، تنتقل معه بلد «العم سام» إلى خلل أخلاقي، وديكتاتوري­ة صريحة، لا تخفى على السياسة الأمريكية، مهما تباينت إداراتها وأدوات ومبادئ سياســتها الخارجية. وعلينا أن نتفق مع ما توصل إليه كثير من المحللين السياســيي­ن الذين تعاملوا مع السياســة الأمريكية، ما بين التأييد والانتقــا­د والرفض، وهو أن الولايات المتحدة، مثلما تحرص على أن تبدو راعية للديمقراطي­ة وحقوق الإنســان، فإنها تكون أكثر حرصا على ألا ينخلع غطاء وجه سياستها، فتبدو أكثــر ديكتاتوريـ­ـة من تلــك البلدان التــي تنتقدها وتدخلها في معترك واحد ضمن لعبتها المســلية مع روســيا والصين وغيرها. والحقيقة الثابتــة، أن الأهداف الانتهازية لأي إدارة أمريكية، لا تتغير؛ لأنها من ثوابت الـ«سوفت وير» الدائم لمؤسســاته­ا، الذي يســتهدف تحقيق منطق السيادة الكونية إعمالا بكل الأدوات والمبادئ، التي تقود الأمريكيين، إلى سياســة خارجية ذات منطق إمبراطوري، يعتمد على أن تنظر إلى نفسها، بعين تظهر تجميلا وهميا لسياق سياستها الانتهازيـ­ـة، وبأخرى على صورة مزعومة بأنه لن يســتقيم نظام دونها، وهو الأمر الذي عبر عنه جو بايدن فور انتخابه قائلًا: «أمريكا مســتعدة الآن لقيادة العالم». وهذه الحقيقة جعلت محللا سياســيا، مثل أليكســاند­ر نازاروف يقول : «لا توجد فــي أمريكا ديمقراطيــ­ة - ولا حتــى رائحتها - وأن الفارق الوحيد بينها وبين أكثــر الأنظمة قمعا في العالم، هو أنه بفضل ســرقتها لهذا العالم كله أصبحت أكثر ثراء..كذبة كبيرة تحاول واشنطن دفع العالم بأسره للإيمان بها، حينما ترفع شعار الويل لمن لا يؤمن بها أو بديمقراطيت­ها.»

اهتمت "الوطن" بحوار للمذيع الإيطالي الشــاب ميكيلي كروديليني، الذي اجرى لقاء مع كبير مراســلي التلفزيون الإيطالي الرسمي الســابق فولفيو جيرمالدي، الذي أكد أن مصر بريئة من دم مواطنه الطالب جوليو ريجيني. وأضاف فولفيــو جيرمالدي، في اللقــاء، أن النظام المصري تعرض لأســوأ حملة إعلامية منظمــة في الإعــام الإيطالي، وأن القضاء الإيطالي لم يجر التحقيقات كما ينبغي، ولم يستند إلــى أي أدلة دامغة في توجيه الاتهامات، «ما يعني أن هناك توجها إعلاميا إيطاليا لضــرب العلاقات المصرية الإيطالية لصالــح جهات معينة، أشــار إليها بطريقة غير مباشــرة، وهي شــركات بترول تابعة لفرنســا وإنكلتــرا». اتهامات بالتجســس للطالب الإيطالــي جوليــو ريجينيو. أضاف جيرمالدي أن ريجيني دُرّب في إحدى المؤسســات التابعة للمخابرات الأمريكية والبريطاني­ة في أســكتلندا، موضحا أن «هذه المدارس أسست في الثلاثينيا­ت من القرن الماضي، ومنتشرة في فرنسا وإنكلترا والولايات المتحدة الأمريكية نفســها». وقال فولفيو جيرمالدي، إن هذه المدارس أنشئت آنذاك لمقاومة المد الروســي أو الشــيوعي، حسب تعبيره، وتخرج فيها عملاء تجســس أوروبيون، وزرع جواسيس روس لاختراق الأمن الروســي، وعمل زعزعة داخل النظام السوفييتي. واستغرب جيرمالدي من الحملة الشعواء التي شنها الإعلام الإيطالي وبعض السياسيين، الذين لم يسمِهم ضد النظام المصــري، والعمل الدؤوب على ضرب العلاقات المصريــة الإيطالية. وقــال الإعلامي الإيطالــي، إن الوفد الاقتصــاد­ي الإيطالي كان ينفذ اتفاقات اســتثماري­ة بأكثر من 50 مليار يورو فــي مصر، مضيفا: «أنــا لا أجد مصلحة في افتعال هــذه القضية، غير أنها تصب في صالح شــركة بريتش بتروليــم البريطانية، وفي صالح شــركة توتال، وأن هذا الفخ وقع فيه الإيطاليون بمنتهى الســذاجة»، على حد وصفــه. ولفت، إلى أنه خلال جلســة الاســتماع التي نظمها البرلمان الإيطالي، أكــد كل من النائب العام الإيطالي ســيرجيو كولايكــو وزميله المشــرف العام علــى القضية ميكيلي بريســتبين­و، أن هناك غموضا يحيط بالمشرفة على ريجيني في جامعة كامبريدج الدكتــورة مها عبدالرحمن. وأضاف أنهــا لم تقل الحقيقة كاملة، ولــم تتعاون عند بدء التحقيقات.

اتركوه في قبره

بعد ســماع الدكتور أكرم السيسي الكاتب في "الشروق" إلى الحــوار الذي اجرته رغد ابنة الرئيــس الراحل صدام حســن، قال، إن موضوعية رغد ظهرت مــن خلال إجابتها على سؤال طرحه المحاور عن شعورها نحو أبيها بعد مقتل زوجها حســن كامل المجيد، الذي انشــق عــن أبيها، وبعد عودته من الأردن التي لجأ إليها هو وأســرته: «هل رضيت عن محاولــة والدك لإرضائــك بعد قتل زوجــك؟» فكانت إجابتها واضحة ومقتضبة: «لا»،! وعن ســؤال ثان حاولت أن تكون فيه موضوعية، عندما سُــئِلَت عن رأيها في حرب الكويــت، أجابت: «أخطأوا في حقنــا، وأخطأنا في حقهم» )أى واحدة بواحدة(. كانت صادقة في إجابتها عن السؤال الأول، لأن الضرر وقع على شخصها مباشرة وعلى أولادها وعلــى مســتقبلهم جميعا، لكن فــي إجابتها عن الســؤال الثانــي، أرادت أن تُبــرر خطأ أبيها، إلا أنهــا، في الحقيقة، وقعت في المحذور، فقد كشــفت عن أسلوب خاطئ وهمجي كان يتبعــه الرئيس صدام في سياســاته، وهو أن «الخطأ يُعالج بالخطأ»، وهي لا تعلم بأن هذا المبدأ يفتح الباب على مصراعيه لقانون الغاب، فكأنما نقول، على سبيل المثال، من حق أي أحد أن يسرق من سَرَقه، أو أن يقتص لنفسه بعيدا عن القانون، فهذا هو مفتاح منهجية التفكير عند كل الحكام الديكتاتور­يين: «لا احترام للقانون، ولا للحوار مع الآخر!» ومن ناحية أخرى، كشــفت بعــض إجاباتها عــن الغرور والاســتعل­اء، اللذين يكتســبهما أبناء أي رئيس مستبد، خاصة إذا استمر في الحكم ســنوات طويلة، فعند سؤالها عن وجهة نظرها في أوضاع العراق الحالية، قالت في جملة اعتراضية : «نحن أســياد بلد، ومســؤولون عن وطن »، ثم أضافت: «العراقيون تحملوا كثيرا بعد الاحتلال»، إجابتها التي تحاول من خلالها إثارة غضب المشــاهد ضد الاحتلال، وضد الأوضاع بعد سقوط حكم والدها، تفتقد للموضوعية، فهى بالطبــع لا تعلم أن الحاكم المســتبد هــو أيضا مُحتل لوطنه، كلاهما يُخرب الأوطان.

سبب الخراب

تابع أكرم السيســي، كل ما يحاول الحفاظ عليه، كل من المحتل والحاكم المســتبد، هو توفير لقمة العيش للشــعب وفقط، وهذا بالضبط ما عبَّرت عنه الســيدة ابنة الرئيس، في محاولة لتجميل عصر أبيها: «إن الناس كانت عايشة،» وكأنما غاية ما يطلبه أي شــعب من حاكمه هو أن يجد قوت يومــه، وليس له الحق في المشــاركة لا فــي الحكم، ولا في ثروات وطنه، ولا في رســم مستقبل بلاده، ولا في محاسبة المســؤولي­ن على أخطائهم! أما المغالطــة الكبرى لرغد ، فقد جاءت في قولها، في الجزء الرابــع، إن الرئيس صدام كان «الدرع الحصين للأمة، وبمماته استبيحت الأمة»، والعكس هو الصحيح، فالواقــع يقول إن سياســة الرئيس صدام، وطريقة حكمــه التي لا تقبل لا النصيحــة، ولا الرأي الآخر هي التي جعلت الأمة مُســتباحة، وأعطت الفرصة الذهبية لعودة المستعمر الغربي بصورته القديمة والبغيضة. هكذا نلاحــظ أن منهجية التفكير، ســواء كانت على المســتوى الشــخصي أو المســتوى العام، وطريقة قيادة الأســرة أو قيادة الدولة للرئيس صدام، ولأمثاله، هي ســواء، فهي لم تُخــرِّب أوطانهم، وتقضي على شــعوبهم فقط، لكنها أيضا هدمت ودمرت أسرهم؛ أقوال الســيدة رغد تثبت، بل تؤكد هذه الفرضية، وتحولها لحقيقــة، فعندما حكت عن ظروف زواجها الذي تم وهي مازالت في الخامسة عشرة من عمرها )وهذه في حــد ذاتها انتهاك لحقوق الطفل العالمية(، وكيف أن والدها استشــارها، وقــال لها لن أُجبــرك على اختيار زوجك، وذلك للتدليل على «ديمقراطيته»، نقضت، بدون أن تدري، هذه الفكرة عندما قالت إن والدها صدام أجبرها على الطلاق من زوجها بعد الخلاف الذي وقع بينهما. فضلا عن أنه يَتَّم أحفاده بقتل أبيهم، زأشــار الكاتب لخطورة صراع الأبناء على الســلطة في هدم الأوطان، حيــث كانت فكرة التوريث تسيطر على كل أبناء رؤســاء الجمهوريات، بعد تطبيقها في سوريا، وكانت نهايتها معلومة للجميع.

لا نهاية لكوارثه

تخيل الإعلامي تامــر أمين، كما قالت ســحر جعارة في "الوطن" أنه يخاطب مجتمعاً فاســداً وجب عليه إصلاحه، وأن برنامجه ينافــس خطبة الجمعة.. حــن يمتلك المذيع «الهواء» فهو كمــن يقبض على مدفع رشــاش، إما يصيب الجمهور بشــكل عشــوائي أو يرتد ليغرق الاستوديو في دمائه شــخصياً.. إنها ضوابط المهنــة: أن تختار الموضوع بعنايــة وتتحلى بجاذبيــة العرض، وتُخــرج من ضيفك أهم المعلومــا­ت الممكنة، ليس من مهام تامــر أن يتهكم على الدكتــورة رانيا علوانــي لأنها تقوم بالعديــد من الأعمال خلال حياتهــا المهنية، ولا أن يســخر من دعــم زوجها لها ومســاندته القوية.. لقد أطلق تامر ســهامه الطائشة على ضلعي الأسرة: «المرأة والرجل» لدرجة أن «المجلس القومى للمرأة» تقدم بشكوى إلى لجنة الشكاوى في المجلس الأعلى لتنظيم الإعــام ضد برنامج «آخــر النهار» الــذي يقدمه تامر أمين على قناة "النهار".. ولأنه يعلم أننا شــعب «طيب ومسالم ومتساهل في حقوقه» تحصّن خلف ثقافة الاعتذار و)الذي هو فضيلة وشيمة الكبار(.. فطُويت الصفحة. ربما فهم أمين أن «ثقافة الاعتذار» واجبة في حق الطبقات العليا من المجتمع، فسنّ سكينه على الغلابة.. في يونيو/حزيران 2020، انتقــد الإجراءات الاحترازيـ­ـة لمواجهة كورونا لدى بعض فئات المجتمــع المصري قائلاً: )لو نزلنــا بكاميرا في الأحياء الشــعبية وعند الناس الغلابة والحلوين البلاطة اللي خدوا قدر معين من التعليم، ونســألهم: ماذا تعرف عن التباعد الاجتماعي؟ هيقول لك حاجة جديدة على الموبايل، أو شــركة مفروشــات في مصر الجديدة، أو تمويل عقاري،

هتســمع كل حاجة غير الإجابة الصحيحة(! ثم عاد ليعتذر ولا تــدري الكاتبة أين ومتى تعلّم أمين أن إهانة البســطاء ومعايرتهم بفقرهــم أو جهلهم ممكن أن يكون هدفها إرضاء الله.

عناد الحكومة

من بين المؤيدين للسلطة والمعترفين بأعباء تواجه المواطنين محمود دياب في "اليوم الســابع": لا يختلف أحد على أن هناك ســلبيات كثيرة ومخالفة للقانون في المجتمع المصري، تراكمت على مر الســنون، ولم تحاول أي قيــادة أن تصححها، وتركت الأمــر كما هو عليه، بحجة عدم البلبلــة والإثارة والحفاظ علي الاستقرار. وأيضا هناك مشروعات كان يجب أن يتم إنجازها في صالح المواطن، وترفع من شأن الوطن وتضعه في مصاف الدول العظمى، ولم يتم تنفيذها خلال العصور السابقة، ولا ينكر أحد أن الرئيس السيســي في غضون سبع سنوات أحدث طفرة غير مســبوقة في المجالات كافة من مشــروعات قومية كبرى وأنفاق وكباري وطــرق وتحديث جهاز الشــرطة والجيــش، بأفضل العتاد ومشروعات الإســكان الاجتماعي ومدن جديدة ومزارع سمكية واستصلاح الأراضي والقائمة طويلة من الإنجازات رغم توليه المســؤولي­ة، وكانت خدمات واقتصــاد الدولة في انهيار كامل وتحمل المواطن في ســبيل ذلك فاتورة هذه الإنجازات من ارتفاع في رســوم الخدمات كافة، لأنــه رأى بعينه الإنجازات في طول مصر وعرضها. تقوم الدولة بعلاج ســلبيات كثيرة من خلال إصدار التشــريعا­ت ومنها مؤخرا قانون الشهر العقاري، الذي يلزم كل صاحب عقار أو شــقه أن يتم تسجيلها في الشهر العقاري، ولا أحد يختلف أن ذلك كان يجب من ســنوات وقامت بــه معظــم دول العالم المتحضــرة لكن في ظل هــذه الظروف الاقتصاديـ­ـة الصعبة التي يعيشــها غالبية المصريين بســبب جائحة كورونا التــي أدت لانخفاض الدخــل أو انعدامه، لدى كثير مــن المصريين وليس مصر وحدها، بل فــي كل دول العالم فيجب تأجيل تنفيذ هذا القانون لمدة من الزمن، خاصة أن الناس مازالت تعاني من آثار قانون التصالح في مخالفات البناء.

بسبب رؤيا

من تقارير أمس الجمعة، التــي اهتمت بها الصحف المصرية ومنها بوابــة "أخبار اليوم": أعلنت نقابة محفّظي وقراء القرآن الكريم، إحالة العضو محمود الشــحات أنــور، إلى لجنة القيم بالنقابة، واســتدعائ­ه للتحقيق. يذكر القارئ الشــيخ محمود الشــحات أنور، فــي تصريحــات صحافية، عن أغــرب رؤية شــاهدها في المنام، قائلا: "كنت في فترة قررت أن أتفرغ شــهرا كاملا لله فقط، فلم أخرج من المنزل لأي عمل ومكثت اقرأ القرآن الكريم وأصلي وكنت أختم القــرآن الكريم مرة كل يومين خلال هذا الشهر، فوصلت لمرحلة روحانية زهدت فيها كل شيء، وفي ليلة جلســت على السرير قبل النوم وقرأت سور "يونس وهود ويوسف" كاملة، فرأيت في المنام شــخصا كأنه رسول من الله يطلب مني أن أصعد معه إلى الســماء، طلعت معه حتى السماء الســابعة ورأيت النجوم من تحت قدمي فقلت له احنا رايحين فين فقال لي هل رأيت هذه النجــوم، حان الآن لنصعد إلى الله وأخذني من يدي فاستيقظت من النوم في رهبة من هذه الرؤية، وتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت ونمت مجددا". وأوضح الشيخ محمود الشحات أنور أنه لجأ لأكثر من معبر رؤى قائلا: "رويت هــذه الرؤية على الكثير وأجمعوا علــى أنني في مكانة جيدة، وأن الله يحبني، ومؤخرا فســرها لــي صديق أثق فيه تعبيره للرؤى قال لي هذه الرؤيــة تعني أن الله يحبك ويحب يسمعك واستمر في طريقك وصوتك مسموع فوق.

استهدي بالله

واقعة شديدة الدلالة عن تردي المستوى الثقافي للإعلاميين ســرد تفاصيلها عماد الدين حســن في "الشــروق": "فيديو مراســل قناة فضائية مع الفنانة ســميرة عبدالعزيز، يُفترض أن يدق أجراس إنذار قوية لوســائل الإعلام عموما، والقنوات الفضائية خصوصا، بضــرورة العلاج حتى لا تتفاقم الظاهرة المخجلــة. الفيديو لمن لم يشــاهده لمراســل إحــدى القنوات الفضائيــة، يقترب من الفنانــة الكبيرة ســميرة عبدالعزيز، ويطلــب أن يســجل معها عــن المهرجان الذي تحضــره لكنه يفاجئها بســؤال عن اسمها. الفنانة اندهشــت من أن إعلاميا موجودا في مهرجان فني سينمائي، ويريد أن يسجل معها ولا يعرف اســمها، ولذلك رفضت التســجيل معه، لكن الأطرف أن الشاب لم يشــعر بأي خجل وقال للفنانة وهي تنصرف عنه: «اســتهدى بالله يا حاجــة». كثيرون مندهشــون من تصرف المذيع، وكأنه أمر جديد أو غريب، للأسف فإن الواقع أكثر سوءا مما يتخيل كثيرون، شــخصيا لم أندهــش، لأنني واجهت هذا الموقف عشــرات المرات. في أكثر من ندوة أو مؤتمر كنت اتفاجأ بشخص يحمل ميكروفون قناة فضائية، ويريد أن يسألني عن رأيي، لكنه قبلها يســألنى عن اســمي، وكنت دائما أسأله: إذا كنت لا تعرف اســمى، فما هو الذي يضطرك إلى إجراء مقابلة معي، خصوصــا أنني في كل هذه المواقف، لــم أكن قد تحدثت بالمــرة في الندوة، بل فــي بعض المــرات كان موضوع الندوة شــديد التخصص، وآخر مثال لذلك أنني حضرت مؤتمرا قبل شهور عن مرض اسمه «الكرونز» بدعوة من الصديق الدكتور حســن الأمين، لم أكن أعرف أي شيء عن المرض، حتى لو كنت أعرف فلست طبيبا، وفوجئت بأحد المذيعين يسألني عن رأيى في المؤتمر شــديد التخصص. من الظلم البيِّن أن نطلق وصف مذيع على مثل هؤلاء الأشخاص. هم في أفضل الأحوال «حاملو ميكروفون » فقط لا غير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom