Al-Quds Al-Arabi

«نيويورك تايمز»: إدارة بايدن تضع قيوداً مؤقتة على غارات «الدرون» خارج محاور الحرب

-

نشــرت صحيفــة «نيويــورك تايمز» تقريــرا مشــتركا لكل من تشــارلي ســافج وإريك شــميدت قالا فيه إن إدارة جوزيف بايدن قــررت وضــع قيــود مؤقتة علــى الغــارات باســتخدام الطائرات المســيرة «درون» وعمليــات الكومانــد­وز فــي عمليــات مكافحــة الإرهاب في المحاور البعيدة عن الحرب في أفغانســتا­ن وسوريا. ويجب على الجيش وســي آي إيه الحصول على موافقة من البيت الأبيــض لمهاجمــة الإرهابيــ­ن في المناطــق الخارجة عن ســيطرة الحكومات المركزية والتي لا يوجد فيها قوات برية أمريكية كافية كالصومال واليمن.

وينظر للتغير الهادئ في السياســة على أنها محاولة لتشــديد القيــود التــي طبقت فــي عهد دونالــد ترامب الذي أعطــى الحرية للقادة والمســؤول­ين الاســتخبا­راتيين تقرير الغارات طالما التزمت بشــروط معينة وكانــت الظروف ملائمة. وصور المســؤولو­ن في إدارة بايدن القــرار الجديد بأنه عبارة عن «توقف قصير» من أجل مراجعة كيفية الاستهداف، نظرياً وعملياً.

وطورت إدارة ترامب سياســتها الخاصة في عمليات «القبض أو القتل» خارج محاور الحرب بما في ذلك كيفية تقليل الخســائر بــن المدنيين. ولــم تعلــن إدارة بايــدن عــن القيود الجديــدة لكن مستشــار الأمــن القومي جيك ســوليفان أصدر أمراً بهذا الشــأن فــي 20 كانون الثاني، وهو اليوم الذي تولى فيه بايدن الرئاســة. وتعتبــر المراجعــة الأخيــرة في عمليــات مكافحة الإرهــاب خارج محاور الحرب التقليدية جزءاً من تطور هذا الشكل «الرمادي» من الحرب والذي استخدمته الولايات المتحدة في ردها على هجمات 2001/11/9. ودخلت عمليات مكافحة الإرهاب باستخدام الدرون الإدارة الرابعــة مع وصول بايدن. وكان الرئيس الحالي جزءا من عمليــة مراقبة عمليات الــدرون عندما عمــل نائبــاً للرئيس باراك أوبامــا والتي ســرعت من عمليــات الملاحقة باســتخدام طائرات مســيرة عن بعد في الإدارة الأولى ثم قامت بوضع عدد من القيود أثناء ولاية أوباما الثانية.

ورغــم ســماح إدارة بايدن بعمليــات مكافحة الإرهــاب خارج محاور الحرب النشــطة لكنها وضعت عراقيل بيروقراطية عندما أعلنت عن المراجعة وهو ما يفســر فترة الهدوء في هذه العمليات. وقامــت القيــادة المركزيــة الأمريكية فــي أفريقيا بعــدد قليل من الغارات هذا العام معظمها اســتهدف حركة الشــباب الصومالية، وتمت هذه قبل 20 كانون الثاني/يناير.

واعترفــت إيميلي هورن، المتحدثة باســم مجلس الأمن القومي بــأن إدارة بايــدن وضعــت «إرشــادات مؤقتــة» حول اســتخدام القوة العســكرية المتعلقة بعمليات الأمن القومي. وقالت إن «هدف الإرشــادا­ت المؤقتة هو التأكد من معرفة الرئيس الكاملة بالأعمال المقترحــة في هذا المجال، في وقت يقــوم فيه موظفو مجلس الأمن القومــي بمراجعة عميقــة مع بقية الــوكالات للمصادقة وتفويض الصلاحيات الرئاسية المتعلقة بهذه الأمور».

ورغم تخفيف ترامب القيود على عمليات مكافحة الإهاب إلا إن عــدد ما تم في ظل إدارته أقل مــن تلك التي حدثت في عهد أوباما. وهذا بســبب تغيــر طبيعة الحــرب ضــد «القاعــدة» والجماعات المرتبطة بها. ففي فترة أوبامــا الأولى تم تصعيد عمليات ملاحقة ناشــطي «القاعــدة» خاصــة فــي المناطــق القبلية في باكســتان ومناطق الريف اليمني. وأقــر أوباما بقتل مواطنين أمريكيين مثل أنــور العولقــي، الداعية المتحمــس للقاعدة في اليمــن. وفي الأيام الأخيــرة مــن إدارة أوباما بدأ عمليات ضد تنظيــم «الدولة» والتي اســتمرت في معظم عهــد ترامب. ولكــن المنطقة التــي جرت فيها العمليات وســيطر عليهــا تنظيم «الدولــة» اعتبــرت منطقة حرب تقليدية، ولهذا لم يتم طرح تســاؤلات هو استهداف قادة التنظيم. ولا تــزال المراجعــة التي طلبتها إدارة بايدن فــي مراحلها الأولية، حطام طائرة أمريكية دون طيار اسقطها حرس الثورة الإسلامية في طهران عام 2019

ويقال إن المسؤولين طلبوا بيانات تقديرية حول الضحايا المدنيين في عمليــات المخابرات والغارات الجوية. ولم يتم التوصل لقواعد جديــدة حول العمليات هذه حســب قول هــورن و»تضم المراجعة فحص الطرق السابقة في سياق تطور تهديدات مكافحة الإرهاب للتقدم أماماً» بالإضافة لوضع معايير شفافية.

ومــن بين الموضوعات تحت المناقشــة وضع قيــود تهدف لمنع ضحايــا مدنيين قريبين مــن العمليــات. ويعني هــذا «التأكد» من عدم وجــود نســاء أو أطفــال قريبين مــن الهدف. وكانــت إدارة ترامب قد ســمحت باســتخدام معايير متدنية تقــوم على «التأكد الشــخصي» بعــدم وجــود مدنيين قــرب الغــارات، ممــا يعرض المدنيين لمخاطر القتل في عمليات الجيش والمخابرات. لكن تسليح المدنيين أمر معــروف في المناطق الخارجة عــن القانون. ومن بين الإجراءات التي يناقشــها المسؤولون هو استمرار جمع المعلومات الاســتخبا­راتية واســتمرار الرقابــة عبر الــدرون لمعرفــة الداخل والخــارج قريبــاً من الهــدف. ويدرس فريــق بايدن كتابــة قواعد مشــددة تختلف عن القواعــد المرنة لإدارة ترامب والتي ســمحت للمســؤولي­ن بصياغة إجــراءات متدنية في بلــدان معينة تختلف عن السياســة المحددة، ومن هنا بدت الضمانات قوية من الناحية النظرية أكثر من التطبيق.

ويواجــه المســؤولو­ن ســؤالا حــول العــودة إلــى إدارة أوباما ومركــزة اتخــاذ القــرار فــي العمليــات بالــدرون والتأكــد مــن المعلومــا­ت الأمنية أم الاســتمرا­ر في منهج ترامــب الذي كان مرناً وغيــر مركزي. وحســب المعايير التــي وضعها أوبامــا عام 2013 والمعروفة بـ «بإرشــادات السياســة الرئاســية» فيجــب أن يمثل الهدف خطراً مستمراً ومحتوماً على الأمريكيين لاستهدافه خارج محور الحرب. ووضع أوباما المعاييــر هذه بعد زيادة الغارات في مناطق القبائل في باكســتان وريف اليمن وأدت لسقوط مدنيين. لكن العسكريين اشــتكوا من القيود الرئاسية التي اقتضت الكثير من المراجعــة القانونية الطويلة، وقامــت إدارة ترامب بإلغاء هذه السياسات ووضعت شروطها. ومن ذلك فقد سمحت باستهداف قادة في الجماعات الجهادية لمجرد منصبهم في الجماعة حتى لو لم تكن لديهم مهارات قتالية وتركت القرار للمســؤولي­ن الميدانيين القيام بالمهمة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom