Al-Quds Al-Arabi

في ظل ضائقة تمر بها حملته... نتنياهو أمام السؤال المصيري: هل سيخوض «ميرتس» الانتخابات؟

- أمنون هراري هآرتس 2021/3/8

■ بقــي أســبوعان علــى الانتخابــ­ات. ويبــدو أن ضبــاب غمــوض نفتالي بينيــت، وغبــار الخوف في – الوســط يســار، يخفيــان الحقيقــة التــي تظهرها اســتطلاعا­ت الانتخابــ­ات: نتنياهــو فــي مشــكلة، وحملة الليكود لا تنجح في انطلاقها خلافاً لتوقعات الحزب، وكل السيناريوه­ات التي كان يمكن أن تؤدي إلــى ذلك حدثت، فنســبة الإصابــة انخفضت بفضل عمليــة التطعيم، وتم فتح الاقتصاد، وها هو يئير لبيد يصعد في الاســتطلا­عات، وميرتــس يهبط إلى تحت نســبة الحســم، وتأييد الليكــود ضعف، لكــن هناك شخصاً يخفي هذه الحقيقة في هذه الأثناء.

عملية التطعيم كانت نجاحاً كبيراً، لكن اســتطلاع «أخبــار 12» كشــف في الأســبوع الماضي عن ســبب عدم تحقيق الليكود أي مكاســب من ذلك. والجمهور يحب أن يتطعم، لكنه يعرف أن نتنياهو ليس الســبب فــي ذلك؛ 52 في المئة من الجمهور اختلفوا مع الادعاء القائــل إن نتنياهــو هــو الوحيد الــذي يمكنه إحضار التطعيمات إلى إســرائيل، مقابل 37 فــي المئة وافقوا علــى ذلــك. وهنــاك زيادة قــوة لبيــد، الــذي قفز في استطلاعات هذا الأسبوع، للمرة الأولى إلى 20 مقعداً، وهي زيادة قد تزيد قوة الليكود حســب رؤية الحملة؛ حيث اعتقدوا أن تكرار اسمه سيحث اليمينيين الذين يعارضون نتنياهو على العــودة إلى أحضان الحزب الأم، حتى الآن هذا لم يحدث.

صحيــح أنــه الليكــود، حســب اســتطلاع «أخبار 12» أمــس، ارتفــع بمقعــد واحــد، ولكنــه حصل في اســتطلاعا­ت «أخبــار 13» على 27 مقعــداً، وهو الرقم الأقــل الــذي قرأتــه اســتطلاعا­ت هــذه القنــاة منــذ أشــهر. وهكذا أيضاً فــي اســتطلاع «معاريف» الذي أجري في نهاية الأســبوع. حســب أســئلة أخرى في الاســتطلا­عات، يبدو أن ارتباط نتنياهو )أو خنوعه( بالأصوليين هو المسؤول عن المراوحة في المكان، وله ثمن، حتى لو جاء متأخراً، يأخذه من حزبه. وتشــهد على ذلك الأرقام التي حققهــا لبيد وافيغدور ليبرمان في الاستطلاعا­ت، الاثنان المتماهيان مع النضال ضد الأصوليين. هذا هو أيضاً سبب رسالة جدعون ساعر القاطعة ضــد الأصوليين في الأيــام الأخيرة: يحاول ســاعر وقف تســرب المقاعد منه إلى لبيد، وربما أخذ المقعدين أو الثلاثة مقاعد )المقرمشــة( التي يؤمن من هم حوله أن بإمكانه أخذها من الليكود.

الســبب الوحيــد فــي عــدم ظهــور ضعــف تأييد الليكــود في الاســتطلا­عات هو هبــوط «ميرتس» إلى تحت خــط نســبة الحســم في معظــم اســتطلاعا­ت الأسبوع الماضي، وذلك بسبب حسابات الانتخابات الإســرائي­لية. وإذا تحققــت الاســتطلا­عات الأخيرة، – فــإن المقاعــد ‪3 2‬ التي ســيرميها «ميرتــس» خارج الكعكة ستوزع بصورة نســبية بين الكتل والأحزاب، بأفضليــة معينة للأحــزاب الكبيرة. بكلمــات أخرى، في اللحظة التي ســيبقى فيهــا «ميرتس» في الخارج ويبــدد الأصــوات، ســيزداد الليكود مقعــداً بصورة تلقائية. المقعد الذي سيحصل عليه الليكود كهدية في الاستطلاعا­ت يساوي الضعف في تأييده. المعنى هو – أن وضع «ميرتس» سيقود الوسط يسار إلى وضع خطير: ففي اســتطلاع «أخبار 12» تصل كتلة نتنياهو مع حــزب «يمينا» إلى 60 مقعداً، علــى بعد خطوة من – حكومة يمينية أصولية أخرى، بالأرقام التي بينيت بها أيضاً أصبح يعترف بأنه سينضم إليها.

وضــع «ميرتــس» خطيــر، لــم يســتمع رؤســاؤه للتحذيــرا­ت التــي وجهت إليهم في الأشــهر الأخيرة، مثــل لا لمطالــب الاتحاد مع حزب العمــل )رغم وجود شــخصين مســؤولين عن هــذا الخطأ، وقــد لا يكون هوروفيتــس الرئيســي منهمــا( وهو الاتحــاد الذي أنقــذ الحزبين في الجولة الســابقة. ولا لحملة مكثفة ذات مغــزى أكبــر فــي الجمهــور العربــي. حســب الاســتطلا­عات، يبــدو أن الخطــأ الثاني هــو الذي قد يقضي على «ميرتس»: فــي انتخابات 2019 التي هي آخر انتخابــات، تنافس فيها ميرتــس وحده، حصل – الحــزب علــى مقعــد مقعــد ونصف مــن المصوتين العــرب. وحســب اســتطلاعا­ت محدثــة، ســيحصل – الحــزب علــى ‪0.3 0.2‬ مقعد من هــذا الجمهور. هذا المقعد هو كل ما يحتاج إليه «ميرتس» الآن.

مــن أجــل منــع الفنــاء، يجب علــى «ميرتــس» أن يســتيقظ ويعثــر علــى الخطــوة الدراماتيك­يــة التــي

ســتمكنه من البقاء، وليحدث ما يحدث. وهو في هذه الأثنــاء يركز في حملته على صرخة الاســتغاث­ة التي أطلقها مؤخراً، التي ربما يكون لها احتمالية بالنجاح، مع الأخذ في الحســبان بأن الحزب ما زال يسكن في قلــوب مصوتين كثيرين فــي الكتلة، خلافــاً لأحزاب صغيــرة أخــرى. ولكــن الإحصــاء التاريخي يصعب الأمــور على الحزب. كلما فشــل أي حزب في اجتياز نســبة الحســم في أكثر من اســتطلاع، يبدأ الجمهور بالهرب منه والمهمة تصبح أكثر صعوبة.

اسألوا اورلي ليفي أبكاســيس، ففي اللحظة التي فقد فيها غيشــر امتلاكه لنسبة الحســم مرة واحدة، فإنه لم يشــاهدها مــرة أخرى في انتخابات نيســان 2019. هناك أيضاً ســابقات معاكســة، سواء «راعم» أو «إســرائيل بيتنا» في تلك الانتخابات، لم تســتطع اجتياز نســبة الحسم أحياناً، لكنها نجحت في البقاء فوق نسبة الحسم في لحظة الحقيقة.

حســب صــورة الوضــع الحاليــة، نتنياهــو فــي ورطة. و«ميرتــس» وحده الذي ســينقذه منها. وثمة سيناريوهان سيمنعانه من تشكيل حكومة: إذا اجتاز «ميرتس» نســبة الحســم، أو العكس- إذا انســحب ولن يهدد ســامة الكتلة. فقط سيناريو واحد سينقذ نتنياهــو: إذا صمم «ميرتس» على التنافس ولم يجتز نسبة الحســم. الأسبوع المقبل ســيكون مصيرياً. إذا لــم يظهر «ميرتس» في الاســتطلا­عات التي ستنشــر في الأيام القريبة لتشير إلى احتمال بقائه، فستزداد عليــه الضغــوط للانســحاب، وهو ضغط كمــا يبدو سيكون مبرراً.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom