Al-Quds Al-Arabi

ميانمار: اتهامان جديدان يوجهان إلى أونغ سان سو تشي وسط تفاقم التظاهرات في أنحاء البلاد

-

■ رانغــون ـ أ ف ب:وجهت إلــى الزعيمة الميانماري­ــة المدنيــة أونغ ســان ســو تشــي، التــي تلاحق قضائيــاً بانتهاك قانــون متعلق بالاتصــال­ات وخرق التدابيــر الصحية لمكافحة فيــروس كورونــا، تهمتان جديدتــان الإثنين، فيمــا يتصاعد التوتر في البلاد غــداة أكثر أيام التظاهــرا­ت دموية منذ الانقــاب في الأول من شباط/فبراير.

وقتل 18 شــخصاً علــى الأقل يــوم الأحد، وفقاً لــأمم المتحدة التي اســتندت في ذلك إلى «معلومات موثوقة». وتم تأكيد مقتل 11 شخصاً من مصدر مستقل حتى هذه اللحظة، لكن بعض التقارير أشارت إلى أن عدد القتلى أكبر من الذي أعلنته الأمم المتحدة.

ومســاء الاثنين، أعلنت قنــاة «إم آر تي في» الرســمية، اعتقال أكثر من 1300 شخص ومقتل 11 شــخصاً الأحــد، مضيفــة أن قــوات الأمن تلقــت أوامر بعدم إطــاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وباتت ســو تشــي الحائزة نوبل السلام ملاحقة أيضاً بتهمة انتهاك قانون متعلق بالاتصــال­ات و«التحريــض علــى اضطرابات عامة» كما أوضحت المحامية ناي تو بعد جلســة الاســتماع التي حضرتهــا المتهمة عبــر تقنية الفيديو أمس الإثنين.

وتواجه ســو تشــي في الأســاس تهمتين، إحداهمــا امتلاكها أجهزة اتصال لاســلكية غير مسجلة في مقر إقامتها، والأخرى لخرقها تدابير احتواء فيروس كورونا، وهي أســباب يعتبرها مراقبون دوليــون مبالغاً فيها. وقــال محاميها خين ماونغ زاو، الذي رأى موكلته للمرة الأولى

منذ احتجازها، عن طريق الفيديو، إنه لم يسمح له بمقابلتها بعد. وأوضــح: «لا يمكننا أن نقول على وجــه اليقين عدد الجرائــم الإضافية التي يمكن أن تُنســب إليها. يمكن أن يحدث أي شيء الآن». ومن المقرر عقد جلسة الاستماع المقبلة في 15 آذار/مارس.

ورغم الخوف، عاد المتظاهرون إلى الشوارع الإثنــن، فيما التوتــر يتصاعد. وقرب ســجن «إنسين» الســيئ الســمعة في رانغون، أطلقت قــوات الأمــن النار علــى متظاهريــن تجمعوا للاحتجــاج على عمليات التوقيــف الكثيرة في اليوم الســابق، وفقاً لبث مباشــر على وسائل التواصــل الاجتماعي. وفي أجــزاء أخرى من عاصمــة ميانمــار الاقتصادية، نصــب بعض المتظاهريـ­ـن حواجــز مؤقتة بألواح خشــبية وأرائــك وقصــب خيــزران لحماية أنفســهم. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن الشرطة أطلقت الغاز المســيل للدموع والرصــاص المطاطي في محاولة لتفريق الحشــود، مــا أدى إلى إصابة البعض بجــروح. وســقط نحــو 30 قتيلاً في صفوف المتظاهرين منذ انقلاب الأول من شباط/ فبراير، وفقاً لمنظمة غير حكومية تقدم المساعدة للمعتقلــن السياســيي­ن، كما أفــاد الجيش بأن شــرطياً لقي حتفه أثناء محاولتــه تفريق أحد التجمعا،. لكن وسائل الإعلام الحكومية حذّرت الأحد، من أن «إجراءات صارمة ســتتخذ» ضد «الحشود الخارجة عن القانون .»

ونزل ســكان إلى الشــوارع صبــاح الاثنين لوضع أزهار حمراء وإضاءة شــموع أمام صور الضحايا. وأثار اســتخدام الشــرطة والجيش

أســلحة فتاكة ضد المتظاهرين السلميين موجة جديدة من الاحتجاجات الدوليــة. ودان وزير الخارجية الأمريكــي أنتوني بلينكن على تويتر «العنف الفظيع لقوات الأمن البورمية». كما دان الأمين العام للأمم المتحــدة أنطونيو غوتيريش القمــع فــي ميانمــار، في بيــان جــاء فيه أن «استخدام القوة الفتاكة ضد متظاهرين سلميين غير مقبول، وكذلــك التوقيفات العشــوائي­ة.» وكان ســفير ميانمار لدى الأمم المتحدة كياو مو تون، انشــق عن الســلطة قبل أيام قليلة ودعا إلى «إنهاء الانقلاب العسكري » و«إعادة السلطة إلى الشعب». وقد أقالته المجموعة العسكرية من منصبه.

ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية جنوب شرق آسيا الأزمة في محادثات غير رسمية عبر الإنترنت اليوم الثلاثاء.

كذلك أوقــف عدد من الصحافيــن في الأيام الأخيرة، من بينهم مصور من وكالة «أسوشييتد برس». كما أصيب صحافيــان من وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» بالرصاص المطاطي الاثنين، وفقاً لزميل لهما.

وتشــهدت البــاد موجة مــن الاحتجاجات وحملة عصيان مدني منــذ الانقلاب الذي أطاح أونغ ســان ســو تشــي الحائزة جائزة نوبل للســام العام 1991. وكان الجيش قد قام بقمع الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في العامين 1988 و2007. وخضعت البلاد لســلطة الجيش قرابة نصف قرن منذ استقلالها في العام 1948، ووضــع الانقلاب حــداً للانتقــال الديمقراطي للسلطة الذي استمر 10 سنوات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom