Al-Quds Al-Arabi

مزارعون سودانيون يتهمون ميليشيات إثيوبية بتنفيذ انتهاكات ضدهم

-

■ القلابات ـ الأناضول: رغم انتشــار الجيش السوداني فــي مناطق تقــول الخرطــوم إن ميليشــيات إثيوبيــة كانت تســيطر عليها، فإن الأخيــرة لا تزال تنفــذ عمليات اختطاف وقتــل عابــرة للحــدود المتوتــرة، وفــق تجــار ومزارعــن سودانيين.

ويبــدي أحمد آدم محمــد، مزارع ســوداني، انزعاجه من تكرار ظاهرة اختطاف «ميليشيات إثيوبية» تجارا سودانيين خــال الشــهور الماضية، بهــدف الحصول على فديــة مالية مقابل الإفراج عنهم. فمنذ 25 عاما تمارس «عصابات الشفتة الإثيوبيــ­ة» عمليــات نهب وســلب وقتل كلما اقترب موســم الحصــاد الزراعي في منطقة الفشــقة في ولايــة القضارف شرقي السودان، حسب الخرطوم.

وخلال الشــهور الخمسة الماضية، زادت ظاهرة اختطاف تجــار ومزارعين ســودانيين، وألقت بظلالهــا على الأوضاع المتوتــرة بــن الخرطــوم وأديــس أبابــا جــراء نزاع بشــأن السيادة على تلك المناطق الحدودية.

وفي حادثة هي الثانية خلال أســبوع، اختطف مسلحون إثيوبيــون شــخصين وســلبوا محصــولا مــن مزارعــن في منطقة الفشقة، في 25 فبراير/ شباط الماضي، وفق صحيفة «سودان تربيون».

وفــي 12 ينايــر/ كانــون الثانــي الماضــي، قالــت وزارة الخارجيــة الســوداني­ة إن «عصابــات الشــفتة الإثيوبيــ­ة» هاجمت منطقة القريشة الحدودية )شرق( ما أدى إلى مقتل 5 ســيدات وطفــل وفقدان ســيدتين، وجميعهم ســودانيون كانوا منهمكين في عملية الحصاد.

وقــال المزارع محمــد )55 عامــا:) «منذ أكثر مــن 20 عاما يزرعون )الميليشــي­ات الإثيوبية( في أراضينــا. كنا مزارعين وأخذوا الأرض منا والممتلــك­ات، وفي بعض الأحيان يقتلون أهلنــا». وأضــاف: «لــم نتدخل فــي شــؤونهم )الإثيوبيين( ونعتبرهــم جيراننــا، ولكــن هم فــي كل مرة يعتــدون علينا

ويأخذوننــ­ا )يختطفوننــ­ا( من الســوق، وأهلنا في الســوق يدفعون الفدية، وإن قلت ما عندك يقتلونك».

وشــدد على أن الهــدف من عمليات الاختطــاف هو إبعاد المزارع السوداني عن أرضه للاستيلاء عليها.

وفــي 31 كانــون الثانــي/ ينايــر الماضي، أغلق عشــرات المحتجــن الســوداني­ين معبــرا حدوديــا رئيســيا يربط بين بلادهــم وإثيوبيا، احتجاجــا على اختطاف 3 تجــار على يد «ميليشيا إثيوبية».

وفــي 10 ســبتمبر/ أيلــول الماضــي، اختطفت ميليشــيا إثيوبيــة أمــن موســى )18 عاما( ســائق جــرار زراعي، في منطقة شنقال الحدودية، حسب صحيفة «السوداني».

وبين تجار ســودانيون أن «عصابات الشــفتة الإثيوبية» تحولــت منــذ ســنوات إلــى ميليشــيات منظمــة، وتطــورت أسلحتها من خفيفة وشخصية إلى رشاشة وآلية ومدفعية.

وباتــت هــذه الميليشــي­ات، وفــق التجــار تمــارس النهب والسلب في غير مواســم الزراعة والحصاد، وتروع السكان لحمايــة المزارعــن الإثيوبيــ­ن، إضافــة إلى طــرد مزارعين سودانيين من أراضيهم.

ومنذ 25 عاما، اســتطاعت الميليشيات الإثيوبية السيطرة على مناطق الإنتــاج الزراعي في منطقتي الفشــقة الصغرى والفشــقة الكبــرى، اللتين تعزلهمــا عن بقيــة المناطق خلال فصــل الخريــف 3 أنهــار موســمية، هــي عطبرة وباســام وســتيت. وتتهــم الخرطــوم الجيــش الإثيوبــي بدعــم هذه «الميليشيات» التي تستولي على أراضي مزارعين سودانيين في الفشــقة، بعد طردهــم منها بقوة الســاح، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها «جماعات خارجة عن القانون».

وحاليــا، يخــوض الجيــش الســوداني معــارك ضــد «ميليشــيات إثيوبية» لاســتعادة منطقة برخت في الفشــقة داخل حدود البلاد، وفق الخرطوم.

وفــق بحــر دونقــس جبريــل محمــد )98 عامــا( مــزارع

ســوداني، فــإن «عمليــات الاختطاف تتــم من عــدة مناطق قــرب الحدود الإثيوبية، أبرزها: شــنقال وبنــدال وخور قنا وسركجن وتايا وباسنقه ورميله وحسكنيت».

وأضاف: «تركنا الإثيوبيين يشــتغلون )يعملون( كل هذا الزمن في هــذه المناطق، فلمــاذا يريدون أن يتشــاكلوا معنا عندمــا نريد حقنــا». وتابع: أنا «موجود هنــا منذ عام 1971، المعاملة كانت كويســة )جيدة( بين الإثيوبيين والسودانيي­ن، أنا متــزوج 3 إثيوبيات ولدي 5 بنات وولــدان منهن، لم تكن الأوضــاع متوترة كمــا يحدث حاليــا، هذه الأراضــي حقنا، ونحن أعطيناهم كي يزرعوا».

ومنتصف يناير/ تشــرين الثاني الماضــي، أعلن المتحدث باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، انتشار الجيش السوداني في «مســتعمرات إثيوبية» داخل حدود السودان كانــت تضم ميليشــيات إثيوبيــة، أبرزها «أتــاي» و«بري» و«مارشايبت» و«قطراند» ضمن مناطق الفشقة.

وإلــى جانــب اختطــاف ســودانيين، أفــاد رئيــس لجان المقاومة في منطقة القلابات الحدودية، أحمد محمد علي )34 عاما( بازدياد عمليات «سرقة» المواشي في المنطقة.

وتابع «ليس لدينا ســوداني يفعل ذلــك )الاختطاف( هم يسرقون المواشي ويقتلون، ولكننا ننظر إلى أنهم جيران».

وفــي 13 ينايــر/ تشــرين الثانــي الماضــي، اتهم ســفير أديــس أبابا لدى الخرطوم بيتال أميرو، الجيش الســوداني بالاســتيل­اء على 9 معســكرات داخــل أراضــي إثيوبيا، منذ نوفمبر الماضي، وهو ما تنفيه الخرطوم.

ويطالب الســودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على الاتفاقية الموقعة في أديس أبابا، يوم 15 مايو/ أيار 1902، بين إثيوبيا وبريطانيا )نيابة عن الســودان( وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين،

فيما ترفض أديس أبابا الاعتراف بتلك الاتفاقية، وتطالب بالحوار لحسم الخلافات حول الحدود.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom