Al-Quds Al-Arabi

توافق مصري سوداني على تعزيز الاتصالات لتشكيل «رباعية دولية» لأزمة «سدّ النهضة»

-

■ إســطنبول ـ الأناضول: اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس الخميــس، على تعزيز الاتصالات مــع أطراف إقليميــة ودولية لتفعيل مقترح تشــكيل «وســاطة رباعيــة» فــي مفاوضات «ســد النهضة» الإثيوبي.

جاء ذلك خلال لقائهما في القاهرة، في إطار زيارة رسمية )غير محددة المدة( يجريها حمدوك إلى مصر، للتباحث بشــأن تعزيز العلاقات بــن البلدين، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وبحــث السيســي وحمــدوك «آخــر التطورات والجهود المشــتركة بــن البلدين فيما يتعلق بســد النهضــة الإثيوبي، والتوافق على تكثيف التنســيق الحثيث في ظل المرحلــة الدقيقة الحالية التي يمر بها الملف».

واتفق الجانبان على «تعزيز الاتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لتفعيل مقترح تشــكيل رباعية دولية للتوسط في القضية، بما يساعد على التوصل لاتفاق قانوني شــامل وملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، قبل موسم الأمطار المقبل )يوليو/ تموز)».

كما تطرق اللقاء إلى «تبادل الرؤى بشــأن مجمل القضايا الإقليمية في منطقتي القرن الأفريقي وحوض النيل، فضلا عن مســتجدات التوتــرات الحالية على الحدود السودانية الإثيوبية» حسب البيان.

على الصعيد ذاته، بحث رئيــس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونظيره السوداني حمدوك، خلال لقاء جمعهما في القاهرة، ملفات ذات اهتمام مشــترك أبرزها «سد النهضة».

ووفــق صحيفــة «أخبار اليــوم» (رســمية( قال مدبولي، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن المباحثات «شــهدت التأكيد على عدة قضايــا، خاصة ما يتعلق بالملفات الاقتصادية ومنها الربط الكهربائي، والربط فــي مجال النقــل، وكذلك خطوط الســكك الحديدية المزمع إنشاؤها لربط الدولتين».

وحول «سد النهضة» أشــار إلى «استمرار التأكيد على الثوابــت الخاصة بالملف القائمــة على الحفاظ على الحقــوق التاريخية ومصلحــة الدولتين )مصر والســودان( وذلك بما لا يضر بمصالح الأشــقاء في إثيوبيا».

وأضــاف: «نبدي قلقنا من اعتــزام إثيوبيا المضي قدمــا في ملء ســد النهضة دون التنســيق مع مصر والسودان».

وأعرب عن أمله في أن تستجيب إثيوبيا للوصول إلى مسار توافقي وحل حاسم لهذه القضية.

وأكد حمــدوك علــى أن «رؤى مصر والســودان متطابقة بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة».

وقال إنه يأمــل «في تحقيق إمكانيــة الملء الثاني للســد بطريقة متوافق عليها والوصول لاتفاق يسمح بذلك».

وكان حمدوك وصل إلى القاهرة، في زيارة رسمية غير محددة المدة، للتباحث بشــأن تعزيــز التعاون والعلاقات، عقب 5 أيام علــى زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم.

والسبت، أكد السيســي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، رفضهما لأي إجراءات أحاديــة فيما يخص «ســد النهضــة» متفقين على أن ملف الســد «يمر بمرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات التنسيق «.

والإثنين، قالت وزيرة الخارجية الســوداني­ة مريم الصادق المهــدي، إن لبلادها ومصــر خيارات أخرى )لم تحددها( في حال إصرار إثيوبيا على ملء «ســد النهضة» في يوليو المقبل.

وغداة ذلك قال متحدث وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، خلال إفــادة صحافية، حملت تصعيدا في موقف بــاده، إن أديس أبابا «تتمســك بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي فقط».

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما الســنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

 ??  ?? السيسي مستقبلا حمدوك في القاهرة أمس
السيسي مستقبلا حمدوك في القاهرة أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom