Al-Quds Al-Arabi

بدء جلسة البرلمان الليبي لمنح الثقة لحكومة الدبيبة

ستتولى قيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقرر تنظيمها في نهاية العام

-

 ســرت - أف ب: بــدأ مجلــس النــواب الليبي جلســاته أمس الاثنين، بهدف منــح الثقة لحكومة عبد الحميــد الدبيبة الجديــدة المنبثقة عــن ملتقى الحوار السياســي، والتي تشكلت مطلع شــباط/فبراير لتقود البلاد خلال مرحلــة انتقالية للانتخابــ­ات في كانون الأول/ديسمبر.

وحضر الجلسة التي بدأت في حدود الساعة )13:00 بتوقيــت غرينتش( 132 من نواب البرلمــان الـ188 في مدينة ســرت التي تستضيف الاجتماع، ما يعني تجاوز الجلسة النصاب القانوني لعقدها.

ووجــه عدد مــن النواب أســئلة إلى عبــد الحميد الدبيبــة، رئيس الوزراء المكلف، حــول خريطة طريق حكومته قبــل موعد الانتخابــ­ات المقبلــة، إلى جانب انتقاده بشأن تسمية شخصيات «جدلية» في حكومته المقترحة.

ولا تزال ســرت مســقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، تحت سيطرة قوات رجل شرق )ليبيا( القوي خليفــة حفتر، وهي قــوات مكونة مــن مقاتلين أجانب ومرتزقة.

وانتهت مهلة مغادرتهــم البلاد نهاية كانون الثاني/ ينايــر الماضي، كما هو منصوص عليــه في اتفاق وقف إطلاق النار، دون انسحابهم حتى الآن.

وتأتي جلســة منــح الثقة في وقــت تواجه حكومة الدبيبة المتحدر من مصراتة )غــرب(، تحديات عديدة منذ تســميته رئيساً لها قبل شــهر قد تؤثر على مصير اعتمادهــا من طرف الســلطة التشــريعي­ة فــي ليبيا )البرلمان(.

وانتخب ملتقى الحــوار الليبي الذي يضم 75 ممثلا عن كل مدن البلاد وانطلق في تشــرين الثاني/نوفمبر الماضي في سويســرا برعايــة الأمم المتحــدة الدبيبة (61 عاما( في 5 شــباط/فبراير رئيســا للوزراء للفترة الانتقاليـ­ـة في ليبيا.كمــا توافق الملتقــى على مجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء برئاسة محمد المنفي.

وقدّم الدبيبــة، رجل الأعمال الملياردير، تشــكيلته الحكومية التي تضم 33 اسما للبرلمان الأسبوع الماضي، دون الكشف علنا عن أي من الأسماء.

وفي حــال نيلها ثقة النواب، فســتكون أمامها مهمة صعبة لتوحيد مؤسســات دولة غنية بالنفط غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

كمــا ســتتولى قيــادة المرحلــة الانتقاليـ­ـة حتى الانتخابات، المقرر تنظيمها في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وفي حال فشل جلسة منح الثقة، ستكون لدى رئيس الوزراء المكلف فرصة ثانية لينظر البرلمان في حكومته في 19 آذار/مارس الجاري، وفقا لخريطة الطريق التي اتفقت بشأنها الأطراف الليبية في جنيف الشهر الماضي.

وإذا تكرر فشل جلســة التصويت الثانية، سيؤول التصويت إلى الأعضــاء الـ75 الممثلــن لملتقى الحوار السياسي الليبي.

ومنــذ إعلان حكومته وعــدد حقائبهــا التي تعتبر كبيرة بالنسبة لحكومة مدتها أقل من عام واحد، اشتعل الجدل في الاوساط السياسية والشعبية.وبرر الدبيبة تشكيل حكومته بهذا الشــكل والعدد بأنه يعود لضيق الوقت.

ودعا رئيس الــوزراء المكلف، نــواب البرلمان لعدم تفويت الفرصة، والسماح للحكومة في أداء مهامها على «الفور».وقال في كلمة متلفزة الاثنين قبل موعد جلســة منح الثقــة أدعو «البرلمــان الســماح للحكومة بتنفيذ مهامها الصعبة على الفور وعدم تأجيل التصويت على الثقة».وتابــع «كما أدعوهم هذه المــرة تغليب مصلحة الوطن، على الحسابات الضيقة والخاصة.»

وقال استاذ العلاقات الدولية في ليبيا خالد المنتصر إن رئيس الحكومة تعرض منذ البداية لعقبات ومشاكل حتى قبــل اعتماد حكومته، وهو أمر قد يؤثر على أدائها في حال إقرارها.

وقــال «الحكومة واجهت تحديات منذ تســميتها في ملتقى الحوار، وبدأت تتلقى الصفعات والتشــكيك مرة تلو الأخرى، وبالتالي الانقسام حول تأييدها صار محل شــك، وربما تفقد الزخم والدعم داخليا وخارجياً الذي رافق اختيارها .»

وأشــار أســتاذ العلاقــات الدولية إلــى أن رئيس الوزراء المكلــف يتحمل جزءا من هــذه العراقيل التي بدأت تكبر مثل «كرة الثلج» أمامه.

وتابــع «الدبيبــة لم يكــن حازماً وســمح للتأويل والتشــكيك ضرب حكومته قبل ولادتها، وبالتالي كان لزاماً الابتعــاد عن الخروج المتكرر عبــر الإعلام، حتى تمنح الثقة لحكومته رسمياً، وبدء اتخاذ خطوات عملية للتحضير للانتخابات .»

وتبقى تهم الفساد التي شابت عملية اختيار السلطة الجديدة أكبر الهواجس المرتبطة بعملية منحها الثقة.

ووفقًا للجنة خبــراء الأمم المتحدة في تقرير لا يزال ســريًا فإن عددا من أعضاء ملتقى الحــوار تلقوا مبالغ ماليــة مقابــل التصويــت للدبيبة.رد الأخيــر بدوره بــأن عملية اختيار الســلطة الجديدة تمــت بـ»نزاهة

وشفافية .»

كما طالب المجلس الرئاســي الليبــي والدبيبة لجنة الخبــراء الأممية بنشــر التحقيــق المتعلق بالفســاد والرشى.

و يرى المحلل السياســي محمود خلــف الله أن من وصفه بـ«الخصم السياسي» وبعض من هم على «رأس السلطة» حاليا، يحاولون عرقلة عمل رئيس الوزراء.

وأوضح «منذ تســميته رئيســا للــوزراء... بدأت حملات شرسة يقودها خصومه السياسيون للتشويه وبث الاشــاعات حوله، بــل وحتى الضغــط لاختيار وزرائه وفرض أســماء معينة، فــي محاولة للإطاحة بمشــروعه، ونجحوا في خلق بيئة متوتــرة قبل منح الثقة .»

وأعرب عن تفاؤله بشأن إمكانية منح الحكومة الثقة لكنه حذّر من أن «المشــاكل والعقبات ستظل تستهدفها، خاصــة وأن أطرافا عديدة تحاول إفشــال موعد إقامة الانتخابــ­ات، التي ســتطيح بمن يتصدرون الســلطة واســتفادت­هم مــن الفوضى والانقســا­م منذ ســنوات طويلة .»

وتتوزع الحقائب الســيادية الســبع بــن المناطق الجغرافيــ­ة الثــاث: الشــؤون الخارجية للشــرق، والاقتصــا­د والتجــارة والعــدل للغــرب، والدفــاع والداخلية والمالية للجنوب.

ومن المقــرر أن يقــدّم الخبراء الأمميــون تقريرهم بشــأن عمليات شــراء الأصوات رســميا إلى مجلس الأمن الدولي في منتصف آذار/مارس.فيما طالب بعض النواب الليبيين تأجيل جلسة التصويت على منح الثقة إلى ما بعد نشر تقرير الخبراء.

 ??  ?? جلسة للبرلمان الليبي (أرشيف)
جلسة للبرلمان الليبي (أرشيف)

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom