Al-Quds Al-Arabi

الجزائر: مسيرات حاشدة في العاصمة وبعض المدن تطالب بتنحية كل بقايا نظام بوتفليقة

- الجزائر- «القدس العربي» من رضا شنوف:

خرجــت مســيرات الحــراك الشــعبي في الجزائــر أمــس الجمعة فــي العاصمــة وعدة مــدن، فــي أول جمعــة بعــد إحيــاء الذكــرى الثانية لانطلاقة الحراك الشــعبي يوم الاثنين الماضــي، التي شــهدتها العديد مــن الولايات عبــر البلاد. وفــي الجمعــة 106 منــذ انطلاق الحراك الشــعبي، خرجت مســيرات حاشدة فــي العاصمــة بعــد صــاة الجمعــة. وردد المتظاهرون الذين غصت بهم شــوارع وســط المدينة خاصة شــارع ديدوش مراد الشــهير، شــعارات تطالــب بالديمقراط­يــة والتغييــر الجذري للنظام.

مطالبات بتغيير حقيقي

وردد المتظاهــر­ون الشــعارات المطالبــة برحيــل الرئيس الحالي المنتخــب، عبد المحيد تبــون، واصفينه بـــ «المعيّــن» مرددين «تبون المزور أتى به العسكر.. لا يوجد شرعية».

وحســب موقع «الخبر» فقــد منعت قوات الأمن تقدم المشــاركي­ن في المســيرة بحي أول ماي بوســط العاصمــة، لكن الحــزام الأمني تراجع أمام الحشــد، وأشــار المصــدر إلى ان قــوات الأمن يبدو أنهــا تلقت تعليمــات بعدم الاحتكاك بالمحتجين.

وقبيــل انطلاق المســيرات، ســجل تراجع ملحوظ للحضور الأمني في شوارع العاصمة مقارنــة بما ســبق، حســب مــا تم تداوله عبر صفحــات فــي «فيســبوك» وناشــطين فــي الحــراك، لكن مقابــل ذلك تم تشــديد الرقابة على المداخل الرئيسية للعاصمة، حسبهم.

ويــرى المتظاهرون في المســيرة الـ 106 من عمــر الحــراك أن التغييــر الحقيقــي لا يكمــن فــي «تعديــل دســتوري لا يحظــى بغالبيــة مؤيــدة ولا بتعديــل حكومي شــكلي ولا بحل البرلمان» معتبرين تلك التحركات التي أقدمت عليها الســلطة فــي البلاد غيــر كافية، رافعين الشــعارات المناديــة بتنحيــة كل بقايــا نظام بوتفليقة.

وطالــب المتظاهرون بإقالــة رئيس مجلس الأمــة صولــح قوجيــل )90 عامــاً( معتبرينه مجرد «اســم تثق الســلطة في ســنواته التي قضاها في الممارســة السياسية، في حين أنه لا يمكن أن يفهم الشارع الجديد ولا تفكيره ولا

نمط رؤيته لمستقبل البلاد».

كما خرجت مســيرات بمدن عــدة كبجاية وتيزي وزو ووهران وسطيف والبويرة وبرج بوعريرج والمدية ..

وفتحت مســيرة الاثنين الماضي الباب أمام العودة لمســيرات الحراك يــوم جمعة كما كان عليه الحــال قبل أن تتوقف فــي آذار/ مارس مــن العام الماضــي بســبب جائحــة كورونا، في خطوة لإعــادة الزخم الــذي كان عليه في بداياته الأولى.

وكان ناشــطون قد أطلقوا الخميس، حملة عبــر مواقــع التواصــل الاجتماعــ­ي للالتزام بارتــداء الكمامــات، تزامنــاً مع إعــان معهد باستور عن كشف حالتين مصابتين بالسلالة البريطانية الجديدة لفيروس كورونا.

وشــهدت العاصمــة مســيرات للطلبة يوم الثلاثاء الماضي بوسط العاصمة، بعد يوم من المسيرات الحاشدة التي عرفتها مدن جزائرية تخليداً للذكرى الثانية للحراك الشعبي.

وتتزامن عودة الحراك مع إطلاق الســلطة مشــاورات مع أحزاب سياسية، وإعلانها عن تنظيــم انتخابــات تشــريعية. وكان الرئيــس تبون قد أعلن نهاية الأســبوع الماضي عن حل البرلمان، وإطلاق ســراح المعتقلــن مع إجرائه تعديــاً حكوميــاً جزئيــاً لــم يمس الــوزارات السيادية.

وتطالــب مكونــات الحــراك بتغيير جذري للنظــام وبنــاء ديمقراطيــ­ة حقيقيــة تحقيقــاً لمطالــب الحــراك الشــعبي الــذي وضــع حداً لمنظومــة حكــم بوتفليقة، ويرفض المســارات السياســية التــي اعتمدتهــا الســلطة لبنــاء الجزائر الجديدة .

نقاش داخل الحراك

ومــع عودة الحراك الشــعبي إلى الشــارع، عــاد النقــاش معــه أيضــاً حــول مــن هيكلته وبتشــكيل قيادة له، أو تركه كجســم شعبي دون قيادة ومواصلة المســيرات الشعبية إلى غايــة تحقيق الأهــداف التي خرج مــن أجلها الشعب في 22 شباط /فبراير.

وتتبايــن الآراء بــن الداعية إلــى ضرورة هيكلــة الحــراك ووضــع قيــادة لــه تتحــدث باسمه، لأن الحراك بهذه الطريقة -حسبهملن يحقق أهدافــه، وأبدى أصحاب هذا الطرح تخوفــاً مــن فعاليته مع مــرور الوقــت، وبين الرافضــن للفكــرة الذيــن يرون بــأن الحراك الشعبي مطالبه واضحة ولا يحتاج إلى قيادة.

ويبدو أن هذا النقاش بلغ صفوف مجموعة مبــادرة «نــداء 22» الذي أطلقه ناشــطون في الحراك في تشــرين الأول/أكتوبــر من العام الماضي بهدف الوصول إلى «اتفاق سياســي وتوافقــي داخل الحراك، لدعــم ميزان القوى لصالــح الشــعب الجزائــري» بالإضافة إلى «تحقيق انتقال ديمقراطي سلس لا يكون تحت احتكار الســلطة القائمة ويضمن اســتمراري­ة الدولــة، دولة القانون والمؤسســا­ت والعدالة الاجتماعية» حسب أصحاب المبادرة.

ومن بين الشــخصيات البارزة في الحراك التي أطلقــت المبادرة يوجــد كل من الحقوقي مصطفى بوشاشــاي، والناشــط السياســي ســمير بن العربــي، وعبد الوهاب فرســاوي، وكريم طابو، والإعلامي إحسان القاضي.

وكان الناشــط السياسي ســمير بلعربي، أعلن الخميس انســحابه من المبــادرة، وقال في منشــور على حســابه بموقع «فيســبوك» أنه انســحب لاعتبارات تنظيمية، لم يكشــف عنهــا، وقــال بــن العربــي: «خلال أشــهر من العمــل الجماعي المشــترك في إطار نــداء 22، رفقة الجزائريــ­ن والجزائريا­ت فــي الداخل والخــارج مــن مختلف التيــارات السياســية والأيديولو­جيــة، أكدنا خلالهــا على مواصلة حراكنــا الســلمي ورفضنــا لــكلّ مســارات الســلطة، والعــودة للمســيرات الشــعبية كوســيلة ضغط لتحقيــق كل أهــداف الثورة الشــعبية الســلمية». وأضاف قائــاً: «اليوم وبعد أن تشرفت بالعمل رفقة كل من انخراط معنا في النداء، أعلن انسحابي منه لاعتبارات تنظيمية أخرى .»

خلافات أيديولوجية

ونقل موقع «أوراس» عن مصادر لم يسمها، أن بعض النشــطاء داخل المبادرة ليسوا على وفاق بســبب خلافــات أيديولوجية. كما نقل المصــدر عن بن العربي، المحســوب عــن التيار الإســامي، بخصــوص أســباب انســحابه قوله: «الحراك أصبح في حاجة ملحة لتنظيم آخــر أوســع وأكثر قــدرة علــى التحــرّك في الشــارع تتجاوز قدرة نداء 22» وأشار إلى أن «فكرة الانسحاب تقرّرت منذ مدّة طويلة، لكنه فضل عــدم الإفصاح عنها قبــل أن تمرّ ذكرى الحــراك الثانية» في رده على ســؤال عما إذا كان تعــرض للطرد من مســيرة خراطة في 16 من الشهر الجاري.

وكان ســمير بن العربي قــد تعرض للطرد في مسيرة خراطة يوم 16 من الشهر الجاري، بعــد اتهامه بالعمل ضد الحــراك، كما تعرض للتحــرش خلال مشــاركته فــي العاصمة في مسيرة الاثنين الماضي المخلدة للذكرى الثانية للحراك. ونفس الموقف عاشته زبيدة عسول، رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، من التيــار الليبرالي، والتي كانت قد دعت إلى تطهير الحــراك من الإســـامي­ين، كما نـــقلت عنها مواقع إخبـارية.

 ??  ?? العاصمة الجزائر شهدت أمس تظاهرات حاشدة تطالب بالتغيير الجِذري للنظام
العاصمة الجزائر شهدت أمس تظاهرات حاشدة تطالب بالتغيير الجِذري للنظام

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom