Al-Quds Al-Arabi

أفغانستان: غضب حكومي من خطاب وزير الخارجية الأمريكي الذي حث على تسريع عملية السلام

-

■ واشــنطن ـ دب أ:رد الساســة الأفغان بغضب أمس الاثنين، على لهجة الرســالة التي بعث بهــا وزير الخارجية الأمريكــي أنتونــي بلينكن إلــى الحكومة في كابــول والتي قــدم فيهــا اقتراحات بشــأن تســريع عملية الســام، ومن بين ذلــك عقد مؤتمــر برعايــة الأمم المتحدة. وقــدم بلينكن الاقتراحات في رســالة إلى الرئيس الأفغاني أشــرف غني، اطلعــت عليها صحيفــة «تولونيوز» الأفغانيــ­ة. كما تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن الرسالة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأفغان أكدوا وجودها.

وهذه المقترحات تتعلق بتسهيل المباحثات بين الجانبين لتشكيل تســوية تفاوضية ووقف لإطلاق النار، كما اقترح عقــد اجتمــاع فــي تركيا بــن الجانبــن لوضع اللمســات الأخيرة على اتفاق سلام واقتراح معدل لخفض العنف لمدة 90 يوماً.

وكتــب بلينكــن أن الولايات المتحدة لم تقــرر ما إذا كانت ستســحب القــوات الأمريكية المتبقيــة البالــغ عددها 2500 جنــدي من أفغانســتا­ن بحلــول الأول مــن أيار/مايو، كما هو محــدد في اتفاقها مــع طالبان. وأعرب عــن قلقه من أن «الوضع الأمني ســوف يتدهور وأن طالبان يمكن أن تحقق مكاســب ســريعة على الأرض» بعد الانســحاب الأمريكي. وطلــب بلينكــن «القيادة العاجلــة» لغني في الرســالة التي وصفتهــا صحيفة «نيويــورك تايمــز» بأنها «فجة بشــكل

غيــر عادي». ورفضــت الخارجيــة الأمريكيــ­ة التعليق على الرســالة، لكنها قالت في بيان لصحيفــة نيويورك تايمز إن «جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة» فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية.

ورداً علــى رســالة بلينكن، قــال نائب الرئيــس الأفغانى عمــر الله صالح، إن واشــنطن يمكن أن تقــرر مصير القوات الأمريكيــ­ة المتبقيــة فقط في أفغانســتا­ن وليــس مصير 35 مليــون أفغاني. وقال صالح بغضب: «نشــعر بالحاجة إلى السلام ولكن ليس السلام الذي يمليه علينا». وأضاف: «لن نقبل الاستسلام».

وقــال محمــد محقــق، أحــد كبــار مستشــاري غنــي، إن الرســالة الأمريكيــ­ة تفرض الاســتعجا­ل بســبب اســتعداد واشــنطن لمغادرة البلاد، في حين ذهب عضو البرلمان عارف رحماني، إلى أبعد من ذلك ووصفها في تغريدة له على موقع التواصــل الاجتماعي «تويتــر» بأنها «أمر ورســالة تهديد». ووقعــت الولايات المتحدة اتفاق ســام مع حركة طالبان في شــباط/فبراير من العام الماضي. ووفقاً للاتفاقية، ستغادر جميع القوات الدولية أفغانســتا­ن تدريجياً بحلول الأول من أيار/مايــو 2021. وفــي المقابل، التزمت طالبــان بنبذ العنف والدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وبدأت المحادثــا­ت بــن الأطــراف الأفغانيــ­ة فــي منتصــف أيلول/ سبتمبر، ولكن لم يكن هناك تقدم ملموس حتى الآن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom