Al-Quds Al-Arabi

الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2021

- الدوحة ـ «القدس العربي» سليمان حاج إبراهيم:

أعلنت الدوحة رســمياً تتويجها عاصمة الثقافة الإســامية للعام الجاري، وتستعد لتنظيم فعاليات ومهرجانات تبرز جوانب من تراثها وأصالة شــعوب المنطقة، توازياً وقرب اســتضافته­ا الحدث الكروي الأهم في العالم مونديال قطر 2022.

وتســتضيف قطر تحت رعاية الشــيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد فعاليات «الدوحــة عاصمة الثقافة في العالم الإســامي للعام 2021 « تحت شعار «ثقافتنا نور».

تنطلــق فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإســامي يوم 8 الشــهر الجاري، وتســتمر على مدار العام بإشــراف وزارة الثقافة والرياضــة، بالتعاون مــع منظمة العالم الإســامي للتربية والعلوم والثقافة «ايسيســكو» واللجنــة الوطنية القطريــة للتربية والثقافة والعلوم.

كما يشــارك في الحدث الشركاء الاســترات­يجيين في الدولة وهم، وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهيئة متاحف قطر، والمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وجاء اختيار «الإيسيســك­و» للدوحة لتحظى بهذا اللقب؛ لعراقة تاريخ الدوحة وإرثهــا، وما تضمه دولة قطر مــن مقاومات حضارية ومعالم عديدة تعكس الطابع الإســامي، كما تعزز استضافة الدوحة للحدث الإســامي أواصر الصداقة والاحترام التي تجمع الدوحة مع عواصم دول العالم وخاصة، العالم الإسلامي.

وانطلاقاً من أن قطر تعتبر أرضاً للحوار وملتقى للثقافات والانفتاح على الحضارات، تشــكل فعاليات الدوحة عاصمــة الثقافة في العالم الإســامي 2021 فرصة لإبــراز التنوع الثقافي، ومعالمهــا التاريخية، والقيم الإنسانية لثقافة دولة قطر وتاريخها العريق.

وجاء اختيار شــعار «ثقافتنــا نور» ليكون رمــزاً للدوحة عاصمة الثقافــة في العالم الإســامي لعــام 2021، إيماناً بأن لــكلّ أمّة ثقافة تميّزها عن غيرها، والثقافة الإســاميّة قيمة أصيلة لها فرادتها ضمن ثقافــات العالم، فهي نابضــة بالحياة ما دامت تســتلهم جوهرها من القيم الإســاميّة الخالدة التي أخرجت الإنسانيّة من الظلام إلى النور ووهبت الإنسان العلم والكرامة.

وتســعى الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإســامي 2021، إلى الترويج للقيم الإســامية الخالدة وبشــكل خاص القائمة على العلم والكرامة الإنســاني­ة، وتعزيز المــوروث الثقافي الإســامي في عالم

مترابط.كما تهدف للتشــجيع على الإبداع والابتــكا­ر كقيم حضارية تثري الحضــارة الإســامية، وإلهام الأجيــال الجديدة فــي العالم الإســامي إلى إثراء المشــهد الثقافي العالمي عبــر دور منتج وفاعل، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية وللثقافة الإسلامية بشكل عام، بالإضافة إلى التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامية.

وقال حمد العذبة المنســق العام لاحتفالية الدوحة عاصمة الثقافة فــي العالــم الإســامي 2021 : إن اختيــار الدوحة عاصمــة للثقافة الإســامية جاء بعد موافاتها للشروط التي تجعل منها منارة إسلامية بارقة في سماء العالم العربي والإسلامي، حيث إن دولة قطر من الدول التي تهتم بالتراث الإســامي بشكل خاص، والتراث والتاريخ الأثري بشكل عام.

وقامت الدولــة بترميم عدد مــن المناطق الأثريــة، والاهتمام بها، وســعيها الدائم إلى إيجاد محفوظــات للمعالم الإســامية تبرز من خلالها كل ما يتعلق بها كما هو الحال في متحف الفن الإســامي الذي تتوافر فيه قطع أثرية وأخرى تاريخية إســامية، تتحدث عن القرون الماضية .

وأكــد أن اختيار الدوحــة عاصمــة للثقافة في العالم الإســامي للعام 2021، هــو اعتراف برصيدها الثقافي والإســامي، علاوة على مساهمتها الحضارية بما تحتضنه من صروح ومعالم ثقافية وإسلامية متعددة وشاهدة على عراقتها وأصالة شعبها.

وأضاف العذبة أن البرنامج الذي أعدتــه وزارة الثقافة والرياضة بالتعاون مع الشركاء الاســترات­يجيين والجهات المشاركة، يهدف إلى دفع وتطوير نمط ســياحي جديد يرتكز على اســتثمار تراث الدوحة المعماري في اســتقطاب زائرين من الدول الإسلامية يشاهدون جمال معالمها وشوارعها.

كما يرمي الحدث، حســب المســؤول القطري إلى جذب المواطن في الدول العربية والإســامي­ة، لاكتشاف المعالم الإسلامية التاريخية في مختلف المدن، والتي تضــم معالم مصنفة على قائمــة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحــدة للتربية والعلم والثقافة « اليونســكو» كما أنها نموذج فريد فــي الحضارة العربية الإســامية، ولها تميز واضح منذ قرون.

وأشار إلى أن استضافة الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي يأتي بالتزامن مع الاستعدادا­ت المتواصلة لاستضافة كأس العالم قطر 2022، مع ما تشهده البلاد من طفرة عمرانية تحققت خلال فترة وجيزة في شــتى المجالات لاســيما في البنية التحتية، لتقدم قطر نموذجاً في بناء المجتمع والدولة.بدورها قالت الدكتورة حمدة حســن السليطي - الأمــن العام للجنة الوطنية القطرية للتربيــة والثقافة والعلوم -

إن اســتضافة الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي للعام 2021 ، يأتي ضمن جهود قطر لنشر الثقافة الإســامية والإنسانية في أكبر رقعة ممكنة من الدول العربية والإسلامية والعالم.

وأشارت إلى أن قرار إطلاق العواصم الثقافية صدر من الدوحة، منذ عشرين عاماً عندما اعتمد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي عقد عام 2001 وفيه تم إطلاق مشــروع برنامج عواصم الثقافة للعالم الإســامي والذي يقضي بترشــيح مدن ثلاث عواصــم ثقافية للعالم الإسلامي كل عام يمثل المناطق الثلاث العربية والأسيوية والإفريقية.

وأكدت أن مدينــة الدوحة كانت جديرة بتلك الاســتضاف­ة بعد أن اســتوفت كافة الشروط والمعايير التي اشــترطتها المنظمة لاختيارها عاصمة للثقافة الإســامية، ومن بــن هذه المعاييــر أن تكون مدينة ذات عراقــة تاريخية مدونة، وصيت علمي واســع، ولها مســاهمات متميزة في مجالات الثقافة وفي المجالات الإنســاني­ة من خلال الأعمال العلمية والأدبية والفنية، ويتوافر فيها مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات، ومراكز أثرية ومؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحيــاة الثقافية، موضحة أن حفل الافتتاح ســيكون فــي الثامن من مارس القادم 2021، وســوف تكون هنــاك أجندة زاخــرة بالبرامج والفعاليات المتنوعة التي تكتســي رونقاً مميزاً يثري الاحتفالية على مدار العام .

وقــال فيصل الســويدي مديــر إدارة الثقافة والفنــون في وزارة الثقافة والرياضة إن اســتضافة دولة قطــر لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 يسهم في تحقيق استراتيجية وزارة الثقافة والرياضة للفترة 2018 – 2022 والتي تســعى إلى توفير بيئة ثقافيّة نامية وحاضنة لطاقات المجتمع القطري بكافة مكوناته لشــحذ قدراته في مشــروع وطني نهضوي ينقله إلى مصــاف الدول المتقدمة والمتحضرة، جاعلا من دولة قطر نموذجا يحتذى به ومرسخا لدورها الثقافي إقليميا ودوليا، ومنطلقا من وجدان شــعبها الأصيل ومرتكزا على منظومة قيمية حضارية إنسانيّة.

وتفاعلت جميع الأطراف داخل الدولة من شــركاء اســتراتيج­يين وجهات مشــاركة، بإعــداد أكثر مــن 70 فعالية متنوعــة خلال العام لتعكس التصورات الكبرى للاســتضاف­ة والدولة بصفة عامة، وتحمل في طياتهــا الكثير من التحديات، في ظل ظروف صحية راهنة لم تمنع الدوحة صاحبــة التاريخ العريــق في رفع شــعار التحديات داخليا وخارجيا من مواصلة العمل وإنجاز الوعد.

وتأتي احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإســامي هذا العــام عن المنطقة العربيــة بالتزامن مع الاحتفاليـ­ـة ذاتها في المدينة الباكســتا­نية إســام أباد عن المنطقــة الأســيوية، ومدينة بانجول بجمهورية غامبيا عن المنطقة الإفريقية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom