Al-Quds Al-Arabi

سلطات السجون الإسرائيلي­ة تواصل الانتهاكات الطبية ضد المعتقلين وترفض تلبية احتياجاتهم الأساسية

- غزة ـ«القدس العربي»:

لا تزال سلطات سجون الاحتلال تواصل انتهاكاتها ضد الأسرى الفلســطين­يين، خاصة المرضــى منهم، في إطار سياســات العقاب الممنهج، التي أدت مؤخرا إلى زيادة عدد الشــهداء جراء سياســة "الإهمال الطبي المتعمد".

وتقــول هيئة شــؤون الأســرى والمحررين إن إدارة ســجون الاحتلال خاصة في "عســقلان" تواصل سياسة الانتهاكات الطبية بحق الأســرى والمعتقلين المرضــى، بإهمال أوضاعهــم الصحية، والامتناع عن تقديم العلاج اللازم لهم، والاستهتار بحياتهم.

وأشــارت إلى ان إدارة الســجن تماطل بنقل الأســرى الذين يعانــون من مشــاكل صحية إلى العيــادات، لافتة إلــى أن أطباء الســجون يتعاملون مع الأسرى بشكل ســيىء للغاية، ويقومون بمعاينتهم وفحصهم بشــكل شــكلي فقط، مــن دون تقديم العلاج الناجع لهم.

ورصدت في هذا الســياق إحــدى الحالات المرضيــة الصعبة وهي للأســير محمد بــراش )44 عاما( الذي يشــتكي من أمراض عدة وبحاجة لرعاية خاصة. وأشارت إلى أن الأسير براش يعاني من بتر في قدمه اليســرى، وانعدام في الرؤية، وتسارع في دقات القلب، وتقرحات شديدة بالأذن تفقده القدرة على السمع.

وأوضحت أن الأسير بحاجة ماسة لعملية في شبكية العين، كما أنه بحاجة لتغيير ســماعات الأذنين التي تعطلت منذ فترة، إضافة إلى وجود خلل في الطرف الصناعي وبحاجة لفحص من مختص، لكن إدارة عسقلان لا تكترث لمطالبه، وتتجاهل حالته الصحية.

وهذا الأســير من ســكان مخيم الأمعري جنوب غرب رام الله، معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات.

وعلاوة على سياســة "الإهمال الطبي" تواصل إدارة ســجون الاحتلال استخدام كل أشــكال التعذيب، للنيل من عزيمة الأسرى، حيث أكــد نــادي الأســير أن إدارة ســجن "عوفــر"، تماطل في الاستجابة لمطالب الأسرى، وأبرزها وقف عمليات التفتيش والقمع الممنهجة بحقّهم، وتوفير الاحتياجات الأساسية اليومية لهم.

وأضاف النادي أن أقســام سجن "عوفر" تشهد اكتظاظا ونقصا في الاحتياجات الأساسية، جراء زج مزيد من المعتقلين بداخلها، في حين ترفض إدارة السجن توفير احتياجاتهم الأساسية اللازمة.

وأشار إلى أن الأســرى في حال لم تقم إدارة سجون الاحتلال بحل هذه المشــاكل وإنهاء معاناتهم، فإنهم سيتوجهون لاستئناف خطواتهم الاحتجاجية. وأوضح أن أسرى "عوفر" كانوا قد شرعوا بمجموعة من الخطوات الاحتجاجية منذ 14 فبراير/ شباط الماضي، منها إرجاع وجبات الطعام، بعد عدة جلســات جرت في حينه مع الإدارة وكافة الفصائل، وتلقوا وعودا بالاستجابة لمطالبهم، إلا أنها تماطل في تنفيذها حتى اليوم.

ويقول نادي الأســير إنه منذ مطلع العام الحالي، يواجه أسرى "عوفــر" وعددهم نحــو 900 عمليــات اقتحام وتفتيش واســعة ومتكررة، أعنفهــا جرت في الســادس من يناير/ كانــون الثاني الماضي.

وتنتهج إدارة ســجون الاحتــال عمليات القمــع والتفتيش المتكررة للتنكيل بالأســرى، وفرض مزيد من الســيطرة والرقابة عليهم، وضرب أي حالة "اســتقرار" داخل الأقسام، وذلك في إطار تصعيد الاحتلال من عمليات القمع منذ بداية عام 2019، مقارنة مع السنوات التي ســبقتها، وكانت في حينه الأعنف منذ ما يزيد على عشر سنوات.

وكان سجن "عوفر" من بين السجون التي تعرض فيها الأسرى لأشــد عمليات القمع، وقد أصيب خلالها العشــرات من الأســرى بإصابات مختلفة.

ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، يعاني 40 منهم من أمراض مستعصية. ومن بين هذا العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهــم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخــرون في زنازين عزل انفرادي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom