Al-Quds Al-Arabi

موريتانيا: الهواتف الذكية تدفع مقاهي الإنترنت إلى الزوال

-

■ نواكشوط ـ الأناضول: حتى قبل سنوات قليلة كانت مقاهي الإنترنــت تنتشــر فــي العديد مــن شــوارع العاصمــة الموريتاني­ة نواكشوط، لكنها باتت حالياً تعد على أصابع اليد.

بــدأت مقاهــي الإنترنــت تختفــي تدريجيــاً خــال الســنوات الأخيرة، في استبدال واضح بفعل تطورات أدوات الرقمنة، ممثلة بالانتشار السريع للأجهزة الذكية والإقبال المتزايد على الهواتف الذكية.

الانتشــار الكبيــر للهواتــف الذكية فــي موريتانيا تســبب في عــزوف الموريتاني­ين عــن مقاهي الإنترنت التــي كانت حتى وقت قريــب نافذة مئــات الآلاف علــى العالم، وبــات غالبية الشــباب ينظرون إلى مقاهي الإنترنت على أنها جزء من الماضي.

وحتى نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، كان إطلاق تسمية «المنتبــذ القصي» على موريتانيا لا ينطوي علــى كثير من المبالغة، بمــا فيها العاصمــة نواكشــوط، التي كانــت تفتقر إلــى خدمات الهاتف المحمول والإنترنت.

أحمــد ولــد محمد فال )من ســكان نواكشــوط( يقــول: «كنت أمضي ساعات طويلة في أحد مقاهي الإنترنت وسط نواكشوط،

أتصفح الإنترنت وأتابع جديد الأخبار وأجري مراســاتي عبر البريد الإلكتروني، لكن مقاهي الإنترنت بدأت تختفي».

وانتقل غالبيــة رواد المقاهي إلى الأجهزة الذكية المربوطة بشــبكات الجيلي الثانــي والجيل الثالــث للإنترنت 2G( - .).)3G

وفــي وقت بــدأت فيــه بلــدان تطبيق تقنيــة الجيل الخامس لخدمات الإنترنت، فإن الحكومة الموريتاني­ة أعلنت ســابقاً أنها تتحضر لإطــاق خدمات الجيل الرابع خلال العام الحالي.

وأضاف ولد محمد فال: «تكلفة ساعة من تصفح الإنترنــت في مقهــى حوالــي 200 أوقيــة )أقل من دولار واحــد( وهذا المبلغ يمكن أن يوفر لك إنترنت على هاتفك لنحو ساعتين تقريباً، حسب نوعية الاستخدام». مشاريع أكثر رواجاً اضطر العديــد من ملاك مقاهــي الإنترنت في البلاد، إلى إغــاق محالهم التجارية أو تحويل اســتثمارا­تهم فــي هــذا المجــال إلى مشاريع أكثر رواجاً. يقــول الفتــح ولــد أحمــد )مالــك مقهى إنترنت سابق( إن غالبية ملاك مقاهــي الإنترنــت اضطروا إمــا إلى إغلاقها أو تحويلها إلى مشاريع أكثر ربحاً. وأضــاف أن كثيريــن مــن مــاك المقاهــي حولوا محلاتهــم إلى متاجر لبيــع المعــدات المدرســية أو الهواتف المحمولــة أو أجهــزة الكومبيوتـ­ـر المحمول، وغيرها من المشاريع التي تلقى رواجاً. وأضــاف: «قبل ســنوات قليلة، كانــت المقاهي رائجة جداً وتعج بالزبائن، لكن انتشــار وســائل الاتصال بهذه السرعة أصابها بالشلل والكساد». وتابــع: «لقد بــدأت مقاهي الإنترنت تختفــي تدريجاً، بل إن عدد مقاهي الإنترنت في نواكشوط كبرى مدن البلاد، بات يعدّ على أصابع اليد».

وعلــى الرغــم من قــرار غالبيــة مــاك مقاهي الإنترنــت إغلاق محالهم، أو تحويلها لاســتثمار­ات أخــرى، ما تزال بعض المقاهي في نواكشوط صامدة وتصارع للبقاء.

لكن أصحابها باتوا يعتمدون في الأســاس على تقديم خدمات أخرى كالطباعة والسحب، وغيرها من الخدمات لتعويض النقص الكبير في عدد الزبائن.

ويقول عدد من ملاك المقاهي، إن غالبية زبائنهم في هذه الفترة هــم من طلبة الجامعــات الراغبين في طباعــة بحوثهم ومقرراتهم الدراسية.

ووفق أرقام رســمية، بلغ عدد المشتركين في الهاتف )المحمول والثابت( ســنة 2019 في موريتانيا 4.7 ملايين مشــترك نشط، ما يعني أن عدد المشــتركي­ن في الهاتف يتجاوز عدد الســكان البالغ 4 ملايين نسمة.

فيما بلغ عدد المشــتركي­ن في خدمة الإنترنت في الفترة نفســها 2.5 مليون مشترك نشط، حسب معطيات سلطة تنظيم الاتصالات )حكومية(.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom