Al-Quds Al-Arabi

مجموعة العشرين تتعهد بعدم وقف التحفيز المالي والنقدي قبل الأوان

-

■ بروكســل - رويتــرز: اتفق المســؤولو­ن الماليــون لدول مجموعة العشــرين أمس الجمعة على تحاشي الســحب المبكر لحزم التحفيز المالي والنقدي التي قدموهــا للاقتصاد العالمي من أجل التغلب على تداعيات جائحة كوفيد-19.

وقالت الرئاســة الإيطالية لمجموعة العشرين فــي مؤتمر صحافــي أن القــادة الماليــن اتفقوا أيضا على تكثيف تعاونهــم للتعامل مع التعافي، الذي مازال هشــاً وغيــر متكافئ، واستكشــاف سبل إضافية لمســاعدة الاقتصادات الفقيرة على مواجهة فيروس كورونا.

وعقد وزراء الماليــة ومحافظو البنوك المركزية لدول العشــرين مؤتمرا عبر الاتصال المرئي أمس حيث تصدرت جدول الأعمال الاســتجاب­ة العالمية للفوضى الاقتصادية غير المســبوقة التي أفرزها الفيروس.

وقالت كريســتالي­نا غورغييفا، المديرة العامة لـ»صندوق النقد الدولي» لصحيفة «لا ســتامبا» الإيطالية أمــس «ينبغي علينا المثابــرة من أجل مكافحــة الأزمة الاقتصاديـ­ـة )...( علينا الحرص على عدم سحب دعمنا بشكل سابق لأوانه.»

ومن بين المواضيــع الأخــرى الموضوعة على جدول أعمال اجتماع مجموعة العشــرين، القطاع المالي العالمي.

ففــي وقــت قاومت أســواق المال بشــكل عام تداعيــات الأزمــة الصحيــة، ارتفعــت معدلات الاقتراض بشدة منذ مطلع شباط/فبراير.

وتشــكل خصوصاً خطة جو بايدن ضخّ 1900 مليار دولار لإنعاش الاقتصــاد الأمريكي، موضع تســاؤل. ويرى فيديريكو نيليا أن المســتثمر­ين يخشــون حالياً أن «يؤدي انتعاش غير منضبط للاقتصاد العالمي بعد الوباء إلى زيادة التضخّم.»

وقالت أســتاذة الاقتصــاد الدولي فــي كلية إدارة الأعمال التجارية في ميلانو لوسيا تاغولي «بالطبع أن مع الإدارة الأمريكية الجديدة، سيكون أســهل التوصل إلى اتفاق» لتقديم مساعدة أكبر للدول الفقيــرة، لأن مقاربة جــو بايدن للتعاون الدولي منفتحــة أكثر بكثير» مــن مقاربة الإدارة السابقة.

وزير المالية الإيطالي يشرف على استكمال التحضيرات الفنية للاجتماع الافتراضي لوزراء مالية مجموعة العشرين

لكنها حذّرت من أن «جمع الأموال لن يكون أمراً ســهلاً، نظراً إلى الأزمة الاقتصادية التي تضرب عددا كبيرا من الدول».

وتدعــو دول عدة من مجموعة العشــرين من بينها فرنســا، إلــى اللجوء مجــدداً إلى «حقوق الســحب الخاصة» الصادرة عن «صندوق النقد الدولي» لدعم الدول التي تواجه صعوبات، بعد أن ســبق وأثبتت فعاليتها خلال الأزمة المالية عام .2009

وقرّرت مجموعة العشــرين في أبريل/نيسان الماضي تعليق ســداد فوائد ديون الدول الأشــدّ فقراً، ثم مدّدته في أكتوبر/تشــرين الأول حتى 30 يونيو/حزيران 2021 .

وقال رئيس البنك الدولــي ديفيد مالباس في مقابلة مع صحيفة «لا ســتامبا» الإيطالية نُشرت أمس أن «تأثيره )تعليق ســداد الفوائد( لم يكن كبيــراً كما كنــا نأمل. ولم يشــارك فيــه القطاع الخاص في مناطق كثيرة مــن العالم وكذلك بنك الصين للتنمية .»

وقال فيديريكو نيليا، أستاذ العلاقات الدولية

في جامعــة لويس في روما، أن «مســألة تخفيف الدَين التي بقيت طيّ الكتمــان، باتت حالياً على جدول الأعمال ويمكننــا بالطبع توقع خطوة إلى الأمام». وحتى أمس، تمّ تأجيل سداد فوائد ديون 46 دولة فقط من أصل 73 دولة مؤهلة لذلك، بقيمة 5.7 مليار دولار.

لا يشــكل هذا المبلغ ســوى غيــض من فيض مقارنة بقرابة 14 مليار دولار أنفقتها دول مجموعة العشرين لإنعاش اقتصاداتها المتضررة بشدة من الوباء.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom