Al-Quds Al-Arabi

نقيب الفنانين السوريين يعلن الحرب على الليبرالية الحديثة... عندما تتحدث مراسلة «الميادين» عن إنجازاتها

-

لم نكن نتخيل أن يتلفّظ مختار «ضيعة ضايعة» (الممثل زهير رمضان( بعبارة من قبيل «تســويق أفــكار الليبرالية الحديثة»! ففــي تغطية لـ «ســانا» وكالة أنباء النظام الســوري، يَرِدُ أنَّ «مواجهة الغزو الثقافي والتصدي لمخططات الغرب في نشــر وتسويق أفكار الليبرالية الحديثة ضمن مجتمعاتنا لسلخها عن هويتها وتراثها ودور الفن في ذلك محاور تناولتها محاضرة نقيب الفنانين زهير رمضان».

لا بدّ أن رمضان التقط العبارة من سيّده بشار الأسد في حديث سابق لرجال الدين، عندما نبههم إلى مخاطر الليبرالية، والعياذ بالله. الأمر إذاً ليس زلّة لســان، إنما توجّه مدروس، ما دام قد وصل إلى المختار بيسة. وليس مســتبعداً غداً أن نراها شعاراً يردده تلاميذ المدارس على غرار ما ردّد الســوريون مجبرين في العقود الســالفة. )على الموقع ذاته سنجد عناوين متجاورة: «عندما فضح الأديب الروسي سولجنتسين الليبرالية الغربيــة في عقر دارها» و«محاولات الليبرالية الحديثة الســيطرة على الفن والثقافة العربية في ثقافي المزّة».)

حلاوة «أفكار الليبرالية الحديثة» بالنســبة لرمضان ومن في حكمه، أنها تطلق يد الرقابة في ســوريا أكثر فأكثر، فهي تتيح لها التفســير كما تشاء، وبالتالي استسهال الإدانة والمحاكمة والمنع.

وعلــى ما يبدو فــإن الفنان النقيــب ماضٍ في تحقيــق مجتمع فني متجانس، على غــرار ذاك المجتمع الســوري المتجانس الذي بشّــر به رئيسه، فالرجل لا يرضيه خروج فنانين سوريين بعيداً عن سرب النقابة ومختلف أجهــزة النظام، وها هو قد بدأ حملــةً لردّهم إلى بيت الطاعة، فقد «أكد أن قوى العدوان على المنطقة فشــلت في محاولاتها التأثير على الوحدة الوطنية الســورية والعيش المشــترك بين المكونات الاجتماعية على هــذه الأرض، ما جَعَــلَ هذه القوى تلجــأ إلى اســتهداف الدراما السورية المقاومة، مســتغلةً ضعف انتماء بعض الفنانين، فأشركتْهم في أعمال درامية عالمية وعربية تضمنت دعوات للتطبيع مع العدو وروجت لأفكار منفلتة من كل ضابط أو وازع أخلاقي أو ديني».

معركة النقيب مســتمرة، حتــى الإجهاز على آخر فكــرة ليبرالية في الوجود.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom