Al-Quds Al-Arabi

السلطات المغربية تفكك مخيماً عشوائياً حوّله مهاجرون غير شرعيين إلى «مستعمرة» صغيرة وسط الدار البيضاء

- الرباط ـ «القدس العربي»:

انتشر أمس عبر شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب فيديو يصور تدخل السلطات المغربية لفك مخيم عشوائي بناه مهاجرون أفارقة غير شرعيين في محطة النقل الطرقي «أولاد زيان» في الدار البيضاء، التي أغلِقتْ نتيجة توقف حركة الســفر بين المدن المغربية بفعل جائحة «كورونــا». وحوّل المهاجــرو­ن القادمون من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء المكان إلى أشبه ما يكون بـ»مستعمرة» صغيرة وســط العاصمــة الاقتصاديـ­ـة للمغرب؛ مــا تزايدت معه شكاوى المواطنين من كثرة الاعتداءات عليهم هناك.

وأوردت صحيفــة «الأخبــار» بدورهــا تقريراً إخباريــاً عن هذا الحــدث، مشــيرة إلى أنــه كان في حــوزة المقيمين فــي ذلك المخيم العشــوائي أســلحة بيضاء مــن الحجــم الكبير وعصــي حديدية وهراوات.

كمــا أفــادت صحيفة «الأحــداث المغربيــة» أن المحطــة الطرقية المذكــورة كانت تشــهد مظاهــر الفوضــى والعشــوائ­ية، من خيم بلاســتيكي­ة وأزبال وروائح كريهة. وأســهبت في وصف مشــهد تفكيــك المخيم العشــوائي الذي وصفته بـ»المســتعمر­ة الصغيرة»، على النحو التالي: جلس المهاجرون غير الشــرعيين، عبر جماعات وفــرادى، يتجادلون فيمــا بينهم، وبجانبهم أوانــي الأكل والطبخ وأفرشة وأغطية مما يوزعه المحسنون على هذه الفئة.

توجــه صوبهم وفد مــن الســلطات الأمنية والمحليــة من أجل إجلائهــم من المحطة، التي اتخذوها مســتقراً لهم، بعد أن تحولت المنطقة إلى فوضى، ووقــوع اعتداءات بجوارها ليلاً، وبعد تزايد شكاوى المواطنين بهذا الخصوص جرى إجلاؤهم من المكان.

وذكر المصدر ذاته أن عملية الإجلاء تمت بشكل سلمي ومنظم، ولم تشهد أية مشكلات أو مشادات بين المهاجرين غير الشرعيين ورجال الأمن والســلطة، إذ طُلب منهم مغــادرة المكان بكل لباقة، وما كان عليهم إلا أن أذعنوا للأوامر، فجمعوا أمتعتهم والســخط باد على وجوههم، لأن ذلك المكان كان يؤويهم طوال الســنة، كما كانوا يتخــذون منه مصدراً لرزقهم، حيث منهم من كان يشــتغل حمــالاً لأغــراض المســافري­ن بالمحطــة، قبــل أن تتســبب جائحة كورونا في إغلاق المحطة بعد توقيف الرحلات بين المدن المغربية، لتزداد معاناة هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يحظون بمســاعدات وعطــف المســافري­ن الذيــن يغــدون ويروحــون بفضــاء المحطة الطرقية «أولاد زيان.»

واستطردت قائلة إن مجموعة من المواطنين عبّرت عن غضب من ما آل إليه فضاء اولاد زيان، مؤكدة أن إبقاء أولئك الأشخاص يهدد سلامتهم إذ يعترضون طريق المارة بالليل ويسرقون أغراضهم.

وروت الصحيفة نفســها حكاية الشــرارة التي أججت الوضع، قائلة إن أحد المحســنين بادر يوم الجمعة الماضي إلى توزيع أطباق الكسكس على متشــردي المحطة وهوامشها، استفاد منها المغاربة والمهاجــر­ون من جنــوب الصحــراء، إلا أنه فوجــئ بمجموعة من المهاجريــ­ن يبادرون بالهجوم عليه وتعريضــه للضرب المبرح، مما تســبب في كســر برجله، قبل أن يهرع مجموعة مــن المواطنين إلى إنقاذه من بين أيديهم، ليتقدم الساكنة إلى الأمن بشكايات تبرز ما يتعرضون له من أذى من طرف هذه الفئة التي أصبحت تمس بأمن وســامة القاطنين أو المارة. وهكذا جاء تدخل الســلطات من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.

ومباشــرة بعد إشــراف الســلطات الأمنية والمحلية على إجلاء المحطة، وبعــد أن حزم المهاجــرو­ن أمتعتهم وأغراضهــم وتفرقوا في شــوارع المدينة الاقتصادية، عادت الســلطات إلــى المكان عينه وأشرفت على عملية تنظيف المكان من المخلفات والأزبال، وأفرشة وأغطيــة متســخة، وموائد صغير، وأســرة من الخشــب المهترئ، وحصيــر وأواني الطبــخ والأكل، وخيام، وملابــس على الحبال، وأكياس بلاســتيكي­ة... قامت الســلطات بإجلاء كل هذه الأشياء وتحميلهــا بشــاحنات تم إعدادها لهذا الغرض، ثــم جرى تنظيف المكان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom