Al-Quds Al-Arabi

أوروبا والولايات المتحدة تتجهان إلى انتقاد إيران بسبب تقليصها التعاون مع «الوكالة الذرية» وسط تحذير روسي من العواقب

طهران تجدد موقفها حيال ضرورة رفع العقوبات قبل أي محادثات لإحياء الاتفاق النووي

- لندن ـ ـ وكالات: «القدس العربي»

تمضي بريطانيا وفرنســا وألمانيا قدماً في خطة تدعمها الولايات المتحدة لإصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقــة الذريــة ينتقد إيــران لتقليصها تعاونها مــع الوكالــة، رغــم تحذيرات روســية وإيرانية من عواقــب خطيرة. ويعقد مجلس محافظــي الوكالة المؤلف مــن 35 دولة اجتماعه ربع الســنوي هذا الأســبوع في ظل جهــود متعثرة لإحياء الاتفاق النــووي المبرم بين إيران والقوى العالمية بعدما أصبــح الرئيس الأمريكي جو بايدن في السلطة.

وســرَّعت إيران في الآونــة الأخيرة وتيــرة تراجعها عــن التزاماتهـ­ـا وفقاً للاتفــاق الذي أُبــرم في عــام 2015، في محاولة واضحــة لزيــادة الضغط على بايدن مع إصرار كل طرف على أن يتحرك الآخــر أولاً. وجــاءت انتهــاكات طهران للاتفاق رداً على انســحاب واشنطن منه في عــام 2018 وإعادة فــرض العقوبات الأمريكية التــي رُفعت بموجبــه. وكان أحدث انتهاك هو تقليص طهران الأسبوع الماضــي لتعاونها مــع الوكالــة الدولية للطاقة الذرية، بوقــف إجراءات تفتيش ومراقبــة إضافية كانــت مطبقة بموجب الاتفــاق، ومنها ســلطة إجــراء الوكالة عمليات تفتيش مفاجئة بمنشآت لم يُعلن أنها مرتبطة بالطاقة النووية.

ووزعــت الــدول الأوروبيــ­ة الثلاث، وجميعهــا موقعة على الاتفــاق النووي، مســودة قرار مــن أجل الاجتمــاع الذي سيعقد في فيينا تعبر عن «القلق الشديد» حيــال تقليص إيران للتعــاون، وتحثها علــى التراجع عــن تلك الخطــوات. كما تعبر المسودة، التي أُرســلت إلى أعضاء مجلــس محافظــي الوكالة أيضــاً، عن القلق إزاء عــدم إحراز تقدم في الحصول على تفســيرات من إيران بشأن جزيئات يورانيــوم عُثــر عليها في ثلاثــة مواقع قديمة، منهــا موقعــان أعلنــت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشاف الجزيئات فيهما الأسبوع الماضي.

وغضبت إيران من احتمال توجيه مثل هذا الانتقــاد لها، وهــددت بإلغاء اتفاق أُبرم قبل نحو أســبوع مع الوكالة يقضي بالاســتمر­ار مؤقتاً في كثير من إجراءات المراقبة التــي كانت قــررت إنهاءها، في ترتيب وصفه المدير العــام للوكالة بأنه يشــبه الصندوق الأســود ويسري لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بهدف إتاحة فرصة للدبلوماسي­ة.

لكن لا يبــدو أن الدبلوماسـ­ـية تحقق تقدمــاً يذكر، فقد قالت إيــران الأحد إنها لن تقبل اقتراحاً قدمه منســق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريــل، بعقد اجتمــاع غير رســمي مع باقي أطراف الاتفــاق النووي والولايات المتحدة.

ولم يتضــح كم دولة ســتدعم إصدار قــرار. وحذرت روســيا فــي وثيقة تبين موقفها مــن الأمر قبل إعــان إيران، من أن تبني قــرار قد يلحق الضــرر بجهود إحياء الاتفاق، الذي يعرف رســمياً باسم خطــة العمل الشــاملة المشــتركة، وأنها ســتعارضه. وجــاء في مذكرة روســيا الموجهة لباقي الأعضاء: «لن يساعد تبني القرار العمليــة السياســية الرامية إلى العودة للتطبيق الشامل الطبيعي لخطة العمــل الشــاملة المشــتركة». وتضيف: «على العكس فإنها ســتعقد بشــدة تلك الجهود وتقوض فرص إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والتعاون الطبيعي بين إيران والوكالة .»

ولدى ســؤاله عن تلك الخلافات، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنه لا يريد شيئاً يعرض عمل مفتشــيه في الجمهورية الإسلامية للخطر. وقال في مؤتمــر صحافي قبل أن يوجه ما بدت أنها انتقادات لإيران بسبب تهديدها: «ما آمله هــو الحفاظ على عمل الوكالة. هذا أمــر ضروري». وأضاف: «لا ينبغي اســتخدام أعمال التفتيش كورقة مساومة على طاولة التفاوض.»

والإثنــن، قال ســعيد خطيــب زاده، المتحدث باســم وزارة الخارجية : «يتعين علــى إدارة الرئيــس جو بايــدن تغيير سياســة الضغوط القصوى التي اتبعها ترامب تجاه طهــران )...( إذا كانت تريد إجراء محادثات مع إيــران، يتعين عليها أولاً رفع العقوبات .»

وقالت واشــنطن الأحد إنها شــعرت بخيبة أمل لرفض إيران إجراء محادثات لكنها مســتعدة «للانخراط من جديد في عملية دبلوماســي­ة مجدية» وستتشاور مع قوى كبرى. وقال خطيب زاده: «رفض الإدارة الأمريكية الجديدة العودة للاتفاق خطأ تاريخي» وتابع أن إيران ستواصل العمل مع الوكالــة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من تقليص التعاون معها.

وحــث وزيــر الخارجيــة الإيراني، محمد جــواد ظريف، مجلــس محافظي الوكالة الــذي يضم 35 دولــة على عدم إثارة «فوضى» عبر إقرار مســعى أمريكي لتبني قــرار ضد خفض طهــران تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة. ونقلت وســائل إعلام إيرانية عــن ظريف قوله أمس الإثنين: «استهل الأوروبيون، بدعم من الولايات المتحدة، مســاراً خاطئاً في مجلــس الوكالة الدوليــة للطاقة الذرية )...( نعتقد أن هذا التحرك ســيؤدي إلى فوضــى». وأضــاف: «لدينا حلــول لكل الاحتمالات .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom