Al-Quds Al-Arabi

كردستان تكشف تورط كتائب «سيد الشهداء» في هجوم أربيل والعصائب: فبركات إعلامية

- بغداد ـ «القدس العربي»:

كشفت الســلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، عن تورط «كتائب سيد الشهداء» المنضوية في «الحشد الشعبي» بالهجوم الصاروخي الذي اســتهدف عاصمة الإقليم، أربيل، منتصف الشــهر الماضي، وفيما نأت «الكتائب» بنفســها عن الهجوم، وجّهت اتهامات لحكومة كردستان بممارسة الضغط والاعتقــا­ل علــى مختلف الشــباب الذين تشــك بانتمائهم «للحشد الشعبي».

وعرضــت المديريــة العامة لمكافحــة الإرهاب فــي إقليم كردســتان العراق، مســاء أول أمس، اعترافات أحد منفذي الهجــوم الصاروخي على مطار أربيل، بعــد معلومات أمنية أســفرت عن اعتقاله، غيــر أن كتلة «صادقــون» البرلمانية، بزعامة الأمين العام لـ«عصائــب أهل الحق» قيس الخزعلي، عدّتها «فبــركات إعلاميــة» الهدف منها «الإســاءة لفصائل المقاومة وتشويه صورة الحشد».

وقال النائب محمد البلــداوي، في تصريح لمواقع إخبارية مقرّبة من «الحشد» أمس، أن «ما عرضته القنوات الكردية من اعترافات لأحد الأشخاص بشــأن تورطه ومجموعة بقصف مطار أربيل ماهــي إلا مجرد فبركة إعلاميــة هدفها معروف، للنيل من فصائل المقاومة والحشد الشعبي».

وأضــاف أن «اعترافــات المدعــو كانت إنشــائية وغير مترابطة، ولا يوجد فيها أي دليل دامــغ يؤكد الاتهام لفصيل مقاوم شــارك في معارك التحرير ضد داعش» مشيراً إلى أن «الكلام الذي أدلى به المدعو ناجم عن ضغط وترهيب من قبل الأجهزة الأمنية في الإقليم».

ويأتي تصريــح البلداوي تعليقاً على ما نشــرته المديرية العامة لمكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، من اعترافات أحد منفذي الهجوم الصاروخي على مطار أربيل.

بيــان للمديرية ذكــر أن «بعد الهجــوم الصاروخي الذي نُفذ ليلــة الـ15 من شــباط / فبراير 2021 والذي اســتهدف مدينة أربيــل ومطارها الدولــي بـ14 صاروخــاً، مما أودى بحياة مقاول أجنبي ومواطن عراقي، وإصابة خمســة جنود أمريكيــن ومدنيين اثنــن بجروح، فتحت الأجهــزة الأمنية في إقليم كردســتان وعلى الفور تحقيقاً شاملاً ومفصلاً، وتم العثور على )كيا( وهي الســيارة التي كانت تحمل على متنها الصواريــخ، ومن بعدها حصلت قــوات الأمن على معلومات جيدة». وأضــاف «أظهرت النتائج أن أربعة أشــخاص هم المسؤولون الرئيســيو­ن عن الهجوم الإرهابي، وعلى رأسهم المنفذ الرئيســي للهجوم المدعو )حيدر حمزة عباس مصطفى البياتــي( والذي اُعتقــل وأقر بجريمته، وأدلــى باعترافات مفصلة عن كيفية تنفيذ الهجوم».

وتابع: «بعد مشاركة نتائج التحقيق مع المؤسسات الأمنية في الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي، اعتقلت المؤسسات الأمنيــة الاتحادية مُنفذاً آخــر للهجوم، فيما مــا يزال هناك مجرمان آخران تجــري الأجهزة الأمنيــة المتابعة المتواصلة للوصول إليهما والقبض عليهما، لقد تم إخفاء أسماء المجرمين الآخرين ولم يتم الكشــف عنهم فــي اعترافات )حيدر حمزة البياتي)».

وقالــت المديرية: «ومن هنــا نؤكد لمواطنينــ­ا الأعزاء إن قوات الأمن في إقليم كردستان تواصل دائما واجباتها بتفانٍ للحفاظ على امن إقليم كردســتان واستقراره، وإنها جاهزة لإحباط أي نشاط أو محاولات أو خطط تهدف لتقويض الأمن والاستقرار في إقليم كردستان».

ويدّعي حيدر في اعترافاته المصورة انه قام مع أشــخاص ينتمون «لكتائب سيـد الشهداء» بشراء عجلة «كيا» من أحد معارض أربيل ونقلها إلى الموصل.

ويشــير إلى أن وظيفته كانت «ترتيب الإقامات وســائق

لتأمين تنقل الأشخاص في أربيل».

وقال «في يوم تنفيذ العملية أستطلع هو وأحد الأشخاص القادمين من الموصل، مكان تنفيذ العملية والتخطيط لها خلف العلوة )ســوق لبيع الخضــار بالجملة( ومن ثــم تم إدخال عجلة الكيا التي تحمــل الصواريخ ليلة تنفيــذ العملية وتم نصبها وقام بنقلهم بعجلة صالون إلى الموصل فور بدأ إطلاق الصواريخ».

ويظهــر في المقطــع التالــي المدعو )حيدر حمــزة عباس مصطفى البياتي( أحد المسؤولين عن هجوم أربيل وهو يدلي بتفاصيل العملية

وقال البياتي، تولد 1983 من قرية قرداغ في الحمدانية في نينوى، ويسكن منطق خبات في أربيل، خلال الاعترافات إنه تعرف في شهر تشــرين الثاني/ أكتوبر الماضي، على شخص من كتائب «سيد الشهداء» وتم الاتفاق على القيام بعملية على مطار أربيل الدولي.

وأضاف أنه تقرر شــراء ســيارة، والشــخص من كتائب «ســيد الشــهداء» طلب منه ارتداء قبعة وكمامة، كي لا يظهر وجهه في معرض السيارات، مشيراً إلى شراء سيارة من نوع «كيا» وتم ارسالها الى الموصل.

وأوضح أنه خلال شهر شباط/ فبراير الماضي اتصل به هذا الشــخص، وقال إن هنالك شخصاً يريد الحصول على إقامة، وبعد اســتكماله­ا اتصل به يوم 15 من الشــهر ذاته، وذهب إلى الموصل، ومن ثم قام بأخذه الى مكان العملية ســيراً، وتم التخطيط لها في المكان المذكور، ومن ثم عادوا إلى الموصل.

وبعــد عودة البياتي، اتصل به الشــخص المذكور، وطلب منه المجيء بدون سيارة إلى الموصل، لذا، ذهب البياتي وقام بإعطائه ســيارة من نوع «أوبترا» وطلب منــه الذهاب إلى أربيل، على أن يأتوا هم بسيارة أجرة، حسب قوله.

وحســب الاعترافات، فإن البياتي جاء إلى أربيل، ومن ثم دخلوا بسيارة «الكيا» الى مكان العملية، وطلبوا منه أن يبقى بعيــداً، على أن يتصلوا به لاحقاً ليأخذهم، مشــيراً إلى أنهم نصبــوا الصواريخ التي هي من «صنع ايراني» وبعد ســاعة ونصف اتصلــوا به وأخذهم، ومن ثم بعد أن ســاروا، بدأت الصواريخ تنطلق باتجاه المطار، وبعدها ذهبوا إلى الموصل.

لكن «كتائب ســيد الشــهداء» بزعامة أبــو آلاء الولائي- تشــكلت في عام 2013، نفت الاتهامات الموجهة اليها بشــأن الهجوم الصاروخي على مطار أربيل الدولي، موجّهة اتهامات لحكومة إقليم كردســتان بممارســة الضغط والاعتقال على مختلف الشباب الذين تشك بانتمائهم «للحشد الشعبي».

وذكــرت الكتائب في بيان أنه «مجــددا، يتخبط الاحتلال الأمريكي، ولا يتوازن، ويــوزع الاتهامات بعد هزائمه المنكرة والمتكررة على يــد العراقيين الأباة الرافضــن وجوده على أرضهــم العظيمة الشــماء، فيتهمون هذه المرة كتائب ســيد الشــهداء بقصــف قاعدة احتلالهــم في أربيــل، على ضوء اعترافات شخص لا ينتمي لنا من قريب ولا من بعيد».

وأضاف البيان، أن «كتائب ســيد الشهداء في الوقت الذي تتشرف بكل صولات وأعمال المقاومين لطرد الاحتلال ولأخذ ثأر الشــهداء، فإنها تنفي قيامها بقصف قاعدة الأمريكان في أربيل، وتطالب حكومة أربيل وسياسيها أن لا ينجرفوا وراء تخبطات واتهامات الاحتلال الأمريكي غير المتوازن».

وتابــع، إننــا «نهيب بالحكومــة العراقيــة الحفاظ على أفراد تشــكيلاته­ا، ولاســيما الذيــن قدموا الدمــاء من أجل تحرير التراب العراقــي، ووجوب التصدي لحملات الاعتقال العشــوائي، فإن حكومة إقليم كردســتان تمــارس الضغط والاعتقال على مختلف الشباب الذين تشك بانتمائهم للحشد الشــعبي، حيث مورســت هذه الاعتقالات لانتزاع المعلومات والاعترافا­ت الكاذبة لغرض إقنــاع الرأي المحلي والخارجي بقدرتها على النجاح في الحفاظ على الأمن في الإقليم».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom