Al-Quds Al-Arabi

تبون ينفي وجود خلافات مع الجيش... يستبعد الاستقالة ويؤكد أن مسيرات الحراك لا تزعجه

- الجزائر «القدس العربي» من رضا شنوف:

نفى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وجود أي خلافات مع المؤسسة العســكرية، وأكد أن الأخيرة بعيدة عن السياســة بحكم درجة الاحترافية التي وصلت إليها، وشــدد على أنه «هو من يحكم وليس الجيش» واستبعد تقديم استقالته قائلاً إنه لن يخذل الشعب الذي ذهب للانتخابات.

جــاءت تصريحات تبــون في رده على ســؤال، خلال لقــاء إعلامي مع وســائل إعلام محلية بث على قنوات تلفزيونية وإذاعية عمومية وخاصة، بخصوص علاقته مع المؤسسة العســكرية والخلافات التي روج لها، حيث فند وجود صراع بينه وبين المؤسسة العســكرية، وقال إن الجيش الوطني الشعبي بلغ «درجة من الاحترافية والمهنية جعلته بعيداً تماماً عن السياسة.. هو جيش منضبط ويطبق تعليمات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني» وأضاف قائلاً: «الجيش الوطني الشعبي هو أقوى ســند لي، وهو حامي الحمى وحامي الدستور والحدود، ولولاه لتمكن الإرهابيون من اختراق المسيرات الشعبية.»

وكانت الكثير من الأخبار قد راجت خاصة خلال تواجد الرئيس تبون في ألمانيا للعلاج من مضاعفات إصابته بمرض كورونا، عن وجود خلافات بينه وبين المؤسســة العســكرية، وبعض الأخبار تحدثت عن تقديمه استقالته، وأخــرى أنه توفي، حيــث أكد أنه «لم يفكــر يوماً في الاســتقال­ة ولا ينوي ذلك لأنه ملتزم أمام الجزائريين الذين شــاركوا فــي الانتخابات ومنحوني

أصواتهم وثقتهم». وأضاف في هذا الســياق: «كنت أتمزق خاصة عندما أرى أناســاً لا دين لهم ولا أخلاق ولا ملة يطلقون إشــاعات بأنني لست مريضاً وبأنني تعرضت لهجوم» وحســبه «97 في المئة من هذه الإشاعات مصدرها من الخــارج وأنتم تعرفون من أيــن.. لدينا معلومات ونعــرف مصدر هذه المواقع التي يبلغ عددها بـ 98» ولمح إلى نشاطها بدولة جارة لم يسمها .

تحذير من ثورة مضادة

وبخصــوص عودة الحراك إلى الشــارع مجــدداً، قال الرئيــس تبون إن «مســيرات الحراك لا تزعجهــم» وإن أغلب مطالب الحراك الشــعبي الأصيل «تمت تلبيتها.. نحن اليوم في الذكرى الثانية للحراك الشــعبي والشعب ربما خرج ليذكر بهذه المناســبة وهناك آخرون خرجوا لأسباب أخرى، وليس كلهم مع مطالــب الحراك الأصلي الذي تمــت تقريباً تلبية أغلــب مطالبه على غرار إلغاء العهدة الخامســة وعدم تمديد العهدة الرابعــة والتغيير الحكومي وحل البرلمان .»

وفي رده على سؤال بخصوص المطالب التي ترفع في الحراك خاصة شعار تمدين الحكم «دولة مدنية وليس عسكرية » قال إن هذا الشعار «لم يتغير منذ 15 سنة أي منذ أن بدأت هذه الفئة في تلقي تربصاتها في دول إفريقية وأوروبية، حيث يتم تلقينهم كيفية تكســير نظام من الداخل باســتخدام شــعار )مدنية وليس عســكرية( وغيرها». وشــدد على أن الجيش وقوات الأمن التي «تسهر على حماية الشعب لكي يعبر عن رأيه بكل حرية» وكشف عن توقيف أشخاص يحملون أســلحة بيضاء خلال مسيرات ما قبل الأخيرة. أما فيما يتعلق بالعفو الرئاسي الذي أصدره، مؤخراً، لصالح معتقلي الرأي، قال تبون إن القرار كان «مــن موقع قوة وليس من موقع ضعف ومن منطلق العفو عما ســلف» مضيفاً أنه «كان لا بد أن نأخذ قرارات في حق من دخل الســجن قبل رئاسيات 2019» وقال إن «سجناء الرأي لا يتجاوز عددهم اثنين أو ثلاثة، وأغلب المفرج عنهم هم سجناء السب والشتم والتجريح في حق المؤسسات».

وبخصوص التعديل الحكومي الأخيــر، قال إنه لم يرد تغيير الحكومة كلها «احتراماً للشــعب» وانطلاقاً من أن حكومة جديدة ستتمخض عن الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع عقدها خلال 3 أشــهر، والتي ستحدد نتائج الانتخابات طبيعتها وفق الدستور الجديد.

وأوضــح أن التعديــل الحكومي طــال بعــض القطاعات التــي «لم تظهر بوادر عملهــا في الميدان، خاصة تلك التي لها علاقة مباشــرة بالحياة اليومية للمواطنين» وأيضاً «بســبب تصرفات غير أخلاقية صادرة عن بعض الوزراء المعفيين».

لن نرسل الجنود إلى الساحل

ولم يســتبعد تبون حل المجالس البلدية والولائية )المحافظات( وإجراء انتخابات بالتزامن مع الانتخابات التشــريعي­ة. وقال إن الانتخابات المقبلة «لن يكون لها أي صلة بالماضي» وإنها ستكون «بعيدة عن المال الفاسد وغير الفاســد.» وحذر تبون من ثورة مضادة تســتعين بالمال الفاسد وأشخاص متواطئون مع آخرين مقبوض عليهم» وبأنهم يحاولون عرقلة المســار عبر العراقيل البيروقراط­ية.

وعلــى الصعيد الدولي، قــال تبون إن علاقات الجزائر بفرنســا «طيبة بعيــداً عن عقدة المســتعمر الســابق» وتحدث عن «لوبيات داخل فرنســا تسعى إلى تقويض هذه العلاقات والرئيس الفرنسي على دراية بوجودها» وأضــاف بخصوص ملف الذاكــرة أن «الجزائر لا تقيم علاقــات طيبة على حساب التاريخ ولا على حساب الذاكرة» وأضاف قائلاً: «الذاكرة لن نتخلى عنها أبداً لكن لا ينبغي جعلها سجلاً تجارياً».

وقال تبون إن الجزائر اســترجعت صوتها في المحافــل الدولية، وأكد أن علاقاتها «طيبة جــداً مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومع دول الخليج رغم اختلاف وجهات النظر في بعض الأحيان».

وبخصوص علاقــات الجزائر الإفريقية، قال إن الجزائر «قوة ضاربة في إفريقيا وجيشنا قوي وســنحافظ على امتدادنا الاستراتيج­ي في إفريقيا أو في غيرها». وتحــدث عن دور الجزائر في ملفات ليبيا ومالي والنيجر، وقال إن مهمتها تتمثل في «مساعدة جيرانناعلى تجاوز المراحل الصعبة والأزمات التي تمر بها» وقال إن «تواجد الجزائــر الطبيعي مع إفريقيا، غير أن هذا لا يعني أننا سوف نعزل أنفسنا عن الدول الغربية، فنحن قوة إقليمية معترف بها، وشركاء في حل الأزمة الليبية وحل الأزمة في مالي وغيرها».

ورفض تبون إرســال قوات جزائرية إلى منطقة الساحل «لن أرسل أبناء الشــعب للتضحية من أجل الغير، وسيتم اتخاذ مثل هذا قرار في حال ما إذا كان هناك حاجــة للردع». وبخصوص القضية الصحراوية، قال إن الجزائر «لن تتخلى عنها» واســتبعد تبون من جهة أخرى اســتضافة الجزائر للقمة العربية في ظل الظروف الراهنة وقال إنها «مؤجلة إلى أن يرفع الله عنا وباء كورونا».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom