Al-Quds Al-Arabi

كيف احتفلت المغربيات بيوم المرأة العالمي في ظل كورونا؟

- الرباط ـ «القدس العربي» من ماجدة أيت لكتاوي:

في ظل ظروف مختلفة، تتَّســم بانتشار جائحة «كورونــا» وحالة الطوارئ عبــر العالم وانطلاق حمــات التطعيــم، احتفلــت نســاء العالم أمس بعيدهــن الأممي المخلد يــوم 8 آذار/ مارس من كل عام. نســاء العالم عموماً، ومن بينهن المغربيات، لعبن أدواراً حيويــة وبالغة الأهميــة في مواجهة الوبــاء ومقاومتــه، مــن خــال تواجدهــن في الصفوف الأمامية فــي مختلف الميادين والمجالات، صحية كانت وعلمية وتعليمية وإعلامية وأســرية وخدماتية وغيرها.

وتزامنــاً مع الاحتفــاء بالمرأة، أشــارت تقارير عديــدة إلــى أن الأزمــة الصحيــة الناتجــة عن وباء «كوفيــد 19» عمّقــت الفــوارق الاجتماعية والاقتصادي­ة والمجتمعيـ­ـة عمومــاً بــن النســاء والرجال، وكشــفت بالملموس معاناة النســاء من التمييــز والعنف، وأظهرت بقــوة تجلياته وآثاره على الصحة النفسية والجسدية للضحايا.

فرص العمل

وقالــت «فدرالية رابطــة حقوق النســاء» إن الجائحة أثُّرت على فرص عمل النســاء في المغرب، ممن يشــتغلن في قطاعات إنتاجيــة توقف العمل بهــا كالخدمات والســياحة والفلاحة والصناعات المناولــة وغيرهــا، بالإضافة إلــى القطاعات غير المنظمة، لافتة إلى أن النشاط الاقتصادي للنساء لا يتعدى 22.2 ٪ كما تصل بطالة النساء إلى 14 .٪

ودق الفدراليــ­ة ناقوس الخطــر في تقرير حول علاقة بالعنف ضد النســاء، اطلعت عليه «القدس العربي»، وســجَّلت ما مجموعــه 4663 فعل عنف مورس على النســاء بمختلف أنواعــه وتجلياته حيث شــكل العنف النفسي أعلى نسبة ب 47.9 ٪ يليه العنف الاقتصادي بنسبة 26.9 ٪ يليه العنف الجسدي بنسبة 15.02 .٪

نبيلة منيب

ولعــل من بين المؤشــرات التي تــؤرق فدرالية رابطة النســاء في المغرب، نســبة تمثيلية النساء فــي البرلمان المغربــي، حيث لا تتجــاوز 21٪ في مجلس النواب و11.66٪ في مجلس المستشارين، بالإضافــة إلى نســبة تأنيث مناصب المســؤولي­ة منذ ســنة 2012 إلى غاية نهايــة النصف الأول من ســنة 2020، غير متجاوِزة 137 تعييناً من أصل ما مجموعه 1160 منصباً، أي بنســبة بلغت 11.8 ٪ حسب وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة.

ودعت ســميرة موحيا، نائبة رئيســة فدرالية رابطة حقــوق النســاء، إلى ضرورة اســتيعاب النمــوذج التنمــوي لمتطلبــات وآليــات تحقيق المســاواة بين الجنســن ووضــع حــد للفوارق الاجتماعية بين الرجال والنســاء في مجال الشغل والرعايــة الاجتماعيـ­ـة والصحيــة والحماية من المخاطر والســامة في مجال العمل والتقاعد وكذا في مجالات الصحة والتعليــم والاقتصاد الأخضر والرقمي.

ودعت الناشطة في مجال حقوق النساء، خلال تصريح لـ«القــدس العربي»، إلــى توفير الرعاية الواجبــة للدولة للقضاء على العنف ضد النســاء وتوفير البنيات المتخصصة في اســتقبال وإيواء النساء والفتيات ضحايا العنف، وتشغيل الآليات وتوفير الميزانيات الكفيلة بذلك، مع مراجعة شاملة لمدونة الأسرة ولنظام الميراث على أساس الإنصاف والعدل والمســاوا­ة، وإخــراج منظومــة جنائية عصريــة تتلاءم مع الدســتور وتضمــن الحريات الفردية والجماعية.

و قالــت نبيلــة منيــب، الأمينــة العامة لحزب «الاشــتراك­ي الموحد»، إن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة مناسبة للوقوف على أوضاع النساء بالمغرب ووضع تقييم للمرحلة، وأبرزت القيادية السياسية ضمن حديثها لـ «القدس العربي» أن المغرب انتظر إلى بداية القرن الحادي والعشرين من أجل اعتماد نظام «اللائحة الوطنيــة» وضمان تمثيل 35 امرأة في البرلمان ما يناهز 11 بالمئة من المقاعد.

مطلب المناصفة

هذا المكتســب لم ينل رضا الحركات الناشــطة في قضايا المرأة المغربيــة، حيث رفعن مراراً مطلب تخصيص ثلث مقاعــد البرلمان للنســاء وإن كان المطلوب هو المساواة والمناصفة الكاملة، وفق تعبير نبيلة منيب، تفعيلاً للفصل 19 من الدستور المغربي الــذي ينص على المســاواة بين الرجال والنســاء بالإضافة إلى وضع آليــة للمناصفة، الأمر الذي لم يحصل بعد.

وتعتقد السياسية المغربية أن تحقيق المناصفة لا يجب أن يكون عددياً فقط، بل يتعداه إلى اقتســام السلطة على مســتوى مراكز القرار، لافتة الانتباه إلى أن المرأة المغربيــة تتمتع بالكفاءة التي تجعلها رافعة للتنمية.

ودعــت المتحدثة إلــى تفعيل إصلاحــات على واجهــات عديدة، مؤكــدة أن العنــوان العريض اليوم هــو «لا للصمت والعنــف المضاعف الممارس ضد النســاء»، مطالبة بتفعيل الدستور ومصادقة المغرب على الاتفاقية رقم 190 بشــأن القضاء على التحرش والعنف داخل العمل، والتي تسد ثغرات التشــريعا­ت المغربية لمحاربة التحرش والإساءة اللفظية والجســدية مــن أجل الوصــول للحماية والوقايــة وجبر الضرر، فضلاً عــن تطوير قانون الأســرة وإصلاح القانــون الجنائــي ومنع زواج القاصرات.

نزهة الوافي، الوزيــرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، اغتنمت المناســبة لتحتفي بـ «مغربيات الخارج»، وكتبت تدوينة على صفحتها الرســمية في «فيســبوك» قالت فيها إن المغربيات المهاجــرا­ت من الجيل الأول نســاء عبَّــدن طريق الهجرة للنســاء بعدهن، بتضحياتهن، وتحملهن كل أشــكال المعاناة، فــي مجتمعات لــم تكن تعط بعد للمرأة المهاجرة كل حقوقها خلال ســبعينيات القرن الماضي، ولــم تكن تقوم بما يكفي من الجهود لمساعدتها على الاندماج السوسيو اقتصادي وعلى تحمل التبعات القاسية للغربة.

واحتفــت الوزيــرة المغربيــة المنتميــة لحزب «العدالــة والتنميــة» بمُهاجــرات الجيــل الأول ووصفتهن بـ«القاعدة الاجتماعية الأساسية التي ضحّــت من أجل إعادة تأســيس الأســرة في قلب مجتمعات الهجــرة، وأعطت الأجيال التي تخرجت من أحضانها كل المغربيات اللواتي سطعت نجومهن في سماء السياســة والأعمال والمال والاقتصاد أو في ســماء العلوم والثقافة والفن، أو في غيرها من المجالات .»

«هؤلاء النســاء يســتحققن اليوم وقفة تقدير وإجلال، وتهنئة غالية واســتثنائ­ية، على صبرهن العظيم، وعلى تضحياتهن المثالية، وعلى صمودهن كخــزان اجتماعي غني، وكقلب نابــض بالوطنية الصادقة لقنها بنجاح للأجيــال الصاعدة»، تقول الوزيرة، متابعة: «إلى كل هؤلاء النساء، وبناتهن، وحفيداتهــ­ن، وبنــات حفيداتهن، نتوجــه بأحرّ التهاني، وأغلى المتمنيــا­ت لهن، ولجميع مغربيات المهجر، وكل نساء العالم، بمناســبة اليوم العالمي للمرأة، بالســعادة والرقي العلمــي والاجتماعي، والتمكين الاقتصادي والسياسي .»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom