Al-Quds Al-Arabi

السعودية تتابع عن كثب الانتخابات الإسرائيلي­ة الوشيكة... وترى بنتنياهو «رأس الحربة» في مواجهة إيران

زعيم الليكود يجدد مساعيه لزيارة الإمارات والبحرين لتذكير المقترعين باتفاقيات التطبيع

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

نقلــت قناة إســرائيلي­ة عن مصادر في الســعودية قولها إنها تتابع عن كثب الانتخابات الإسرائيلي­ة الوشيكة، وترى برئيــس حكومة الاحتــال الحالي بنيامــن نتنياهو "رأس الحربة" في مواجهة إيران، وتخشــى خســارته واستبداله بزعيم المعارضة يائير لابيد رئيس حزب "هناك مستقبل".

وبالتزامن كشــف عن تجدد مســاعي نتنياهــو لزيارة الإمــارات والبحرين قبيل انتخابات الكنيســت الوشــيكة، في محاولة لكســب النقاط الانتخابية من منطلق أن الزيارة تمنحه فرصة جديــدة للتلويح باتفاقــات التطبيع مع دول عربية والتباهي بها أمام اصحاب حق الاقتراع الإسرائيلي­ين.

وكشفت القناة الإســرائي­لية "أي 24" أن مصادر سعودية مقربة من العائلة المالكة تؤكد أن الســعودية تتابع عن كثب الانتخابات العامة للكنيســت الرابع والعشرين قبيل نهاية الشــهر الحالي، وتأمل ألا يتم استبدال الحكم الحالي. وشدد المصــدر على ان الســعودية تعرف وتقــدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وسياســته فيما يتعلــق بالعلاقات مع دول الخليج وإيران. واضاف "نحن قلقون جدا من اســتبداله من قبل رئيس المعارضة الذي سيقوم بتغيير بعض الأمور".

وأكد مسؤول آخر مقرب أيضا من العائلة المالكة للقناة " أي 24 " ما صرح به المســؤول الأول، وقال إن العائلة المالكة في الســعودية "ترى بنتنياهو رأس الحربة في مواجهة إيران" ، مشددا على أن مسؤولين رسميين في البلاد لن يصرحوا بهذه الأمور علانية، وقال "ولا أي دولة ستقول هذا علنا أو تتدخل بانتخابات دولة أخرى، وبالتأكيد لسنا نحن وبالتأكيد ليس الآن". ويوضح المســؤولو­ن الســعوديو­ن خلال حديثهم مع القناة "أي 24 " أن المخاوف من اســتبدال الحكم في إسرائيل وتغيير السياســة الإســرائي­لية تتزايد على ضوء السياسة الأمريكية التي تتبعهــا إدارة بايدن، التي تختلف عن موقف إدارة سلفه ترامب من السعودية. ورفض رئيس حزب "هناك مستقبل" الرد على سؤال القناة " أي 24 " بهذا الخصوص.

الفرج العربي

وبــروح ما قاله الأديــب الراحل إميل حبيبــي حول "الفرج العربي" لإسرائيل، قالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو يستعد لزيــارة الإمارات والبحريــن قبل انتخابات الكنيســت في 23 مارس/ آذار في محاولة لكســب نقاط انتخابية. ونقلت الإذاعة العبرية عن مســؤولين إســرائيلي­ين كبار قولهم إن الاتصالات تجري حاليا في محاولة لتحديد موعد للزيارة في الأســبوعي­ن المقبلــن. ونوهت أن هذه هــي المرة الرابعة التــي يحاول فيها نتنياهو تنســيق زيارة للخليج، ومن المتوقع أن تكون زيارته للإمارات والبحرين قبل الانتخابات حدثا رئيســيا في حملته الانتخابية.

وقــال موقــع "والا" إن مصــادر إماراتيــة أعربــت خلال الأســابيع الماضية عن قلقها من أن تكون هذه الزيارة تدخلاً في الانتخابات الإســرائي­لية. وتابع "مع ذلك، في هذه المرحلة، لم ترد الإمارات بالنفي وهي على اتصال بمكتب نتنياهو بشــأن هذه المســألة"، منوها أنه في الأشهر الثلاثة الماضية، تم تأجيل الزيارات المقررة لنتنياهو إلى الإمارات والبحرين ثلاث مرات. واســتذكر أنه في نهاية فبراير/شــباط الماضي تم إلغاء رحلة نتنياهو إلى أبو ظبي والمنامة، التي كان من المقرر إجراؤها في الأسبوع الأول من ديســمبر/ كانون الأول. وكان سبب الإلغاء حينها طلب من حكومة البحرين وبعد إلغاء زيارة نتنياهو، تم إلغاء زيارة وزير الخارجية غابي أشكنازي أيضا.

إيران ترد على سعي إسرائيل لتشكيل تحالف ضدها

في المقابل قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيرانــي، ووزير الدفــاع الإيراني الأســبق والقائد الســابق لفيلــق القدس فــي الحرس الثــوري أحمد وحيدي، إن إسرائيل تسعى "للجوء إلى دول أخرى كي تقدم لها المساعدة في مواجهة إيران".

وكانت مصادر في الخليج العربي قد كشــفت للقناة المذكورة عن وجود مفاوضات بين إسرائيل والسعودية والبحرين والإمارات منذ عدة أشهر لبناء تحالف أمني دفاعــي على غرار حلــف الناتو للتعامل مــع "التهديد الإيراني المتزايد" في المنطقة.

وأوضح وحيــدي أن "هذه الدول لا تمتلك الإمكانات والقــدرة لمواجهــة إيران، ومــن المســتبعد أن تكون على هذه الدرجة مــن الحماقة كي تدخــل في تحالف مع الكيــان الصهيوني ضدنا"، وحــذر في حال دخلت الســعودية، والإمارات، والبحرين، في التحالف ضد

إيران "فإنها ســتتلقى ضربات قوية جدا"، لافتا إلى أنه بالرغم من ذلك، يســعى الكيان الصهيوني إلى تشكيل ذلك التحالف.

وقال إن "السعودية، والإمارات، والبحرين، خانت التطلعات والحقوق الفلســطين­ية، وإنها أدارت ظهرها للأمة الإســامية"، معربا عــن أمل طهــران منها "بألا تغوص أكثر في المســتنقع الإسرائيلي، لأن دخولها في هكذا تحالف سيجر عليها عواقب وخيمة".

وكان وزيــر جيــش الاحتــال الإســرائي­لي بيني غانتس، قد قال الثلاثاء الماضي إنه ينوي إقامة "ترتيب أمني خاص" مــع دول الخليج العربية التي لها علاقات مع إســرائيل وتشاركها المخاوف بشــأن إيران، مؤكدا أن "إســرائيل تدرس إبرام اتفاق دفاعي مع دول عربية خليجية، لكنه قال إنه يجري الســعي لتطوير علاقات أمنية".

وفي ســياق متصل أعلنت وزيرة البيئة الإسرائيلي­ة جيــا غملئيل أمس أن الســفينة المســؤولة عن تلوث الشواطئ الإســرائي­لية جراء انســكاب القطران منها قبل أســبوعين هي ســفينة قرصنة ليبيــة خرجت من إيران. وقالــت الوزيرة فــي تغريدة: "بعــد تقليصنا عدد الســفن المشتبهة بالحادث، اكتشــفنا ان الحديث لا يدور عن مجرمين بيئيين فحســب - إنما عن إرهاب بيئي. ســفينة قرصنة تابعة لشــركة ليبية خرجت من إيران، مســؤولة عن الاعتداء البيئي". وكانت غملئيل قد اعلنت في تغريدة ســابقة ان إسرائيل "عثرت على السفينة المسؤولة عن تلوث 160 كيلومترا من الشواطئ الإسرائيلي­ة بمادة القطران، وقالت "وضعنا أيدينا على المجرمــن، يدنا طويلــة وتصل لكل مــن يلحق الضرر بالطبيعة، البحر وشواطئنا".

تعاون مع اليونان

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت وزارة البيئة الإسرائيلي­ة ان الناقلة "منيرفا هلين" غير مسؤولة عن تلوث القطران الذي لحق الشواطئ الإسرائيلي­ة، جاء هــذا بعد قيام طاقم من المحققين مــن قبل وزارة البيئة بمعاينة الســفينة الراســية في أحد مرافــئ اليونان وتفحصها، واعلنت الوزارة ان هناك عشــرات السفن الذي من الممكن ان تكون مشــتبهة بالتسبب بالتلوث وحتى الآن الغيت الشبهات حيال عشر منها.

يشار إلى ان التحقيق أجري بالتنسيق مع السلطات اليونانية وحرس السواحل اليوناني وشارك بتفحص السفينة، بعد أيام من هذا صرحت الوزيرة الإسرائيلي­ة المذكورة أمــام صحافيين بخصــوص الاعتداء البيئي وقالــت "مــن المهم ان نعــرف ان هذا التلــوث وغيره يجري بسبب ســفن مجرمة، سنبذل جهودنا للوصول إلى المجرمين ومحاســبته­م، التحقيق معقد جدا وجزء منه خــارج الميــاه الإقليمية لإســرائيل وحتى الآن لا يمكننا تقييم حجم الضرر الذي تم التســبب به". وبعد ســاعات من تصريحات غملئيل أعلنت وزارة الصحة الإســرائي­لية عن منعها بيــع الأســماك والحيوانات البحرية من البحر الأبيض المتوسط.

وتنشــر صحيفة " يديعوت أحرونوت " في ملحقها الأســبوعي اليــوم الجمعــة مقابلة مع نائــب رئيس الموساد المكنى "أ" وفيها يقول إن حكومة نتنياهو فشلت في معالجة الملف الإيراني ولم تفشــل فقط في مواجهة عــدوى كورونا". "أ" الــذي ترأس جناح "قيســارية" المســؤول عن العمليات داخل الموســاد لأكثر من ثلاثة عقود ويســتعد للخروج للتقاعد أعــرب عن قلقه عن تراجع استقلالية الموساد مقابل رئيس الحكومة.

 ??  ?? بنيامين نتنياهو يدلي بصوته في أخر انتخابات إسرائيلية
بنيامين نتنياهو يدلي بصوته في أخر انتخابات إسرائيلية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom