Al-Quds Al-Arabi

العملة اللبنانية تهوى إلى 10 آلاف ليرة مقابل الدولار

-

■ بيــروت - وكالات الأنباء: هوت العملة اللبنانية أمس الثلاثاء نحو مســتوى عشرة آلاف ليرة مقابل الدولار، وهو مســتوىً متدنٍ غير مسبوق للعملة التي تضررت جراء انهيار مالي أفضي إلى تفشي الفقر والاضطرابا­ت.

وأدي الانهيــار الذي بلغ مدى لم تشــهده لبنان من قبل إلى فقد العملة اللبنانية نحو 85 في المئة من قيمتها في بلد يعتمد بشــكل كبير على الواردات.

ولا يزال ســعر الصرف الرســمي يساوي 1507 ليرات للدولار.

وارتفعــت أســعار العديــد مــن الســلع الاستهلاكي­ة مثل حفاضات الأطفال والحبوب إلى ثلاثة أمثالها.

وفشل الساسة في الاتفاق على خطة إنقاذ منذ اندلاع الأزمة في خريــف 2019، وتوقفت تدفقات الدولار وانتشــرت الاحتجاجات في البلاد.

وقال اثنــان من المتعاملين فــي العملة في الســوق غير الرســمية، التي أضحت المصدر الرئيسي للســيولة بعد أن توقفت البنوك عن صرف الدولارات، أن سعر الدولار بلغ عشرة آلاف ليرة أمس. وقال ثلاثة آخرين إن العملة الأمريكية ســجلت 9900 ليــرة. ولخّص آخر الوضع بالقول «ما يحصل في السوق سوداء جنون .»

ويعني السعر المسجل أمس أن الحد الأدنى للأجر الشــهري فــي لبنان يــوازي نحو 68 دولاراً. ولامست العملة مستويات متدنية أخر مرة قرب عشــرة آلاف ليرة في صيف 2020، مما أشعل احتجاجات اســتمرت أسابيع قبل انفجــار هائل في مرفأ بيروت فــي الرابع من أغسطس/آب دمر مناطق واسعة في العاصمة.

ويأتــي الانخفــاض القياســي في ســعر الصــرف أمس غــداة إعلان مصــرف لبنان بدء مراجعة أوضاع البنــوك بعد انتهاء مهلة حددها لها مــن أجل زيادة رأســمالها، ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.

وطلب المصرف المركزي فــي تعميم صددر في صيــف العام الماضي مــن المصارف زيادة رأســمالها بنســبة عشــرين في المئة بحلول نهاية فبراير/شــباط. كما طلــب منها تكوين حســاب خارجي حــر مــن أي التزامات لدى بنوك المراسَلة في الخارج لا يقل عن ثلاثة في المئة من مجموع الودائع بالعملات الأجنبية.

وفــي حال عــدم التــزام المصــارف بتلك المعايير، فتصبح أسهمها ملكاً لمصرف لبنان.

وذكرت صحيفة «الأخبار» أمس أن تسارع انهيار الليرة يعود إلى مجموعة عوامل «على رأسها ســحب المصارف لمبالغ كبيرة جداً من الدولارات من السوق».

وتصــدر وســم «دولار» موقــع تويتر في لبنان. وســخر كثيرون من انخفاض ســعر الصرف في بلد يشــهد شــللاً سياســياً منذ استقالة الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت.

وغــرّدت مهى يحيــى الباحثة فــي مركز كارنيغــي «فــي هــذه الأثنــاء تنهــار ليرة لبنان أكثر فيما الجمود السياســي مســتمر ولا سياســات لوقف الانهيار! دعــم الفقراء اللبنانيين المثقلين بالتضخم لا يكفي».

وينعكــس الانخفاض فــي قيمــة العملة المحلية على أســعار الســلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج. وقد ارتفعت أســعار الســلع بنســبة 144 في المئــة، وفقاً لتقديرات «صندوق النقد الدولي» وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.

 ??  ?? ليرات كثيرة ودولارات قليلة عند شباك خدمة العملاء في محل صرافة في بيروت أمس
ليرات كثيرة ودولارات قليلة عند شباك خدمة العملاء في محل صرافة في بيروت أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom