Al-Quds Al-Arabi

العراق: قرارات لتهدئة التوتر في ذي قار... علاوي يدعو لمؤتمر وطني لإصلاح العملية السياسية

المالكي يحذّر من مخطط خارجي لتشكيل إقليم مركزه الناصرية

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان: ووفق آخر إحصائية لحقوق الإنســان في العراق، فإن 5 متظاهرين قتلوا وأصيب 271 شــخصا، مــن بينهم 147 عنصرا من القوات الأمنية خلال أحداث محافظة ذي قار في الأيام الخمسة الماضية. وأصدر متظاهرو «الحبوبي» في محافظة ذي قار،

أصــدر محافظ ذي قــار المكلّــف، رئيس جهــاز الأمن الوطني، عبد الغني الأســدي، أمس الأحــد، جمّلة قرارات لتهدئة الأوضاع المتوترة في المحافظة منذ الأسبوع الماضي، من بينها ســحب قــوات «مكافحة الشــغب» وإيكال مهمة ضبط الأمن بيد قــوات الجيش والشــرطة المحلّية، وفيما أكد المتظاهرين أن مطالبهم «لــن تقف عند حدّ» دعا رئيس ائتــاف «الوطنية» إيــاد علاوي، إلى عقــد مؤتمر وطني يشــارك فيه ممثلون عــن المتظاهرين الســلميين وبعض الاتحــادا­ت والنقابات لإصــاح العملية السياســية في العراق.

وباشر الأســدي، مهامه في المنصب المؤقت، أمس الأحد، على خلفيــة إقالة المحافظ الســابق ناظــم الوائلي، على وقع تجدد الاحتجاجــ­ات في الناصريــة، مركز المحافظة، التي خلّفت مقتل وجرح أكثر من 300 شــخص بين صفوف المتظاهرين وقوات الأمن.

قــال الأســدي، أمس، إن مهمتــه الجديدة فــي ذي قار «وقتية» منوهاً أنه متواصل مع أهالــي الناصرية لاختيار ما يرونه مناســبا لإدارة محافظتهم والخــروج من الأزمة الحالية.

وأضاف، خــال زيــارة أجراها إلى مقر قيادة شــرطة المحافظة، أن «مهمتي كمحافــظ لذي قار وقتية والحوارات متواصلة مع أهالي الناصرية لاختيار ما يرونه مناسباً».

وزاد: «أعطينا التخويل لقيادة الشرطة بنقل ومحاسبة مــن لا يــؤدي واجباته بصــورة تامــة وكل مــن لا ينفذ الأوامــر الصادرة بمنع اســتخدام الرصــاص الحي أثناء التظاهرات».

وتابــع: «وجهنا بســحب عناصــر مكافحه الشــغب واســتبدال­ها بقــوات من الجيش والشــرطة فــي مدينة الناصرية لمنع أي تصادم بين القوات الأمنية والمتظاهري­ن، تنفيذا لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة».

وأشــار إلى «أنه متواصل مع أهالــي الناصرية لاختيار ما يرونه مناســبا لإدارة محافظتهم والخــروج من الأزمة الحالية ولن نسمح لأحد بمصادرة حقوقهم».

وأوضح أن «تم تشخيص خلل في الرؤية والأداء من قبل بعض الأجهزة الأمنية وســنعمل علــى تجاوز كل الأخطاء السابقة».

كما أشار إلى أن «الاستعدادا­ت الرسمية جارية لترتيب الزيارة المنتظرة لبابا الفاتيكان إلى مدينة أور التاريخية».

وجاء في بيان للمتظاهرين، إنه «بعد أن عادت السلطة إلى أســاليب القمع الدموية والوحشــية ضــد أبناء هذه المحافظة الباسلة، التي تمثل صوت العراق المدوي الصادح بالحق، وبعد المســرحيا­ت الهزيلة التي مارستها الحكومة التي تســلقت دماء أبناء الناصرية، وســاندتها الأصوات النشــاز الرخيصــة المدفوعــة الثمن من الخارج لاســيما مسرحية البحث عن سجاد العراقي».

لجنة عليا

فيمــا أعلنت خلية الإعلام الأمني )حكومية( عن تشــكيل لجنة عليا للتحقيق بالأحداث التي وقعت في الناصرية.

وقالــت، في بيان صحافــي أول أمــس، إن «القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، يأمر بتشكيل لجنة عليا، برئاسة الفريق الركن باســم الطائي وعضوية عدد من كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخليــ­ة والأمن الوطني للتحقيق بالأحــداث التي حصلت فــي مدينة الناصريــة خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي أدت إلى ســقوط عدد من الشــهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية».

وأضافت أن «هذه اللجنة وصلت مســاء اليوم )السبت( إلى محافظة ذي قار وباشرت أعمالها فور وصولها».

سياســياً، دعا رئيس ائتــاف «الوطنيــة» إياد علاوي، أمــس، إلــى عقد مؤتمــر وطني يشــارك فيــه ممثلون عن المتظاهرين السلميين وبعض الاتحادات والنقابات لإصلاح العملية السياسية في العراق.

وأضاف، فــي بيان صحافي، أن «العملية السياســية في العراق وصلت إلى طريق مسدود أو يكاد، بعد أن تم مواجهة الحركة الشــبابية الإصلاحية السلمية باســتعمال الترويع والعنف الُمفرط، والاغتيالا­ت الُمشــابهة للتــي كانَ يقوم بها نظــام صــدام، والتي تجددت وبقــوة في بغــداد وعدد من الُمحافظات».

ومضى يقول: «كمــا أنَّ الُمحاصصــة البغيضة لم تكن في حســابات الُمعارضة العراقية التي كانت تواجه نظام صدام الدكتاتــو­ري وقد أضحت اليوم قاعدة للعملية السياســية، وحتى اجتثاث البعث المســيس وليــس القضائي الذي كان متفقــا عليه، إذ أدى ذلك كله، وغيــره، إلى تكوين بؤر قوية معادية للنظام والعملية السياسية».

وبــن أن «فكرة الاحتلال لــم تكن في بــال بعض القوى المعارضة ولــم تكن مقبولةً لديهم، إنما كان المقبول تشــكيل حكومة ذات سيادة ناجزة، ومما يؤسف له اليوم أن العراق تراجع ليكون مسرحا لتأثيرات لقوى إقليمية ودولية تعبث به وتتصارع على حساب شعبه الكريم، حتى أصبحَ قرار هذه الدول هو الأساس وليس قرار العراق».

وأردف بالقول: «كلنا نعلم أن الأجــواء مع الأخوة الكرد قد تعقدت، وهم الذين فتحوا أبوابهم أمام الُمعارضة العراقية

وقواها الُمتعددة لإسقاط نظام صدام، ووصل الأمر إلى حدود الرغبة بالانفصال لدى البعض، كما لم يكن بالحسبان إطلاقا استشراء الفساد بالشــكل الذي أصبح فيه أحد أبرز مشاكل العمليــة السياســية، ناهيك عن انتشــار الســاح الُمنفلت وفقدان الأمن والاستقرار واعتماد مبدأ الاستقواء بالخارج.»

ولفت إلــى «مقترح قدمه لتشــكيل قيادة عامــة للقوات المسلحة تضم بالإضافة الى القوات المسلحة العراقية ممثلين عن البيشــمرك­ه والحشــد المقاتل تكون كلها في أمرة القائد العــام للقوات المســلحة رئيس الوزراء العراقــي » مبينا أن «المقترح لم ير النور رغم أنه حظي بموافقة شــخصيات مهمة في مقدمتها مسعود البارزاني، وعادل عبد المهدي عندما كان رئيسًــا للوزراء». وأشــار البيان إلى أن «الانتخابات التي أردناها كمعارضين لنظام صــدام، أن تكون معبرة عن إرادة الشــعب والناخب العراقي، جرت في ظــل وجود ملايين من اللاجئين والنازحين والُمغتربين والمقيمين والمجتثين سياسياً، فضلا عما رافقها من تدخّل خارجي سافر ومال سياسي فاسد وســاح مُنفلت واغتيالات لأســباب باتت واضحة للقاصي والداني، مما أدى إلى عزوف نســبة عالية جداً من المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.»

وشــدد، على «ضرورة عقــد مؤتمر وطني يشــارك فيه ممثلــون عــن المتظاهرين الســلميين وبعــض الاتحادات والنقابــا­ت لإعادة صياغــة ما مطلوب من إصــاح للعملية السياســية، وإعادة تعريف أسسها وأطرها ومنطلقاتها بعد أن فقدت تلك الصفات، ورســم خريطة طريق لمستقبل البلاد وتحقيق المصالحــة الوطنية لمنع انزلاق العــراق إلى ما هو أســوأ، وخوفا من حصول مُشاحنات مُســلحة، خاصةً وأنَّ السلاح أصبحَ في مُتناول الجميع.»

وأكــد أن «مؤتمراً كهــذا لربما يصل بالعــراق إلى طريق الإصلاح والبــدء باتخاذ الإجراءات الجذرية لترميم الأمور، ابتداءً من الدســتور مروراً بتحقيق النزاهة في الانتخابات، وصولاً إلــى قطع دابــر الفســاد وإيقاف الســاح الُمنفلت وتشكيل الأدوات اللازمة لكل ذلك.»

«خدمة جهات غير معروفة»

في الموازاة، اتهم السياســي المســتقل عزت الشــابندر، المتظاهرين والســلطات في محافظة ذي قار، بخدمة جهات غير معروفة، متســائلا عــن جدوى الأحــداث الدامية التي حصلت في مدينة الناصرية.

وقال، فــي «تغريدة» علــى «تويتر» أمــس، إن «أحداث الناصريــة وشــعاراته­ا الخطيرة وضحاياهــا الكثيرة لماذا وبخدمة مَنْ؟» مضيفاً: «من يقمع المتظاهرين ويســفك الدماء عن عمد لماذا ودفاعاً عن مَنْ؟». في حين، اعتبر رئيس ائتلاف «دولة القانون» نــوري المالكي، أن ما يجري في محافظة ذي قار «مقدمة لإعلان إقليم يكون مركزه الناصرية».

وقال، في بيــان إن «ما يجري في ذي قــار مقدمة لإعلان إقليم يكون مركزه الناصرية المخطط من قبل جهات خارجية، دون أن يكون للمتظاهرين علم بذلك» داعياً إلى «الانتباه».

وأضاف: «وصلنا إلــى مرحلة لا الدولة بقيت لها هيبة ولا تحققت مطالب المتظاهرين» حسب قوله.

 ??  ?? متظاهر في مدينة الناصرية في العراق
متظاهر في مدينة الناصرية في العراق

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom