الحوثيون يتبنون الهجمات على السعودية والجيش يسقط مُسيّرة تابعة لهم في الجوف

قطر تدين الهجوم معتبرة أنه ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية

تبنى الحوثيون في اليمن، أمس الأحد، هجمات بصاروخ باليستي وطائرات مسيّرة ضد العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في الســعودية، متوعدين بعمليات «أوسع» كما أفاد المتحدث العسكري باسمهم.

وكان التحالف العســكري، الذي تقوده الســعودية ضد المتمردين في اليمن، أعلن الســبت اعتــراض صاروخ فوق الرياض وست طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون على مناطق أخرى في الســعودية. وقــال الدفاع المدني الســعودي إنّ «الشظايا تناثرت على عدة أحياء سكنية في مواقع متفرقة» في الرياض، موضحاً أنها «نتجت عن سقوط إحدى الشظايا أضرار مادية في أحد المنازل دون وقوع إصابات بشــرية أو وفيات».

وفي بيان نقلته قناة «المسيرة» المقرّبة من جماعة «أنصار الله» قال المتحدث العســكري باسم الحوثيين يحيى سريع، الأحد: «سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية ينفذان عملية هجومية كبيرة ومشتركة باتجاه العمق السعودي». وتحدّث عن استخدام «صاروخ بالستي و15 طائرة مسيرة منها تسع طائراتٍ )...( اســتهدفت مواقع حساســة في عاصمة العدو الرياض» فيما اســتهدفت الســت الأخرى «مواقعَ عسكرية في مناطــق أبها وخميس مشــيط» في جنوب الســعودية المجاورة. وقال ســريع إنّ العملية استمرت «من مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم» محذّراً من أنّ «عملياتنا مستمرة وستتوسع أكثر فأكثر طالما اســتمر العدوان والحصار على بلدنا».

مقتل 5 مدنيين

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعتــرف بها دولياً التي تخوض نزاعــاً دامياً ضدّ الحوثيين منذ ســيطرتهم علــى العاصمة صنعاء ومناطــق أخرى في عام 2014. وتتعرّض مناطق عدة في الســعودية باســتمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن في اتجــاه مطاراتها ومنشــآتها النفطية. وصعّد الحوثيون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة مــن قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة قامت بها إدارة دونالد ترامب وحذرت منها المنظمات الإنســانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.

وتأتي الهجمات ضد السعودية في وقت تتواصل المعارك الضاريــة في مــأرب في شــمال اليمن بين القــوات الموالية

للحكومة اليمنية والحوثيين الســاعين للســيطرة على آخر معاقل السلطة في شــمال البلاد. وقتل في هذه المعارك مئات من الطرفين، بينما تشن طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات متواصلة لمنع تقدم الحوثيين نحو المدينة.

كما تشهد محافظة الحديدة معارك متقطعة منذ أسابيع مع محاولة الحوثيين التقدم نحــو المناطق الجنوبية الخاضعة لســيطرة القوات الموالية للحكومة فــي المحافظة المطلة على البحر الأحمر. والســبت، قُتل خمســة مدنيين يمنيين بينهم امرأة وطفلة في ســقوط قذيفة هاون علــى منزل قريب من خطوط التمــاس بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين جنوبــي مدينة الحديــدة مركز المحافظة، فــي هجوم تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه.

وقال مســؤول في القوات الحكومية إنّ المدنيين الخمسة قتلــوا «أثنــاء محاولتهم )الحوثيــون( اســتهداف قواتنا بقذيفة هاون ســقطت علــى منزل تابع لمدنيــن» في منطقة متاخمة لمدينة الحديدة المطلة علــى البحر الأحمر من جهتها الجنوبية. في المقابل، اتهم الحوثيون في بيان نشرته وكالة الأنباء المتحدثة باسمهم «ســبأ» التحالف العسكري بقيادة السعودية بالوقوف خلف الهجوم، مشيرين إلى أن المدنيين قتلوا «بغارتين لطيران العدوان». وقال ســريع في تحذيره الأحد: «ننوهُ مجدداً لكل سكان تلك المناطق )في السعودية( الابتعاد عن كافــة المواقع والمطارات العســكرية أو التي قد تستخدم لأغراض عسكرية .»

وفي الســياق، أعلن الجيــش اليمني، الأحــد، أن قواته أســقطت طائرة «مســيرة مفخخة» للحوثيين، في محافظة الجــوف. وجاء ذلك فــي بيــان مقتضب صادر عــن المركز الإعلامي للقوات المسلحة )يتبع وزارة الدفاع(. وأفاد البيان بأن «أفراد الجيش الوطني أســقطوا طائرة مفخخة أطلقتها ميليشــيات الحوثي تجاه مواقع عسكرية للجيش في جبهة النضود، شــرقي مدينة الحزم عاصمة الجوف». ومن آن إلى آخر، تعلن القوات الحكومية والتحالف العســكري العربي الداعم لها، إسقاط مسيرات مفخخة يطلقها الحوثيون.

إدانات

إلــى ذلك، قالــت الخارجية القطرية، الأحــد، إنها «تدين بأشد العبارات الهجوم الصاروخي الذي استهدف الرياض عاصمة الســعودية الشــقيقة». وأكدت في بيــان أنه «عمل خطير ضد المدنيين الأمر الــذي ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية». وجددت موقفها الثابت من «رفض العنف والأعمال الإجرامية والتخريبية مهما كانت الدوافع والأسباب».

كما أدانت وزارة خارجية البحرين واســتنكرت بشــدة الهجــوم وأكدت في بيان لها مســاء الســبت على «تضامن البحرين مع الســعودية في كل ما تتخذه من إجراءات تجاه هذه الاعتداءات الإرهابية الغادرة التي تســتهدف بشــكل متعمد وممنهج المدن والمنشــآت المدنية والمدنيين الآمنين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.»

وأودت الحرب الطاحنة المســتمرة منذ ســت سنوات في اليمن بحياة عشرات آلاف الأشــخاص وشردت الملايين، ما تسبب بأسوأ كارثة إنســانية في العالم وفق الأمم المتحدة. وتنظــم الأمم المتحــدة، الإثنين، بالشــراكة مــع حكومتي سويسرا والســويد مؤتمراً افتراضياً للمانحين للاستجابة الإنســانية في اليمن، في مســعى لجمع 3.85 مليارات دولار لمنع المجاعة عن ملايين الأشخاص.

وناشــد أمين عــام الأمم المتحدة، أنطونيــو غوتيريش، الأحد، دول العالم التبرع «بســخاء» لليمن في المؤتمر. وقال غوتيريش، في بيان، إن «اليمن الآن في خطر داهم من أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود».

وأضاف: «في حالة عدم اتخاذ إجراءات فورية، قد تزهق ملايين الأرواح، وسنخاطر ساعتها بحدوث مأساة ليس فقط في الخســائر الفورية في الأرواح، ولكن مــع عواقب يتردد صداها إلى أجل غير مسمى في المستقبل».

مواطن سعودي يتفقد الدمار في منزله عقب هجمات الحوثيين بصاروخ باليستي على العاصمة السعودية الرياض