Al-Quds Al-Arabi

إصابة الأسد وعقيلته بفيروس كورونا ... إعلان تسويقي أم طمعاً بمنحة دولية؟

- دمشق «القدسالعرب­ي» من هبة محمد:

تفاعل السوريون بأقطابهم مع إعلان رئاسة الجمهوريــ­ة في دمشــق، إصابة رئيــس النظام بشار الأسد وعقيلته أســماء الأخرس بفيروس كورونا، واعتبر باحثون وسياسيون أن الكشف عن إصابتهما محاولة رخيصة من أجل اســتمالة الجمهور الموالي للتعاطف معهما؛ لا سيما في ظل عجز النظام الســوري عن وقف انهيار الاقتصاد وتردي الواقع المعيشــي، الــذي يضرب المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد.

في الخبر الرسمي الذي نقلته منصات رئاسة الجمهورية في دمشق، جاء فيه: «بعد شعورهما بأعراض خفيفة تشبه أعراض الإصابة بفايروس «كوفيد 19» أجرى الأسد والسيدة أسماء الأسد فحــص كورونا، وأظهــرت النتيجــة إصابتهما بالفيروس، علماً أنهما بصحــة جيدة وحالتهما مستقرة، وسيتابعان عملهما خلال قضائهما فترة الحجر الصحي المنزلي التي ستســتمر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع .»

السياســي المعارض «درويش خليفة» صنف الإعلان عن إصابة الأســد وزوجته، ضمن خانة الإعلان التســويقي الرامي إلــى الحصول على التعاطــف الدولي، ولفت الأنظــار إلى الأوضاع الاقتصادية في ســوريا، وبالتالي تحصيل نسبة كبيرة من تبرعات المانحين في مؤتمر بروكســل حول سوريا، الذي سيعقد في نهاية شهر مارس/ آذار الجاري عبر تطبيــق افتراضي. حيث تعهد المانحون في مؤتمر بروكسل الرابع العام الماضي 2020، التبرع بمبلــغ 5.5 مليار دولار موزعة على الداخل الســوري ودول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، ولكن بسبب جائحة كورونا وتأثيره على الاقتصاد العالمــي، لم تلتزم الدول بتعهداتها، وتم التبرع بـ 9 من إجمالي ما وعدوا به.

كمــا لم يســتبعد خليفة، أن يكــون الإفصاح عن إصابــة رئيس النظــام الســوري وعقيلته بالفيروس التاجي، جزءاً من الدعاية الانتخابية التي تقودها أســماء الأسد، بعد أن نالت تعاطف الحاضنة الشعبية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، عندما أعلنت في وقت سابق عن اصابتها بسرطان الثدي. وأبدى المتحدث اعتقاده بأن هذا الخبر كان وقعه بالنسبة لمناهضي رئيس النظام السوري بمثابة هدية سماوية، بعد تخلي معظم الدول الصديقة للشعب الســوري عن واجباتها تجاههــم، وصمتهم عن الممارســا­ت الوحشــية للسلطات الحاكمة بحق معارضي الأسد وتدميره للمناطق الثائرة ضد نظام حكمه.

أمــا الباحث فراس فحام، فعلق عبر حســابه في مواقــع التواصل الاجتماعــ­ي بالقول: «يبدو أن إعلان إصابة بشار الأســد بفيروس كورونا، هدفه إقناع الحاضنة الشــعبية بأنه يختلط مع المدنيــن ويعيش حيــاة قريبة من الشــعب مما أدى لانتقال الفيروس له». مشــيراً، إلى أن نواة النظام الســوري «أمنيــة» ولو أصيب الأســد بالفعل بالفيروس لكان التكتم سيد المواقف. في حين ذهب الباحث عبد الوهاب عاصي إلى اعتبار الإعلان عن إصابة بشار الأسد وأسماء الأخرس بفيــروس كورونــا، «ليــس أكثر مــن محاولة رخيصــة من أجــل اســتمالة الجمهــور الموالي للتعاطف معهما؛ في ظل المخاوف من تنامي حالة الاســتنكا­ر تجاه عجز النظام السوري عن وقف انهيار الاقتصاد وتردي الواقع المعيشي وانتشار الفساد .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom