Al-Quds Al-Arabi

إلى معارضي نتنياهو: إذا أردتم إسقاط الفاسد فلا تهدروا أصواتكم على «ميرتس»

- روغل الفر

■ «سنحارب من أجل حقوقك، يا روغل الفر، حتى لو لم تصــوت لنا» هكذا لخص نيتســان هوروفيتس مقالاً له بعنوان «الفر، ارفع رأســك بتفاخر». بربك يا نيتسان، لقد أثرت مشاعري. ولكن الحقيقة أنني لست بحاجة لكي تحارب من أجل حقوقي.

هنا أســاس مشــكلة ميرتس الانتخابية. لا أحد بحاجة إليه كي يحارب من أجل حقوقه. إن الحرب الجماهيرية ضد حكم نتنياهو، في بلفور وقيساريا وعلى الجسور وفي مفترقات الطرق، تجري بواسطة حركة احتجاج منظمة، لا يبالي رؤســاؤها بـ»ميرتس» إلى درجة أنهم اعتقدوا أنه من الصحيح تشــكيل الحزب «الديمقراطي» الذي يعتبر بالنسبة لهم بيتاً سياسياً.

بالضبــط مثــل نتنياهو، ينشــر «ميرتس» الأساطير التي تقول بأنه الحزب الوحيد القادر على حل المشــكلات التي تزعج المصوتين. الأمر ليس هكذا، فمصوتــو «ميرتس» عارضوا خطة نتنياهو للضم، لكن أعضاء الحزب في الكنيست لم يســاهموا بأي شــيء من أجل إحباطها. هذا الإحبــاط فعله بني غانتس وغابي أشــكنازي، سيئا السمعة، والإمارات، وليس «ميرتس».

هوروفيتس يعد بأن «ميرتس» سيناضل في الكنيست القادمة ضد خطط نتنياهو وبتسلئيل

ســموتريتش واييلت شــكيد لضم أراض وسن قوانين عنصريــة. هذا الوعد فــارغ؛ ففي العقد الأخير لم يمنع «ميرتس» أي شيء رغم وجوده في الكنيســت. فقــد نشــر نتنياهو الفاشــية والأبرتهاي­ــد وقانــون القوميــة والعنصريــ­ة وســلطة الفرد وتحطيم كل رمز للدولة، كل ذلك تعزز بدون أي إزعاج فعال قام به «ميرتس».

من صــوت لـ»ميرتــس» في العقــد الأخير واثقاً بأنه ســيمثل موقفــه بإخلاص عن طريق الخطابات في الكنيســت بكامل هيئتها يعدّ عقد صفقــة جيدة. ومن صــوت له من أجــل تغيير الواقع في إســرائيل فقد ألقى صوته في ســلة القمامة. محظور الســماح لنتنياهو بتولي فترة أخرى، محظور الســماح له بتوجيه إســرائيل نحو حملة انتخابية خامســة فــي الصيف. هذا هو الأمــر الوحيد الموجــود الآن على الأجندة، الوحيد.

صحيح أنه يجب المحاربة من أجل «اللاجئين وطالبــي اللجــوء، الفلســطين­يين، وحقــوق المعاقــن، والمثليين الذين تم رميهــم من البيت» كما كتب هوروفيتس. كل ذلــك أمور مهمة، لكن ليس لهــا أي أهمية في هذا الوقت إزاء احتمالية اســتمرار حكــم نتنياهو الذي يقود إســرائيل إلى وضع ســتكون فيــه خاضعة لســلطة فرد لديه جنون عظمة وفاســد، والذي ينمي عبادة الشــخصية ويســخر الدولة من أجــل جهوده لتخليص نفسه من محاكمة جنائية.

يجــب التأكيد مــرة أخرى علــى أن بايدن ســيمنع محاولات ضــم أجزاء مــن الضفة في الســنوات الأربع القادمة. يئير لبيد وافيغدور ليبرمان ســيحافظان على مصالح العلمانيين. الجمعة الماضي، كتب يوســي فيرتر بأن رؤساء «معســكر التغييــر» (لبيــد وجدعون ســاعر ونفتالي بينيت وليبرمان( سيعملون معاً بشكل حازم لمنع تشــكيل حكومة برئاســة نتنياهو أو جولة انتخابات خامســة في الصيــف، وأنهم لن يعارضــوا ضــم «ميرتس» و»العمــل» إلى الائتلاف الذي ســيتم تشــكيله. ائتــاف كهذا ســيركز على إعادة إصلاح المجتمع الاسرائيلي من الدمار الذي تســبب به حكم نتنياهو، وعلى إدارة ســليمة وعقلانية لأزمة كورونا. لن يمنع «ميرتس» تشــكيل حكومة كهذه بالتصميم على خطوط حمــراء أيديولوجية ســتطرحها. وإذا فعلت ذلك فستجد نفسها مذنبة بدعم غير مباشر لنتنياهو أو زيادة قوة الأصوليين في الحكومة.

بناء علــى ذلــك، لا تبــددوا أصواتكم على «ميرتــس». فالحزب ليس «بيتــاً» أو فريق كرة قدم، يجب الســير معه في كل الظروف، بل هو أداة لتحقيق هدف وليس هدفاً بحد ذاته. يجب على «ميرتس» الانسحاب، وإلا فعليكم التخلي عنه دون أدنى مشاعر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom