«رايتس ووتش» تدعو الخرطوم لوقف انتهاكات «الدعم السريع»
الجيش السوداني «استرد أراضي» بعد معركة شرسة على الحدود الإثيوبية
دعت منظمة "هيومن رايتــس ووتش'، أمس الإثنين، الحكومة الســودانية لردع قوات الدعم السريع، متهمة الأخيرة بتنفيذ اعتقالات تعسفية في العاصمــة الخرطوم خلال 2020 اســتهدفت عشرات المدنيين، بينهم نشطاء سياسيون، دون ســلطة قانونية، فضلاً عن مســؤوليتها عن قتل متظاهرين في أم درمان وكسلا.
وبينت المنظمة، في تقرير نشــر على موقعها الإلكترونــي، أن المعتقلين احتجــزوا بمعزل عن العالــم الخارجــي أو في ظروف تشــكل إخفاءً قســريا، داعية السلطات لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان توقــف قوات الدعم الســريع عن العمل خــارج القانــون، والإفراج الفــوري عن جميع المحتجزين المدنيين.
وأوضحــت "رايتــس ووتش" أنهــا وثقت عــدة اعتقالات غير قانونيــة للمدنيين في 2020 في الخرطــوم من قبل قــوات الدعم الســريع، المســؤولة عن انتهاكات جســيمة ضــد المدنيين في دارفــور ومناطق نزاع أخرى بين ســبتمبر/ أيلــول 2020 وفبراير/ شــباط 2021، كما قابلت أربعة محتجزين ســابقين، وشخصين من أقارب المعتقلين، ومحاميــا في قضايــا احتجزت فيها قوات الدعم السريع مدنيين بشكل غير قانوني.
ونقلت عن معتقلين ســابقين قولهم إن "قوات الأمن احتجزتهــم بمعزل عــن العالم الخارجي ومنعتهم من الاتصال بمحامين وعائلاتهم طوال فترة احتجازهم، التي تراوحت بين أسبوع وأكثر من شــهر. كما نقلــت عن محتجزيــن قولهم إن "حراس قوات الدعم الســريع أساؤوا معاملتهم بدنيا". وأكدت أن القوات المســلحة السودانية، بما فيها قوات الدعم السريع، ليست لديها سلطة قانونية لاحتجاز المدنيــن أو القيام بمهام إنفاذ القانون، ما يجعل احتجاز المدنيين غير قانوني.
ميدانيــاً، أفــاد تقرير إخباري ســوداني أن منطقة الفشقة الكبرى في ولاية القضارف شرقي السودان شــهدت مواجهات شرسة بين الجيش السوداني وميليشــيات إثيوبية كانت استولت على مســاحات زراعية واســعة داخل الأراضي الســودانية. ونقل موقع "سودان تريبيون" عن مصادر عســكرية موثوقة القول إن وحدات من الجيش وقوات الاحتيــاط خاضت الأحد معارك طاحنة باستخدام الأسلحة الثقيلة.
وكانــت ميليشــيات إثيوبية مــن قوميتي الأمهرا والكومنت نفذتا الأسبوع الماضي هجمات مســلحة على مزارعين ســودانيين في الشريط الحدودي بين البلدين.
وقالت المصادر العســكرية "استطاع الجيش دحر الميليشــيات من مشــروعي إبــرة وتدلي ومطاردتهم حتى مستوطنة برخت على الحدود السودانية الإثيوبية" .
وأفــادت أن الجيــش أقام معســكرا ونقطة ارتــكاز في مســتوطنة "حســن كــردي" قبالة الحدود مع إثيوبيا، فيما لا تزال عمليات مطاردة الميليشيات مستمرة.
وحســب المصادر فــإن هذه المعركــة مكنت القوات الســودانية من التوغــل مجددا وإعادة الســيطرة الكاملة على المســاحات الزراعية في الفشــقة الكبرى بمحاذاة إقليــم تيغراي بطول 110 كلم. وتشهد حدود السودان وإثيوبيا توترا عســكريا منذ تشــرين الثاني/نوفمبــر الماضي عندما أعاد الجيش الســوداني نشــر قواته في أراضي الفشــقة واسترد مســاحات واسعة من الأراضي الزراعية التي ظلت مجموعات إثيوبية تفلحها تحت حمايــة الميليشــيات لأكثر من 25 سنة.
وتتهم إثيوبيا القوات المســلحة السودانية بتأجيــج الأوضاع على الحــدود بالتوغل داخل مناطقها واحتلال أراضيها الزراعية.