Al-Quds Al-Arabi

اليمن: المواجهات المسلحة تشتعل مجددا في تعز بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي

الكشف عن مباحثات مباشرة بين واشنطن «وأنصار الله»... والجماعة تتهم إدارة بايدن بإطالة أمد الحرب

- تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي:

اشــتعلت المواجهات المســلحة من جديد بين القوات الحكومية وميليشــيا­ت جماعة الحوثي فــي محيط مدينة تعز، وســط اليمن، بعد هدوء حذر اســتمر عدة شــهور بين الجانبــن، حيث شــهدت جبهات مدينة تعز تصعيداً عسكرياً من قبل القــوات الحكومية بالتزامن مــع التصعيد العســكري الحوثي على محافظة مــأرب، التي حشــدت لها أغلب طاقاتها العســكرية منذ مطلع الشهر المنصرم.

وذكر مصدر رســمي في القوات الحكومية أن القوات الحكومة في محافظة تعز شــنت هجوماً كاســحاً على الميليشــي­ات الحوثية في جبهات المدخل الشــرقي والغربي لمدينة تعز، اســتعاد إثرها الجيــش الوطني العديد مــن المواقع التي كانت تســيطر عليهــا ميليشــيات الحوثي منذ محاولة اقتحامهم مدينة تعز في صيف عام 2015.

وقال المركــز الإعلامــي للمحور العســكري لمحافظــة تعز إن قــوات الجيش الوطني شــنت الثلاثاء، هجمات عديدة على مواقع ميليشــيات جماعة الحوثي في شــرق المدينــة وغربها، وإن القوات الحكوميــة «حررت عدداً من المواقع أثناء عملية الهجوم في الجبهة الشرقية والغربية».

وقال في بيان رســمي إن ميليشــيات جماعة الحوثي «لجأت لقصف الأحياء السكنية المكتظة بالســكان، بالقذائف والمدفعيــ­ة الثقيلة، بعد أن تكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة».

إلــى ذلك، نســب موقــع «المصــدر أونلاين» الإخباري المستقل إلى مصادر عسكرية قولها إن «القوات الحكومية شنت هجوماً ميدانياً واسعاً، مســاء الثلاثاء وصبــاح الأربعــاء، على مواقع ميليشــيات الحوثي في مديريــات مقبنة وجبل حبشي والمعافر» في الريف الغربي لمدينة تعز.

وأوضحــت أن القوات الحكوميــة تمكنت من الســيطرة على جبل هوب العقاب الاستراتيج­ي وتحرير قرى حمره والمدافن والكويحه في عزلة الاشروح بمديرية جبل حبشي، في الوقت الذي ما زالت فيه «المعارك العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية وميليشــيا­ت الحوثي فــي مديريتي مقبنة والمعافــر، ويتوقع تحريــر مواقع جديدة قريباً». واشــتعلت هذه المواجهــا­ت في محيط مدينــة تعز بالتزامــن مع المعــارك العنيفة التي تشنها ميليشــيات جماعة الحوثي على محافظة ما رٔب، منذ مطلع الشــهر الماضي، والتي تحاول من خلالها الميليشــي­ات الحوثية الاســتمات­ة في تحقيق أي مكاســب عســكرية أو خرق عسكري في جدار الصمود الأســطوري للقوات الحكومية في تلك الجبهات، التي تسعى من خلالها جماعة الحوثي إلى الســيطرة على منابع النفط والغاز والمصافي النفطية الحكومية.

إلــى ذلك، قال المستشــار فــي وزارة الإعلام ورئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إن هذا الأسبوع يعد الفاصل في دحر ميليشيات جماعة الحوثي من جبهات المحافظات المتأرجحة والتي تواجه ضعفــاً ملحوظاً بعد تحرك القوات الحكومية في جبهــات محافظات تعز والحديدة والضالع بشــكل متزامن لممارســة الضغط على ميليشــيات الحوثي، التي وجهت أغلب مقاتليها باتجاه محافظة مأرب.

وقال محمد في تغريدة له بصفحته الرســمية في موقع التدوين المصغر «تويتر»: «هذا الأسبوع فاصل لإخراج الحوثي من المحافظات المتأرجحة، الجوف، تعز، الضالع، والحديدة.»

وأوضــح أن «كل محــور عســكري لا يتحرك لقضــم الأرض قبل طلب الحوثيــن من المبعوث الأمريكــي ليندركينــ­غ ومبعــوث الأمم المتحدة غريفيــث التدخل، فلــن يجد مــن يدعمه عندما يعود الحوثي لابتــاع القطــع الصغيرة قطعة قطعة مــن جديد». وتابع أنه فــي «العام الماضي عندما هجمت ميليشــيات الحوثــي على مأرب

ووصلت جبــال مراد، كانت اللحظة تشــبه إلى حد ما بدايات معركة مأرب هذا العام، وما إن أخذ الجيش وقته لبدء التخطيــط لمعركة كبيرة ضد الحوثيين حتــى أعلن التحالف إيقاف الحرب من طرف واحد لمواجهة كورونــا، لا ندري اليوم من سينقذ الحوثي بعرض جديد؟».

وجاءت هذه التحركات العسكرية الحكومية مع الكشــف عن وجود مباحثات سرية مباشرة بــن الإدارة الأمريكية الجديدة وجماعة الحوثي في ســلطنة عُمان، يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ من أجل التوصل إلى صيغة لوقف الحرب في اليمن.

وقالــت وكالة «رويترز» للأنبــاء عن مصادر أمريكية قولها إن المحادثــا­ت التي لم يعلن عنها أي مــن الجانبين رســمياً، جرت فــي العاصمة العمانيــة مســقط فــي 26 شــباط/ فبراير بين المبعوث الأمريكي إلــى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبيــر مفاوضي جماعــة الحوثــي محمد عبد الســام، الذي يتخذ من مســقط مقراً لتحركاته الدبلوماسي­ة الخارجية.

وأشــارت إلى أن اجتماع مسقط جاء في إطار نهج الجزرة والعصا الجديــد للرئيس الأمريكي جــو بايدن الــذي أعلن الشــهر الماضــي وقف الدعم الأمريكي للحملة العســكرية التي تقودها الســعودية، كمــا تراجع بايدن عن قرار ســلفه دونالد ترامب بتسمية الحوثيين بالإرهابيي­ن.

وذكرت أن ليندركينغ التقى مع عبد الســام في مســقط بعد اجتماعه مع مسؤولين سعوديين ومسؤولين من الأمم المتحدة في الرياض، كما زار الإمارات العربية المتحــدة والكويت وقطر خلال جولته الإقليمية. وقالــت المصادر إن ليندركينغ ضغط علــى الحوثيين لوقف هجومهم على مأرب وشــجع الحوثيين على الانخراط في نشــاط مع الرياض فــي محادثات افتراضية بشــأن وقف إطلاق النــار. إلى ذلك، فرضــت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عقوبات جديدة على قائدين عســكريين من جماعــة الحوثي، متهمــة إياهما

بشراء أســلحة من إيران وتنظيم هجمات، بعد أن كثف التنظيم هجومه على السعودية، وكثف هجومه على الأرض في محافظة مأرب اليمنية.

واتهمت جماعة الحوثــي، الأربعاء، الولايات المتحــدة بالوقــوف وراء إطالــة أمــد الحرب فــي اليمن، إثــر إعلانهــا فرض عقوبــات على قياديين اثنين بالجماعــة. وجاء ذلك في تغريدة

أرشيفية لقوات تابعة للحكومة الشرعية في اليمن

للمتحدث الرســمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد الســام، عبر حســابه على «تويتر». وقال عبد الســام: «أكثرت أمريكا مــن التصريحات عن الســام ثم ذهبــت إلى ما تدعيــه من فرض عقوبات».

وأضاف أن واشنطن «بذلك تدين نفسها، بأنها ليســت في وارد وقف العدوان وفك الحصار عن اليمن، وأنهــا وراء إطالة أمد الحــرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية» دون مزيد من التفاصيل.

وفــي وقت لاحــق من اليــوم ذاتــه، رحبت الحكومــة اليمنيــة بهــذه العقوبــات، متهمــة الحوثيين «برفض الاســتجاب­ة لدعوات السلام والاستمرار في تنفيذ الأجندة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في اليمن والمنطقة.»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom