Al-Quds Al-Arabi

ميانمار: 4 قتلى على الأقل وحصار حوالى 200 متظاهر في أحد أحياء رانغون

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

ارتفعــت حصيلــة ضحايــا الاحتجاجــ­ات المناهضة للانقلاب العســكري في ميانمار، أمس الإثنين، إلى 4 قتلى وعدد مــن الجرحى، وفق وســائل إعلام محلية وشــهود عيان.

وشن المجلس العسكري في البلاد حملات مساء الأحد، اعتقل خلالها معارضين، ونشر قواته في معظم الجامعات والمستشفيا­ت كإجراء استباقي لردع احتجاجات الإثنين، التي دعا إليها زعماء المعارضة، والنقابات العمالية.

ومع ذلك، استمر آلاف المحتجين في النزول إلى الشوارع في أنحاء البــاد، مخاطرين بأرواحهم وســط حملة قمع اســتخدمت فيها قــوات الأمــن الذخيرة الحيــة لتفريق الحشــود، وتســببت في مقتل أكثر من 65 شــخصاً حتى مســاء أمس. وهتف المتظاهرون بغضب إثر حصار قوات الأمن لمئات من الشباب المشــاركي­ن في احتجاجات في أحد الأحياء. وناشدت ســفارات دول غربية المجلس العسكري الحاكــم بالســماح للمتظاهرين بمغادرة حي سانشــونغ الــذي حاصرتهم فيه قوات الأمن في نهاية يوم آخر شــهد إراقة للدماء. وطالب المواطنون في الشــوارع بالإفراج عن المحاصرين في الحي بيانغون. وقال شــهود إن الشــرطة اســتخدمت في بعــض المناطق قنابل الصــوت والطلقات لتفريق المحتجين. وقال أحد قادة الاحتجاجات على تويتر: «ما يقرب من 200 من شباب المحتجين لا يزالون محاصرين بقوات الشــرطة والجنود هناك. المجتمــع المحلي والدولي عليــه أن يســاعدهم الآن! أرجوكــم». وقالت الســفارة الأمريكية في بيــان: «ندعو قوات الأمن تلك للانســحاب والســماح للناس بالعودة لبيوتهم بأمان». وأصدر مكتب الأمم المتحدة في ميانمار والســفارة البريطانية مناشدتين مماثلتــن. وفي جنيف، عبر مكتب حقوق الإنســان التابع للأمم المتحــدة عن قلقــه العميق بشــأن مصير المحتجين المحاصرين في سانشونج. وقالت ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة الســامية لحقوق الإنسان، إنه يجب السماح لهم بالمغادرة بأمان دون أي أعمال انتقامية.

وفي ميتكيينا، عاصمة ولاية كاشــن الشمالية المتاخمة للصين، رفض عشرات الآلاف من المتظاهرين فض تجمعهم، متحدين الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، والقنابل الصوتية التي أطلقتها الشــرطة. وحسب مقاطع مصــورة، تم تداولهــا بمواقع التواصــل الاجتماعي، فتح الجنود النار على الحشــد من المتظاهرين باتجاه الشرطة،

وهم يــرددون شــعارات مناهضة للمجلس العســكري، ويلقون الحجارة.

وذكرت صحيفــة «ميتكيينا نيوز جورنــال» المحلية أن «شخصين قتلا في مكان التظاهر إثر إصابتهما برصاصات في الرأس، فيمــا أصيب 7 متظاهريــن آخرين بالرصاص الحي». وأوضحــت الصحيفة أن «القتيلــن، هما زين مين هتيت )23 عاماً( وكو كو لاى )62 عاماً( وكلاهما من ســكان بلدة ميتكيينا». كما أكدت تقارير إعلامية محلية مقتل شابة (19 عاماً( إثر إصابتها برصاصة في ذراعها اليسرى خلال حملة القمع في البلدة ذاتهــا. وكذلك قتل متظاهر آخر بعد إصابته برصاصــة خلال تفريق المتظاهريـ­ـن في بيابون، وهي بلدة صغيــرة تبعد نحو 120 كيلومتراً غرب يانغون، أكبر مدينة في ميانمار، حســب وسائل إعلام محلية. وأفاد موقع «ميانمار الآن» الإخباري المحلي نقلاً عن شهود عيان )لم يســمّهم( قولهم إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان «ثيها أو» رجــل يبلغ من العمر 30 عاماً، قــد قُتل أم أصيب برصاصة مطاطية أو رصاصة حية.

ومع دخــول الاحتجاجات المناهضة للانقلاب شــهرها الثاني، يبــدو أن قوات الأمن تصعد الحملــة العنيفة على المتظاهرين في عدة مناطق في ميانمار، بما في ذلك مدينتان كبيريان هما يانغون، وماندالاي، حيث شــهد كلاهما أكبر عدد من قتلى المظاهرات.

واحتشــدت النســاء في يانغــون ومانــدالا­ي ومدن أخــرى، وهن يرفعن أعلامــاً من عباءة نســائية تقليدية، بهدف الاحتفــال باليوم العالمــي للمــرأة، وكذلك لإبطاء عمل الشــرطة. ومــع اســتمرار المظاهرات فــي أكثر من 6 مدن رغــم المداهمات الليلية، أظهر مقطع فيديو نشــر على موقع «فيســبوك» إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في بلدة لاشيو بولاية «شان» شمالاً.

وفي السياق، كشــفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الإثنين، حســب كينيــث روث، المدير التنفيــذي للمنظمة، علــى تويتر أنّ «المجلس العســكري في ميانمــار اعتقل ما يقــرب من 1800 شــخص منذ الانقلاب» العســكري الذي نفذه قادة الجيش في ميانمار مطلع فبراير/ شباط الماضي، وأكد أن «ذلك بناء على تقديرات جمعية مساعدة السجناء السياسيين الميانماري­ة، حتى الأحد الماضي».

وأضاف أن الحكم من خلال القمع والهجمات الواســعة )ضد المتظاهريـ­ـن:) «يفقد الجيش القدرة على كســب أي صداقات» في إشارة إلى إمكانية حصوله على أي مؤيدين.

إلــى ذلك، دعــا وزير الخارجيــة الصينيــة، وانغ يي، المجلس العســكري لوقف إراقة الدماء وتهدئة الوضع في البلاد في أقرب وقت ممكن. وقال وانغ، في مؤتمر صحافي افتراضي عقده في بكــن، الإثنين: «بغض النظر عن كيفية تطور الوضــع، الصين لــن تتردد فــي التزامهــا بتعزيز العلاقات بــن الصين وميانمــار ولن تغير مســار تعزيز الصداقة والتعــاون». وأضاف أن الأولويــة العاجلة هي إنهاء «المزيد مــن إراقة الدماء والصراع وتهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن». وأوضح أن بلاده حافظت على «تبادلات ودية» مع مختلف الأحزاب السياســية في ميانمار، بما في ذلك حزب الرابطــة الوطنية من أجل الديمقراطي­ة. وأكد أن «تطويــر الصداقة مع الصين كان بمثابــة إجماع في جميع قطاعات )أحزاب( ميانمار .»

وأوضــح وانغ أن الســام والاســتقر­ار هما شــرطان أساســيان لتنمية أي بلد، وتابع: «آمل أن تحافظ الأطراف المعنية في ميانمــار على الهدوء وأن تمارس ضبط النفس، وتتصــرف لصالح المصالح الأساســية للشــعب، وتعالج خلافاتهــم مــن خلال الحــوار والتشــاور ضمــن الإطار الدســتوري والقانونــ­ي، ومواصلة دفع عمليــة الانتقال الديمقراطي». وتأتي تصريحات وانغ وســط اتهامات بأن الصين تدعم الانقلاب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom