Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال غادة السمان: هل بعض الأقارب عقارب؟

- نجم الدراجي - العراق أفانين كبة كندا أمينة المغربي- المغرب سلام عادل-ألمانيا محمد حاج

شخصية مميزة

لازالت شــخصية أميرة ويلز ديانــا حاضرة في الذاكــرة لكونها شــخصية مميزة، وألقيت عليها الأضواء في قصر برمنغهام، وشغلت الصحافة والإعلام في حياتها وحتى بعد رحيلها..

ومن الطبيعي أن نشــاهد ابنهــا وحامل جيناتهــا الوراثية الأمير هاري متمرداً على )الإيتيكيت( الملكي، وتقاليد قصر برمنغهام، وكذلك الابتعاد عن الصحافة في بريطانيا حتى أنه أبدى انزعاجه منها.

الدهشــة يرافقها الإعجاب حــن يتخلى أمير عــن الاعتبار الملكي، ويذهب إلى فضاء الحرية، ويترك وراءه الألوان الذهبية،

أتمنــى أن تصيب عــدوى هاري أمراء وحكام الشــرق المتوســط ويتخلوا عن نياشــن وأوســمة الحروب ويودعوا كراسي السلطة ، ويلتحقوا بالشاب المتمرد هاري!.

وسوف تظهر الكثير من التفاصيل بعد عرض الأجزاء الجديدة من مسلسل )التاج( الذي أوضح لنا الكثير من الأمور التي كنا نجهلها عن العائلة المالكة.

لم تكن العائلة المالكة عنصرية عندما وافقت على زواج الأمير هاري من ميغان، بل رحبوا بها وعملوا كل الأصول في استقبالها.

والمفــروض أن ميغــان كانت على علم بما ســتتحمله مــن التزام ومسؤولية وتنازلات وتغيير في أسلوب حياتها من بعد زواجها وأنها وافقت على هذا كله، لذا من غير اللائق أن تغير موقفها فجأة وتنسحب وتتخلى هي وزوجها الأمير هاري عــن القيام بدورهما في واجباتهما والتزاماته­ما الملكية التي سببت في حصول خلل وسط العائلة المالكة. فإن كانت بســبب العنصرية ، فلا أعتقــد أن العنصرية في أمريكا أقل شراســة عما في بريطانيا، وكمــا تبدو ميغان أنها قوية الشــخصية وقادرة على مواجهة الصحافة وصــد العنصرية التي عاصرتها طوال حياتها، فالهروب ليس دائما هو الحل ! النفســي الذي عانوا منه في طفولتهم ويجدون آثــار ذلك وما يخلفه من ندبــات حتى في كبرهم .. فليس كلنا بالقوة نفســها والقدرة على التحمل.. وعلى كل حال النسيان في هذه الحالة نعمة.

ضحالة أخلاقية

ســوء العلاقة بين الأقارب ليســت مســألة معزولة عن المسببات الأخرى التي أنتجت ما نراه، من ضحالة أخلاقية معرفية، وســطحية تفكيرية، لأن الأسرة هي مكون للفكر والشــخصية والهوية، وليست مجرد وسيلة للإفراز البشري.

ولكنها وصفته بغير ذلك، ولكن فــي المقابل عنصريتنا تجاه الآخرين من أصحاب البشرة السوداء ما زالت فاعلة بعدم الزواج بهم وإختلاط الأنساب.

الآفة المدمرة

إن كان البعض يُؤْمِن أن الأقارب عقارب، فلا ينسى نفسه أنه أيضا من المتهمين لأنه يعتبر من الأقارب لأشــخاص آخرين ، لذلك فلا نعتقد أن هذه المقولة عامة، لكنها موجودة عنــد البعض ، بينما تكاد لا تذكر عند البعض الآخر.

أمــا أن الأطفال يولدون أبرياء المشــاعر وخاليي العنصرية، وأنهم يتعلمونها في حياتهم، فهي صحيحة لكن الأجدر بهم أنهم و بعزيمتهم وعقولهم يحاولون ألا يعلمونها لأبنائهم، ما دام قد كرهوها وعاشــوا آلامها، وإلا فلا يلومون آباءهم وأجدادهم على هذه الآفة المدمرة.

فكمْ من أطفــال عانوا صغارا ، لكنهم عندما كبروا ســاعدوا غيرهم وخففوا من معاناتهم لأنهم الأكثر فهما لمشاعرهم،

كونهم خاضوا تلك التجارب المريرة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom