Al-Quds Al-Arabi

مستشرق صهيوني: إدارة بايدن توجه السلطة تمهيدا لفرض دولة فلسطين على إسرائيل

وزير في حكومة نتنياهو: سنضم أراضي في الضفة

- الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة:

قال مستشــرق صهيونــي إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنســق ســرا مع الســلطة الفلسطينية تمهيدا لتأسيس دولة فلسطين رغم أنف إســرائيل، فيمــا قال وزير الاســتيطا­ن في حكومة بنيامين نتنياهو إنها ســتضم أراضي في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الوزير تســاحي هنغبي في حديث لقناة عبرية إن إســرائيل ســتضم أجزاء مــن الضفة الغربية ـ دون تحديد جدول زمني لهذه الخطوة ـ مؤكدا من جهة أخرى ان إسرائيل تتمتع بعلاقات غير رسمية مع سلطنة عمان.

وفي محاولة لتسويق فكرة الضمّ مجددا بعدما أرجأتها حكومة الاحتلال قال هنغبي» لا اعتقد انه من المنطقــي ان نصف مليون يهودي يعيشــون في الضفــة الغربية المحتلة لا يمكنهم العيش وفقا للقانون الإســرائي­لي، لقد قمنا بهذا في مرتفعات الجولان وسنقوم بهذا في الضفة الغربية».

وردا على سؤال بخصوص مستقبل اتفاقيات التطبيــع مع دول الخليــج التي بقيــت اتفاقات بين أنظمة حاكمة فقط قــال هنغبي: «انه لا يمكن تصور كيــف تتطور العلاقات مــع دول الخليج، لكن التحالف مع هذه الدول العربية يمكن تكوينه وفقا لقرارات الشعوب أيضا، الاتفاقيات الجديدة ســتغير الأمور. لدينا مصالح مشتركة مع سلطنة عمان بطريقة غير رســمية ونأمل في ان تتوسع العلاقات مع السعودية».

في هذا السياق ما زال رئيس حزب إسرائيلي يتعرض لهجمات متتالية من قبل جهات سياسية وإعلامية صهيونية بعدما أكد شرعية قرار محكمة الجنايات الدولية بفتح ملف تحقيق مع إسرائيل بشبهة ارتكاب جرائم حرب.

ويتعــرض رئيس حزب «ميرتس» نيتســان هوروفيتــس لانتقادات واســعة النطاق من قبل الأوســاط اليمينية بعدمــا اعترف فــي مقابلة أجرتها معه القناة13 الإسرائيلي­ة بوجود أرضية لقرار المحكمــة الجنائية الدوليــة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها. وتابع: «أقول بحزن بالغ إن هناك أرضية لقرار المحكمة الجنائية الدولية. لا أريد أن تواجه إســرائيل مثل هذا الوضع، لكن عليها أن تسأل نفسها بشــأن ما الذي تحتاج إليه لتفادي ذلك». وحث هوروفيتــس حكومة الاحتلال على التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، مشددا على أن «الحل بالنسبة لإســرائيل لا في نعت محكمة

لاهاي «معادية للســامية» كما فعــل نتنياهو، بل فــي الدخول بمفاوضــات مع الفلســطين­يين من أجل إيجاد حل، كي لا يكون هناك ســبب لمثل هذا التحقيق الدولي».

وأعــرب رئيس «ميرتــس» عــن قناعته بأن إســرائيل هي من تســبب بصدور قرار المحكمة، من خــال رفضها التفــاوض مع الفلســطين­يين و«مواصلة بناء المستوطنات كما لو أن ليس هناك يوم غد».

وأقر بــأن جيش الاحتلال قام خلال حرب غزة عام 2014 بأمور لا ينبغي فعلها. وأضاف «لحقت أضرار هائلــة بالمدنيين، وتريد المحكمة )الدولية( فحص ذلك».

وانضم نتنياهو أمس للهجمات التي يتعرض لهــا هوروفيتس واتهمــه « بـ«التخلي عن جنود الجيش الإســرائي­لي الذين يدافعــون عنه وعنا جميعا».

اشكنازي يشكر نظيره البرازيلي

وفي هذا السياق شكر وزير خارجية الاحتلال غابي اشكنازي نظيره البرازيلي ارنستو ارايغو على موقف بلاده الداعم لـــدولة الاحتلال حيال قضية إعلان المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق ضدها، زاعمــا أن هــذا «القرار ينتهــك القانون الدولــي ويبعد احتمال التقــدم بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطيني­ين». وقال ارايغو في مستهل اجتماعه مع اشكنازي «نحن نبني شراكة واعدة بين البلدين، نحن نريد التعاون بخصوص طرق جديدة لمحاربة الفيروس».

ورد عليه اشكنازي وقال: «أشكر دعم البرازيل لإســرائيل في المنتديات الدولية، أتعهد ان تبذل إســرائيل أقصــى جهودها لمســاعدتك­م من أجل التغلــب على كورونا وســنفحص كافــة الطرق لتطوير الأبحاث والأدوية وحلول أخرى لمواجهة الجائحة».

وبحث الجانبان خلال الاجتماع سبل التعاون في مجال الاقتصــاد، والتكنولوج­يــا والصحة، خصوصا علــى ضوء تأثيــر جائحــة كورونا، كما اســتعرض اشــكنازي أمام نظيره البرازيلي التغييــرا­ت السياســية الجديــدة في الشــرق الأوســط على ضوء اتفاقيات والتطبيع، مشددا على أهمية الموقف الموحد والشديد ضد إيران.

وكان وزيــر الخارجيــة البرازيلــ­ي قد وصل أول مــن أمس برفقة وفد رســمي يضم نائبين في البرلمان البرازيلي أحدهما ادواردو بولســونار­و نجل الرئيــس البرازيلي، والثانــي رئيس لجنة الخارجية.

وفــي ســياق الحديث عــن الصــراع يقول المستشرق الإســرائي­لي اليميني مردخاي كيدار إن إدارة بايــدن اليوم معنية بأن تعيد المســألة الفلســطين­ية الى مركــز الأحداث السياســية. معتبرا أن المشكلة من ناحية إدارة بايدن «ليست إســرائيل، إذ ان هذه أســيرة لتعلقهــا العميق بالولايات المتحدة: المساعدة الاقتصادية، وتوريد الســاح، وقطع الغيــار للطائــرات والذخيرة الخاصة، والحماية السياســية في مجلس الأمن وتهديد المحكمة الدولية وغيرها، زاعما ان مشكلة أكبر من ناحية الإدارة هي الســلطة الفلسطينية، ذاك الجســم السياسي الجنيني الذي ترك طاولة المفاوضات منذ الولايــة الأولى للرئيس اوباما.» ويمضــي في محاولــة إلقــاء الكرة فــي الملعب الفلســطين­ي «ولــذا فإن الإدارة تــرى في إعادة الســلطة الفلسطينية الى المســيرة مهمة أصعب من إعادة إسرائيل وتســتثمر كنتيجة لذلك وقتا وجهدا أكبر بكثير في هذه السلطة.»

ويدعــي أن القــرار بإجــراء الانتخابــ­ات الفلسطينية جاء ببســاطة لأن إدارة بايدن تريد تهيئة التربــة لإقامة دولة فلســطينية رغم أنف إسرائيل، ولا يوجد شيء أفضل من عرض الدولة على الطريق كديمقراطية تماما، بشكل يشارك فيه في الانتخابات كل أجزاء الشعب الفلسطيني اي حماس أيضا.

ويتابع «من شــبه المؤكد ان فكرة الانتخابات كوسيلة لخلق الشــرعية، جاءت من واشنطن.» ويقول إن كبــار المؤيدين لحماس هــم منظمات الإخوان المســلمين فــي الولايــات المتحدة وهي بالأصــل ذراع الإخوان المســلمين في فلســطين وحظي رؤســاؤها بزمن نوعي مع بــاراك اوباما على مدى الثماني سنوات التي تولى فيها منصب الرئيس، ولكنهم طردوا تماما من واشــنطن في سنوات ترامب. زاعما أنهم الآن يعودون بقوة الى نفوذهم فــي أروقة الإدارة الأمريكية وهذه راغبة بتسويغ حماس وعرضها كمنظمة مدنية وكحزب سياسي شرعي هو السبيل لتسويغها في وسائل الإعلام الأمريكية وفي السياسة الدولية.

التعامل مع عباس وحماس

مســتذكرا أنه في 20 فبراير/ شــباط الماضي بعثت قيادة السلطة الفلسطينية برسالة رسمية الى ادارة بايدن كتب فيها ان منظمات فلسطينية بما فيها حماس أعربت عــن التزامها بإقامة دولة فلسطينية تقوم على أساس خطوط 67 وعاصتها الشــطر الشــرقي من القدس المحتلة. ويتابع «لا شك ان هذه الرســالة صيغت بشكل مشترك من الإدارة والســلطة قبل النشر عن إرسالها، مثلما لا شك ان حماس أعلنت عن استعدادها للمشاركة في الانتخابات ولوجود إسرائيل بحدود67 بعد اتصالات بين قيادتها ورؤســاء الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، في ظل مشاركة الإدارة في هذه الاتصالات .»

كما يعتبر المستشرق الصهيوني كيدار أن هذا المخطط يقــف خلف صدور «وثيقــة الحرية» في إشارة للمرسوم الرئاســي الصادر عن الرئيس محمود عباس بشــأن تعزيز الحريات العامة في أراضي دولة فلســطينية يحل على كل الأجســام السياســية، وضمنا ايضا علــى حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، منوها أن المرسوم يتطرق لتعزيز أجواء الحرية في كل أجزاء دولة فلسطين، أي في قطاع غزة أيضا ولمنع ملاحقة الأشخاص، واعتقالهم، وحبسهم او التحقيق ومعهم لأسباب تتعلق بحريــة الإعراب عــن الــرأي والانتماء

رئيس وزراء الاحتلال السياســي وإطلاق ســراح المعتقلين والسجناء الذين اعتقلوا بسبب رأيهم او انتمائهم السياسي وإعطاء حرية كاملة للدعاية الانتخابية وإعطاء فرصة متساوية في وســائل الإعلام لكل القوائم وحمايــة صناديــق الاقتراع من الشــرطة فقط، وليس قوات الأمن في كل أجزاء دولة فلسطين.» ويضيف كيدار «لضمان ان تصل هذه الوثيقة الى العيون الصحيحة في واشــنطن، نشر المرسوم في صفحة الفيســبوك الرســمية لمحمود عباس بالإنكليزي­ة .»

من هو صاحب الأفكار الخلاقة

وفــي رأي كيدار فإن الســؤال الواجب هو من في الإدارة الأمريكية يقف خلف مراسلات محمود عباس ويعطيه هذه» الافكار البناءة»؟ وعن ذلك يقول «الافتراض ان الحديث يدور عن واحدة من

إمكانيتين: أحد ما في وزارة الخارجية الأمريكية ذو ميل مؤيــد للعرب معروف وموثــق، او ماهر البيطار، الفلسطيني الناشط ضد إسرائيل الذي يتولى اليوم منصبا اساســيا كمسؤول عن أسرة الاستخبارا­ت في مجلس الأمن القومي الأمريكي. ومن شبه المؤكد أنه في منصبه هذا يرى المعلومات الأكثر حساسية التي جمعتها أسرة الاستخبارا­ت الأمريكية بما في ذلك من شركائها في إسرائيل.» ويخلص كيدار للقــول «إذا كانت محافل أمريكية توجه خطى قادة السلطة الفلسطينية في طريقها الى إقامة دولة بدعم أمريكي، فإن محافل يسارية إسرائيلية تشارك بشكل شبه مؤكد في هذا الجهد وتوصي الأمريكيــ­ن والفلســطي­نيين في كيفية فرض دولة فلســطينية على إســرائيل رغم أنف الشارع في إسرائيل، الذي يخشى من أن تتحول مثل هذه الدولة الى كيان إرهاب خطير أكثر بكثير من ذاك الذين يوجد في قطاع غزة.»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom