Al-Quds Al-Arabi

نكاية بالمؤيدين للنظام السوري: نعم لبشار البهرزي

-

■ قلناها عشــرات المرات على مدى العشــر سنوات الماضية من عمــر الثورة الســورية: «إذا حلق جارك بل ذقنك». وهذا مثل شــعبي بسيط ومعروف ومجرب على مدى قــرون، وهو أنك لا تســتطيع أن تعيــش بخير إذا كان جــارك ليس بخير. لكــن الحاضنة الشــعبية لابن البهرزي قرد القرداحة وهو الاســم الذي بات يستخدمه الكثير من الســوريين لوصف رئيســهم، تلك الحاضنة يبدو أنها لم تسمع بالمثل الشــعبي آنف الذكر، بل كانت تصفق للمجرم القاتل البهرزي وهو يمطر أطفال الغوطة وحلب وحمص ودرعا وإدلب ودير الزور والرقة بالقنابل الكيماوية والبراميل المتفجرة. لا بل إن أســتاذة جامعية فاشــية تمثل روح العصابة البهرزيــة الطائفية الحاكمة كانت ترقــص وتغني وهي ترى الصواريــخ الكيميائية تدك المناطق الســورية المعارضة، وكانت هــي وأمثالها من البهــارزة الفاشيســت يعتبــرون أصــوات المدافع والصواريخ والطائرات التي تحرق ســوريا من أقصاها إلى أقصاها أنغاماً موسيقية رائعة كذلك الفاشي العراقي الذي كان يعتبر أصوات احتراق بغداد على أيدي الغزاة الأمريكيين أجمل من موسيقى بيتهوفن. ولا ننسى سكان العاصمة دمشق الذين كانوا يرقصون في الملاهي الليلية ويدخنون الشيشــة في مطاعم دمشق القديمة ويأكلون الآيس كــريم، بينما كان آلاف الأطفــال يموتون اختناقاً بالغازات الكيمائية على بعد ضربة حجر في ريف دمشق. حرائق كيمائية في الغوطة ورقص ومجون في العاصمة.

مــاذا جنيتم يا مــن صفقتم للقتلــة والمجرمين الذين كانوا يحرقون بيوت جيرانكم وأشــقائكم المزعومين في الوطن ويدفنونهم تحــت الركام أو يدفعونهم إلى عرض البحار ليركبوا الســفن والقوارب إلــى أوروبا والدول المجاورة أو يتحولوا طعاماً للأسماك والحيتان في عرض المحيطات؟ لقد صدقتم كلمات ابن البهرزي «جرو الشام» )لم يبلغ من الحلم بعد لينــال مرتبة الكلب( وهو يعدكم بـ«المجتمع المتجانــس» الذي ستعيشــون فيه معززين مكرمين بعد أن تتخلصوا مــن أخوتكم الذين صاحوا في وجه الطاغية وهم أكثر من ثلثي الشعب السوري. كل من صفق لـ«الهردبشت» الأندبوري طرطور الشام البهرزي وهو يتحدث عن تنظيف ســوريا مما سماهم بالجراثيم والبكتريا هو مســؤول مثله عما وصل إليه حال سوريا والســوريي­ن. ليتكم كنتم تعلمــون أن تصفيقكم لنيرون ســوريا كان مجرد مقبلات لما وصلتم إليــه الآن من ذل وهوان وبؤس وفقر وأنتم تقضون الساعات على طوابير الجوع والعار كي يرمي لكم ابن البهرزي و«ســنكوحته» جرجيرة الشــام بفتات سرقاتهما. هل ســمعتم الفنان الشــبيح الركن وائــل رمضان وهو يعتــرف بأنه حمار وابن ســتين ألف حمار لأنه صفق للعصابة البهرزية ولم يركب البحر ليهرب من جحيم سوريا البهرزية مع الذين سبقوه؟ هل تسمعون أنين الشبيح العقيد بشار إسماعيل وهــو يقول إنه صار يرقص أفضل من نجوى فؤاد وفيفي عبده بســبب البرد القارس وانعدام أبســط مستلزمات الحياة في ديار قرد القرداحة؟

هل شاهدتم باســم ياخور وهو يجوب شوارع دمشق ويتباكى علــى الليرة الســورية التي صــارت برخص التراب ولم تعد الألف ليرة تشتري لحاملها عرنوس ذرة مسلوقاً؟ هل سمعتم المذيعة السورية باسمة زنبقة وهي تقول للاجئين الســوريين الذين هربوا من الجحيم: «كنا نحزن عليكــم، لكن ندعوكــم الآن أن تحزنوا علينا، لأن وضعكم أفضل من وضعنا في ســوريا الأســد بعشرات المرات؟» هل شــاهدتم الأسير الســوري ذياب قهموز من قريــة الغجر العلوية في الجــولان وهو يرفض الخروج من السجن الإسرائيلي ليعيش طليقاً في سوريا البهرزي «الأســد ســابقا»؟ هل ســمعتم منظمي المؤتمر الخاص

بعودة اللاجئين بدمشــق وهم يتهامسون فيما بينهم: « كيف تريــدون للاجئين أن يعــودوا؟ افتحوا لنا الحدود ولن تروا ســورياً واحداً يبقى في ســوريا الأسد؟» هل سمعتم ذلك الســوري البائس في شوارع اللاذقية وهو يقول: «إن المواطن الســوري الصامــد هو الذي لا يمتلك ثمن تذكرة سفر للهروب إلى موزمبيق؟»

بصراحــة وكي لا أكــذب عليكم: لــدي رغبة جامحة بأن أقول نعم لبشــار البهرزي فــي تمثيلية الانتخابات البهرزيــة الرئاســية الكوميدية الخزعبلاتي­ــة القادمة. لمــاذا؟ لأنني أريده أن يجثم علــى صدوركم لفترة أطول كي تعلمــوا أن الله حــق، وكي تدفعوا ثمــن تصفيقكم للظلم والطغيان، وكــي تبقوا تحت نعال البهارزة القتلة والمجرمين واللصوص الذيــن يتقاتلون الآن على ثروات سوريا بينما أنتم تموتون من الجوع والبرد. لا شك أنكم شاهدتم المعارك بين رامي مخلوف وأسماء البهرزي التي «كوّشــت» على كل ثروات سوريا وصارت تتقاسم معكم حبة الأرز ورغيــف الخبز عبر بطاقتها الذكية. ســأقول نعم لبشــار كي يجعل الكهربــاء حلماً بعيــد المنال لكل من صفق لــه وكي تعلموا أن من حفــر حفرة لأخيه وقع فيها، وأنكم لا تســتطيعون العيش في بلد هجره معظم الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والحرفيين والمعلمين والفلاحين والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم طاقاته البشــرية الخلاقة التي يقوم عليها المجتمع؟ هل سمعتم نقيب أطباء سوريا الدكتور كمال عامر وهو يقول على شاشــة التلفزيون الســوري إن العديد من الأطباء السوريين هاجروا إلى الصومال لأن الوضع في الصومال أفضل من سوريا البهرزية بكثير؟

اصحــوا أيهــا الحمقــى. آن الأوان أن تعلمــوا يا من صفقتم للبهرزي إنه يدمركم الآن كما دمر بقية السوريين عبر اجــراءات التجويع والإذلال والقهر والظلم والتمييز

وانتهاك الأعــراض والحرمات والســطو على الممتلكات ونهب الفقــراء بحيــث ســيموتون بالعــراء كالكلاب علــى يد من دفعــوا أبناءهم للموت مــن أجله. مــاذا تتوقعون يا من بقيتم تحت رحمته وبســطاره وبوطه البهرزي من خير وأمل؟ يقطع عنكم الكهرباء 22 ســاعة في اليوم ويبقيكم كالخفافيش في الظلام ويبيع الكهربــاء للبنان والأردن ويسرق ريعها هو وأسماء البهرزي ويضعها في حساباته في الخــارج. هل هذا هــو أملكم ومنقذكــم ومن تعولون عليه في حياة حرة كريمــة؟ إنه لا يفكر إلا بأفضل الطرق لإذلالكم وقتلكم على البطيء بعد أن حرقكم في ســاحات القتال للدفاع عنه. وها هو اليــوم يطالبكم أن تدفعوا له البدل بالدولار وإلا سيبيع أملاككم واملاك أجدادكم بالمزاد العلني إن تمنعتم ورفضتم الموت من أجله هو وسنكوحته البهرزية؟

واليــوم، لم يبق ســوى زهرة شــباب أبنائكم الذين ربيتموهــم «كل شــبر بنذر» كمــا يُقــال، وصرفتم «دم قلوبكم» عليهــم كي يموتوا من أجل عــرش هذا المعتوه التافه المعــوق الذليل وليتاجر بأرواحهــم في حروبهم الدونكيشــ­وتية الخاســرة ويبتزكم بالــدولار­ات إن لم تكونوا «خدماً وحشــماً» في جيش الحرامية واللصوص والبطاطا المســلوقة المنهار. لقد بلغ الســيل الزبى. وإذا رضيتــم بهذا الواقع فلن أقول لكم ســوى: يــداك أوكتا وفوك نفخ،

ولا نــدري، هل نقول: اللهم شــماتة بكــم؟ أم اللهم لا شماتة؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom