Al-Quds Al-Arabi

طبيب فلسطيني يشخصّ مرضاه ويعالجهم بفتح مسارات الطاقة

يجمع بين الغرب والشرق ويؤكد أن الروح لا الجسد مصدر الأوجاع

- الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: □ «لقــد أضفت الصحــة النفســية ـ الروحية للجســماني­ة كي يكون الإنسان ســعيدا ومحققا للذات. الإنســان مكون من جســد ومن روح ومن نفس. تــرى رؤية « الطــب الشــامل الموحد « أن الإنســان أكثر بكثير من جسد. منذ البداي

منذ ثلاثة عقود ونصــف يعالج طبيب وباحث فلسطيني مرضاه ضمن منظومة مفاهيمية خاصة به ترى أن مصدر الوجع الإنســاني هو الروح قبل الجســد، وتجمع بين الطب الغربي الحديث وبين الاهتمــام بالطاقة الروحية في العــاج والوقاية على حد ســواء، جامعا بين الغرب والشرق، وهو يتمتع بالحاســتي­ن السادسة والسابعة ويوظفهما في عمله، حتى بات محاضرا مطلوبا في كل العالم.

ولــد الدكتور نــادر بطو عــام 1958 في مدينة الناصرة داخــل أراضي 48 وفيهــا أنهى مرحلتي الدراسة الابتدائية والثانوية وخلالهما كان طالبا اعتياديا، لكن نجمه ســطع فــي المرحلة الجامعية وكان مــن الطلاب المتفوقين فــي تعلّمه الأكاديمي. وأنهى بطو دراسته الجامعيّة في تورينو الإيطالية في 1983 فــي كلية الطبّ والجراحــة­ـ عاد بعدها للبــاد وتخصّــص فــي الأمــراض الباطنية ثم فــي أمراض القلب. وســافر في 1995 إلى فرنســا لاستكمال تخصّصه في أمراض القلب، وخصوصاا في عمليات القســطرة، وبعد ثلاث ســنوات أكمل تخصّصه في عمليات القســطرة للأوعية الدموية الفرعية والدماغيــ­ة في الولايــات المتحدة. وفي مرحلــة مبكّرة مــن دراســته الطب بــدأ البحث عن أهميــة العامل النفســيّ والعامــل الروحاني وتأثيرهما على الصحّــة حتى قام بتطوير مفاهيم مهنية خاصة به يســميها «الطب الشامل والموحد » وهي تعتمد رؤيــة الطب الغربــي الحديث، لكنها تجمع بين الجسد والروح والنفس في التشخيص والعلاج وفي الوقاية، مثلما ترتكز هذه أيضا على تطوّر الحاسة السّابعة.

الدكتــور نــادر بطــو الطبيب الباحــث الذي يعالج بطرق اســتثنائي­ة ونادرة أنهــى عمله في المستشــفي­ات قبل نحــو عامين وتفــرغ لعيادته الخاصة، وهو متزوج من سيدة اسبانية «فاطمة» شــريكة دربه ورؤيتــه الفلســفية والطبية التي عبّر عنها فــي كتابه «القوانين الكونية الســبعة» ويشرحها بسلســلة محاضرات يقدمها في البلاد والعالم.

البحث عن السعادات والانتصارا­ت

يحــرص الدكتور نــادر بطو علــى البحث عن الســعادات والانتصارا­ت الصغيرة وعن المعاني الكبيرة ويدرب روحه على الاستمرار في التعامل مع الحياة بابتسامة ودون أن يحّملها بأكثر ما فيها كما يقول. ولذلك فهو لا يســمح لمشــاغل العمل أن تسلبه هوايته الأولى بالعزف على العود وبالغناء لعبد الوهــاب وأم كلثوم وغيرهما من رموز الغناء الكلاسيكي، وإن كان يحب بعض الأغاني الحديثة كما يؤكد في حديث لـ «القدس العربي.»

■ ما هو «الطب الموحد والشــامل» وبماذا يختلف عن الطب التقليدي؟

نســتنتج أنهــا مكونة مــن طاقة ومــن معلومات وأقســمّها لثلاثــة أقســام: روح حيوانية وروح إنسانية وروح القرين .»

ويوضح البروفيسور بطو أن الروح الحيوانية هي طاقة تعطي حياة أو حيوية للجسم وهي عمليا التي تعامل معها الطــب الصيني والهندي، منوها أنه عندما يجــري الحديث عن مراكــز طاقة فإننا نتحدث عمليــا عن حوامات موجــودة في المجال المغناطيسـ­ـي حول الجســم، وعندما نتحدث عن مســارات الطاقة الصينية في الجسم فإنا نتحدث عن خطــوط المجال المغناطيسـ­ـي: كمــا هو حول المغناطيس حيث توجد خطــوط طاقة هكذا أيضا مع مســارات الطاقة )الماريديان­ــات( فهي خطوط مغناطيســي­ة. عندما تضع فيها الإبرة الصينية في الجســم فهي كالهوائية لالتقــاط الطاقة وتوازن الطاقة داخــل خطــوط الطاقة. هذا هــو العلاج بالإبر. أما الروح الإنســاني­ة برأيه فتعطي الوعي والإدراك وهــي معلومة وتخلو مــن الطاقة وهي بحاجــة لطاقة الروح الحيوانيــ­ة حتى تؤثر على الجســم من أجل دمج الروح الإنسانية مع الجسم. أما روح القرين فهي موجودة على الحد بين الطاقة وبــن المعلومات، هي روح من أرواح الجن وتنضم للبشــر. ويضيف» روح القرين مصــدر العبقرية والجنون والضمير وتوارد الأفكار والإبداع. عندما يمنح الإنسان اسمه واسم أمه فهما يحددان نوعية القرين مع الإنسان. ■ لكن العلم لم يثبت ذلك بعد؟ □ «العلم مؤســس على 4 ٪ فقط من حقيقتنا. 73 ٪ من الكون مصنوع من طاقة سوداء و 23 ٪ مصنوع من مادة ســوداء. العلــم الحديث يتعامل فقط مع 4 ٪ مــن الحقيقة الكونية والبقية لا نعلم عنها شيء.

■ إذن معظم أو كل الأمراض والأوجاع ناجمة عن انسداد بمسالك )مجاري( الطاقة في الجسم برأيك؟

□ الانســداد الطاقــي داخل العضــو يحصل بشكل مباشر بسبب أزمة نفسية لم يتم استيعابها والتعامل معها بشكل ســليم. مثال: صدمة لم يتم التعامل معها واســتيعاب­ها بشــكل ســليم يظهر انســداد طاقي في عضو معين ـ اضطراب وظيفي ـ ثم اضطراب هيكلي .»

سريان الطاقة في جسم المتعالج

ـ انطلاقــا من هذا التبصر الخــاص به بدأ بطو تطوير نظامه العلاجي الذي أطلق عليه «الغسيل الطاقــي» القائم على نوع معين مــن الطاقة حيث «يبعــث الحياة فــي الجســد بقــوة التفاعل بين الطبيــب والمريض. وعــن ذلك يقــول «حين تبدأ الطاقــة بالســريان، تصادف الروابــط الخلل أو «النشاز» أما حين تعلق حيث هي، فيصبح الإنسان يعيد معايشــة الأزمة التي سببت له هذا «النشاز» ســواء كان قد حدث قبل سنة، أو قبل ثلاثين سنة، أو وهو فــي الرحم. يتمثل دوري في التدخل لإزالة التناقــض القائم بين الحالــة الطاقية النفســية للمريض وبين جسده .»

وعلى هذا النحو تســبب الأزمة النفســية التي تبقى بدون حل نوعا من «النشاز» الذي يؤثر على الجسم بشكل ســلبي، وتحدث هذه الأزمة العالقة شعورا جسديا سيئا لدى المريض لوجود تناقض بين رغبته أو طريقه وبين ظروف واقعه. ويقول ان أبسط شــيء يحتاج إليه الطبيب هو الصبر وحب الغيــر والرغبة في بحــث وإدراك باطن الأمور، لا

مجــرد إخفاء المشــكلة تحت طبقــة رفيعة، ولكن الجهــاز الطبي يعمل مثل خط الإنتــاج، فيما يريد المريض أن يستمع إليه أحد وأن يساعده على فهم ألمه. ويقول بطو أيضــا إن معظم ما يقدم من علاج للمرضى عبارة عن علم نفــس، وإذا كانت علاقته بالمريض غير جيدة، يســتطيع الطبيب أن يصف له جميع أدوية العالم، ولكنه لن يشــفى، فالأدوية لا تداوي أبــدا إذ هناك علاج ولكنه ليس شــفاء. ويتابع «من السهل تجنب التناقض والنشاز، وأن كل ما يلزم هو أن يفعل الإنسان ما يحبه وما يسعد به .»

■ هل ترى إذن أشياء يعجز العلم عن تفسيرها؟

□عنــد فحــص المرضــى الذين يصلــون إلى قســم الطــوارئ وهم يشــكون مــن آلام الصدر، تظهر القســطرة أحيانا أن كل شيء طبيعي ولكن الشــخص يظل يعاني من آلام الصدر، لنقول نحن له أن الفحوص تظهر أنــه لا يعاني من أي مرض. مصدر الألم هــو الروح، التي تصــاب بالآلام قبل ظهور المرض الجسماني بفترة طويلة. إنها إشارة شبيهة بإشارة الإنذار التي تومض قبل أن تتوقف السيارة عن العمل. تكمن المشــكلة في أننا نغطي الضوء بدل أن نتساءل عما يوجد وراء الأعراض، وعن سبب شعورنا بالألم.»

■ما علاقة الدكتور نادر بطو بالطب الصيني وهو الأصل في الروحانيات؟

□ «الطــب الصيني لــه نظــرة تكاملية تجمع الجســدي مع الطاقي والنفســي. أنــا طبيب قلب ســنوات طويلة وهذا المــرض شــائع لكنه خفي أيضا. طب الشــرق الأقصــى بالنســبة لي عامل مساعد لا أساســيا. ما طورته مشــابه للنظريات الطبيــة التقليدية في الشــرق الأقصى في الصين والهند وهناك ركزوا كثيرا على الطاقة دون تفسير مســارات الطاقة. أصابوا في الأرقــام بالبديهية ووصلوا لكل المعلومات المهمة.»

■ مــا دور وجه الإنســان فــي تشــخيص الحالة الطبية؟

□ « أولا لا بــد من التأكيد على مبدأ أن الســام الداخلي هو شــرط أساســي للحفاظ على الروح الإنسانية. الوجه هو الجزء الخارجي الواضح من الروح الانسانية، وهو الوســيلة التي من خلالها يصبح الجزء المخفــي في داخلنا ظاهــرا ومرئيا. هو أيضــا رمز الجوهر الداخلــي والتفرد لكل منا. والوجه هــو حلقة الوصل ما بين أســرار أرواحنا وبين لغة أجســادنا. ترتبط الوجوه بالقدرة على التواصل مــع الآخرين من الناحيــة الاجتماعية، وهــذا الجزء يوصــل الــروح الانســاني­ة. قدرة الوجوه على الاتصال والتواصل مع الناس تمكّننا مــن اختيار الكلمــات المناســبة والتفكير بالأمور بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. تكون الوجوه نفســها مُحِبة وجميلــة، مخيفة» مثيرة للشــفقة والرحمة إذ تحتوي على التركيب الكامل للإنسان، المحبة والفرح، الحزن ومر الحياة، الحكمة والغباء وكل هذا ينير أو يظلم وجه الانســان. البحث عن الوجوه )الداخــل( هو أهم رحلة فــي حياتنا من خلاله نصــل للهدف الحقيقي فــي الحياة ونتعلم دروســنا حتى نكمــل طريقنا ومســارنا ونحقق تطلعاتنــا وطموحاتنــ­ا وبهذا نصل إلى الســام الداخلــي. الطاقة التي تغذي الوجــه، هذا الجزء من الروح الإنســاني­ة مصدرها بالقلب وهي تؤكد اتصال الإنســان بالعالم الحقيقــي. عندما تكون طاقة القلب متوازنة ينتج التناغم والانسجام مما يساعد على بناء علاقات اجتماعية سليمة مناسبة للبيئة التي نعيشها. اختلال في توازن طاقة القلب يؤدي الى قلــة النوم والقلــق والتصرف بطريقة غريبــة وغير مناســبة للبيئة التي يعيــش بها ـ انطوائية وخجل وخوف وقلق مفرط .»

 ??  ?? بطو يحمل شهادة تقديرية لجهوده
بطو يحمل شهادة تقديرية لجهوده

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom