Al-Quds Al-Arabi

«واشنطن بوست»: سياسة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط تشدد مع إيران وغموض مع السعودية وهذا غير كافٍ

-

وصفت المعلقة في صحيفة «واشــنطن بوســت» جنيفر روبن سياسة الرئيــس الأمريكــي جوزيف بايدن الشــرق الأوســط أوســطية بأنها خطــوة ونصف خطوة للأمام ولكنها ليســت كافيــة. وقالت إن الرئيس بايدن وفريقــه ردا وبقوة على إيران وجماعاتهــ­ا الوكيلة خلافاً لمواقف نقاد الرئيــس الذين تحدثوا عن اتخاذه موقفاً مــن طهران حتى لا تتأثر محاولاته العودة إلى الاتفاقية النووية.

ففي يوم الخميس شــن الطيران الأمريكي غارات علــى مواقع تابعة لميليشــيا­ت موالية لإيران اتهمتها البنتاغون بهجمــات صاروخية على قواعد عسكرية يعمل فيها الأمريكيون، شمال العراق.

وأكــدت البنتاغون في بيان يوم الخميس أن الرد المناســب شــن إلى جانب الإجراءات الدبلوماسـ­ـية والتشــاور مع الشــركاء في التحالف. وأضافت الوزارة أن العملية ترســل رســالة واضحة: سيتحرك الرئيس بايدن لحماية الجنود الأمريكيين وأفراد التحالف. وقالت الكاتبة إن رفض الرئيس الســماح للأعداء مهاجمة الجنود الأمريكيين دون خوف كما فعل الرئيس السابق مع الروس الذين وضعوا مكافآت لمن يقتل الأمريكيين في أفغانستان، يعتبر تطوراً إيجابياً.

وما يهم أيضاً هي الرسالة التي أرسلتها الإدارة الجديدة لإيران أنها لن تغض الطرف عن تصرفاتها في الشــرق الأوسط من أجل مواصلة الحوار معها حول الملف النووي وإحياء الاتفاقية الموقعة بشأنه.

ونقلت الكاتبة عن دينس روس، المفاوض السابق في محادثات السلام الإســرائي­لية - الفلسطينية قوله إن «ضرب الجانب السوري من الحدود قلل من إمكانية عمليات انتقامية ضد الحكومة العراقية ورئيس وزرائها. كما أنه سمح للإدارة في الوقت نفسه لإرسال رسالة للجماعات المتشددة أنها لا تستطيع توجيه ضربات دون رد أو عقاب.»

وقــال روس إن الإيرانيين قد يواصلون امتحان واســتخدام الضغط على الوجود الأمريكي في العراق كجزء من اهتمامهم بزيادة الضعط على الأمريكيين لتخفيف العقوبات و»لكنهم يعرفون الآن أن أمريكا سترد.»

ودافعت المتحدثة باســم البيت الأبيض جين ســاكي في تصريحاتها للصحافيين عن العملية الأمريكية وأنها «رســالة واضحة بأنه سيتحرك لحماية الأمريكيين. وله الحق عندما تظهر التهديدات بالتحرك في الوقت والطريقة المناســبة». وكانت واضحة عندما قالــت إن الولايات المتحدة مستعدة للحوار الدبلوماسي والجلوس على طاولة المفاوضات للمناقشة مــع مجموعة خمســة + واحد ومــع الإيرانيين ايضا. في إشــارة للدول الخمســة دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا. وأكدت أن الإدارة لن تقوم باتخاذ خطوات لتخفيف العقوبات.

ورغم التشــدد في المواقف من إيران إلا ان موقــف الإدارة من التقرير الاســتخبا­راتي الذي رفعــت عنه الســرية وأكد مســؤولية ولي العهد الســعودي محمد بن ســلمان )يعرف أيضا بـــ مب س(عن جريمة قتل وتقطيع جثة صحافي «واشنطن بوست» جمال خاشقجي لم يكن مقنعاً.

وتم إخفاء هذه المعلومات الاســتخبا­راتية ولــم يقدمها بطريقة جيدة وزير الخارجية الســابق مايك بومبيو والذي أكد علــى عدم وجود أدلة قاطعة تؤكد تورط محمد بن ســلمان. ولا نعرف كما تقول الكاتبة إن كان

هــذا الموقف من أجل حماية المصالح المالية لعائلــة ترامب أم أنه انعكاس واضح لعدم اهتمامه بحقوق الإنسان.

وأعلنت وزارة الخارجية يوم الجمعة عن منع 76 ســعودياً من دخول الولايات المتحدة، وفتحت المجال أمام عقوبات أخرى ضد أفراد لهم علاقة «بنشاطات خطيرة عابرة للحدود ضد المعارضين.»

ولن يطبق حظر التأشــيرا­ت لدخــول أمريكا على ولــي العهد. وقال الســيناتو­ر الديمقراطي عن نيوجرســي روبرت ميننديز ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إنه مع إنهاء التستر وقال في بيان «آمل أن تكون أول خطوة تخطط لها الإدارة وتحميل ولي العهد محمد بن سلمان المسؤولية عن دوره في الجريمة الشــنيعة». وعلى ما يبــدو فأمله ربما لن يكون في محله. وحســب تامارا ويتس مــن معهد بروكينغز «مــن الصعب تبرير تسمية محمد بن ســلمان كمسؤول مباشر عن جريمة قتل خاشقجي دون اتخاذ فعل واضح ومميز ضده». ولكنها اعترفت بأن الإدارة لا يمكنها قطع العلاقة كلية معه نظرا لمنصبه كوزير للدفاع وولي للعهد.

وهذا يثير أســئلة حــول الخطوات التي لم تعلن عنهــا الإدارة ضده. وتســاءلت ويتس: «هل سترفض الإدارة عقد لقاءات ثنائية مع محمد بن سلمان؟ وهل ســيرفضون دعوته إلى الولايات المتحدة؟ وبهذه الطريقة فلن يصدروا تأشــيرة دخول له». وقالت إن «منع تأشيرات 76 شخصاً لا أحد منهم مسؤولاً بشكل مباشر عن الفعل الفظيع ليس كافياً.»

ويرى روس ان الموقف الذي اتخذته الإدارة كان متوازنا و »الحقيقة هو أنه لا يوجد بشكل عملي أي مصلحة في الشرق الأوسط لا تعتمد على دعم السعوديين أو موافقتهم». وحسب تحليله فقد حاولت إدارة بايدن «بناء تــوازن بين مصالحنا وقيمنا وأعتقد أنها نجحت». ويرى براين كاتوليس من مركز التقدم الأمريكي «بعد شــهر في الرئاســة يحاول بايدن على ما يبدو اســتخدام النفوذ الأمريكي لتحقيق نتائج. وأشار فريق بايدن إلى أنه ســيغلب الدبلوماسي­ة في الكثير من أجزاء المنطقة مثل اليمن وإيران. ويعرف فريقه أن النجاح الدبلوماسي يجب دعمه باستراتيجي­ة أمن ذكية وتعمل على تخفيف التهديدات».

وعلى الإدارة الوفاء بتعهداتها لإعادة ضبط علاقاتها مع الســعودية. وأشــارت لما كتبه إياد البغدادي في الصحيفــة إن ضبط العلاقة يبدأ من التوقف عن إدارة اللاعبين الســيئين إلى السماح بصعود مجتمعات قوية تتقدم للأمام. ودعا الولايات المتحدة لاستخدام هذا النفوذ مع السعودية لتأمين الإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الضمير ورفع الحظر عن سفرهم.

ويجــب أن تراقب عن كثب لــو اعتقل محمد بن ســلمان أيا من المفرج عنهم حالة اســتخدامه تويتــر. وختمت روبن مقالتها بالإشــارة لبيان وزير الخارجية أنتوني بلينكن الــذي أكد فيه على العلاقات الأمريكية - السعودية وما قام به الرئيس بايدن من تأكيد على أهمية عكس العلاقات القيم الأمريكيــ­ة. ومن أجل هذا تم التأكيد على ضــرورة وقف الملاحقات للمعارضين في الخــارج. ووقف الهجــوم على المعارضين السياســيي­ن والصحافيين. وأشــارت إلى ضرورة مواصلة الولايــات المتحدة مطالب تحسين حقوق الإنسان في السعودية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom