Al-Quds Al-Arabi

مفوض «الأونروا» يقرّ بأحقية لاجئي غزة في «الكوبونة الصفراء» ويبقي على قرار تقليص حصص الغذاء والمنظمة تقدم مقترحا لتصويب الوضع

في محاولة جديدة لحل المشكلة مع تصاعد الاحتجاجات

- غزة ـ «القدس العربي»:

بدأ المفوض العام لوكالة غوث وتشــغيل اللاجئين «الأونــروا» فيليب لازاريني، مهمــة جديدة في قطاع غزة، هدفهــا العمل على حل المشــكلة التــي خلقتها منظمته بتقليص كميات الطعام المقدم للاجئين الفقراء في القطاع، فيما انتقــد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلســطين­ية رئيس دائرة المفاوضات، أحمد أبو هولي، السياسة الجديدة التي تنتجها هذه المنظمة الدولية، والقائمة على التكيــف والمواءمة بين الموارد المالية المتاحة واحتياجات اللاجئين.

وجاءت زيارة المفوض العام، بعد تصاعد فعاليات الاحتجــاج على «الأونروا» من قبل اللجنة المشــتركة للاجئــن، التي وصلت لحد إغلاق مقــار هذه المنظمة الدوليــة في القطاع، الذي سيشــهد في قــادم الأيام فعاليات أخرى.

ومــن المقرر أن يلتقــي المفوض العــام بالعديد من القطاعات التــي لها علاقة باللاجئين الفلســطين­يين، في مســعى منه لتهدئة الأمور، بعد فشل مدير عمليات «الأونروا» في غزة ماتياس شــمالي فــي هذه المهمة، وإعلانه عدم عدول «الاونروا» عن قرار تقليص كميات الطعام المقدم للاجئين بسبب قلة الأموال.

وكانت اللجنة المشتركة للاجئين قد أشادت بسرعة الاســتجاب­ة لطلبها بحضــور لازارينــي لقطاع غزة، ودعته للوقوف عنــد مســؤوليات­ه واتخاذ خطوات عملية لوقف التدهور الحاصل في أوضاع اللاجئين في القطاع، ووقف العمل بنظام الســلة الغذائية الموحدة وتحســينها كماً ونوعــاً ومعالجة الإشــكالي­ات كافة التي يعاني منها اللاجئون في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور نتيجــة الحصار والإغــاق والفقر والجوع والبطالة.

وطالبــت إدارة «الأونروا» بإيجــاد حلول عملية ترفــع المعاناة عــن كاهل مجتمــع اللاجئين والحفاظ علــى الخدمات التــي تقدمهــا الأونروا لتظــل تقوم بالمســؤول­يات المنوطة بها حتى تطبيق القرار الأممي 194 القاضي بحق عــودة اللاجئين إلــى الديار التي هجروا منها نتيجة جرائم الاحتلال على شعبنا

وفــي إطار مهمته فــي غزة، التقى المفــوض العام

برئيس دائرة اللاجئين فــي منظمة التحرير أحمد أبو هولي، وخلال اللقاء استعرض لازاريني الوضع المالي لـ «الأونــروا» وتوقعات العجز المالــي للعام الحالي الذي يقدر بـ 200 مليون دولار في الموازنة الاعتيادية، وتحركاتــه باتجاه المانحين لحشــد التمويــل المالي، خاصة من الدول العربية الخليجية التي ســتكون له جوله جديدة فيها خلال الأسابيع المقبلة.

وقال إن «الأونــروا» تجري اتصالاتها مع بريطانيا للاحتفاظ بمساهمتها المالية في عام 2021 كما كان في عام 2020 بعــد قرار الحكومــة البريطانية بتخفيض حصة المساعدات الخارجية من إجمالي الناتج المحلي، مؤكــدا أن أوضاع اللاجئين الفلســطين­يين في مناطق عمليات «الأونروا» صعبة للغاية وتزداد سوءا، خاصة في لبنان وســوريا وقطاع غزة حيــث يتجه مجتمع اللاجئين الــى الفقر، وقال «الأونــروا عازمة بكل قوة وإصرار على استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيي­ن وتكثيف اتصالاتها مع المانحين لحثهم على لاســتثمار فيها لتحســن الخدمة المقدمة للاجئين الفلســطين­يين من حيث الزيادة والجــودة لتفي بمتطلبات اللاجئين واحتياجاته­م المتزايدة».

ورغم أنه قــال إن غالبية اللاجئين الفلســطين­يين في قطاع غزة يســتحقون «الكابونــة الصفراء» التي تعطي للعوائل التي تشملها حصة أكبر من المساعدات الغذائيــة التي تقدم مرة كل ثلاثة شــهور في غزة، إلا أنه لم يقدم وعــدا بعودة هذا النوع مــن الكوبونات الذي جرى تحويلــه إلى «الكوبونــة البيضاء» ذات الكميــات المقلصة، وهو الأمر الــذي أدى إلى انتفاض اللاجئين في وجه هذا القــرار. لكن المفوض العام قال إنه ســيعمل جاهداً على اعتماد «الكوبونة الصفراء» كمعيار للكوبونــة الموحدة في حــال توفرت الاموال اللازمة، لافتا الى وجود تفاؤل باتجاه اعادة التمويل الاأمريكي لـ «الأونروا».

وأكد لازارينــي أن ادارة «الاونروا» تعمل على قدم وســاق في إعداد خططها وتطوير برامجها وخدماتها بما يتوافق مع التكنولوجي­ا والمســتجد­ات والحداثة التــي افرزتها جائحــة كورونا لتقديمهــا في المؤتمر الدولي للمانحين في شــهر حزيران/ يونيو برئاســة الأردن والسويد بمشــاركة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.

وأشار إلى أن إدارة الاونروا على اتصال مع الدول المضيفــة واللجنة الاستشــار­ية، من أجــل التحضير الجيــد لتحقيــق مبتغــاه فــي تحقيق تمويــل دائم ومســتدام «للأونروا» من خلال توقيــع اتفاقيات مع المانحين متعددة السنوات.

ووصف أبو هولــي قرارات «الأونــروا» لمعالجة الازمة المالية التي تعيشــها بـ«غير المجدية» مشددا أيضا على أنها «غير مناسبة» لمجتمع اللاجئين المتغير في ظــل ازديــاد احتياجات اللاجئــن ومتطلباتهم بشكل مستمر مقابل ثبات الموارد المالية المتاحة.

ورفض أبو هولي، الذي يتــرأس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير، قرار «الأونروا» بتوحيد الســلة الغذائية لما يلحقه هــذا القرار من ظلم على اللاجئين الفلســطين­يين المصنفين تحت خط الفقر المدقع الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف لاجئ بتخفيض ســلتهم الغذائية بـ 45 ٪ من قيمتها علاوة على حجب السلة الغذائية عن آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود.

وبحث مع المفوض العام تطورات أزمة «الأونروا» المالية، والجهود التي تبذلها لحشــد مواردها المالية، والتحضيــر­ات الجارية لإنجــاح المؤتمــر الدولي للمانحين لدعــم الوكالة برعاية الأردن والســويد، وأوضاع اللاجئين الفلســطين­يين في سوريا ولبنان في ظــل الغــاء المعيشــي وانهيار العملــة المحلية والتقليصات التي اتخذتها الأونروا ضمن إجراءاتها التدبيرية لمواجهة أزمتها المالية.

وتخلل اللقــاء قيام أبو هولي بتســليم المفوض العــام «ورقة موقــف» حول الحلول التــي تطرحها دائــرة شــؤون اللاجئــن بمنظمــة التحريــر الفلســطين­ية، لتصويــب قــرار توحيــد الســلة الغذائية لمعالجة ســلبياته وبما يعــود بالنفع على اللاجئين الفلســطين­يين، معتبراً ما تضمنته الورقة من ســيناريوه­ات للحل سيشــكل أرضيــة للحوار وصولاالى رؤية مشــتركة تصب بمصلحة اللاجئين وتحسين الخدمة المقدمة لهم من حيث الكم والجودة، ودون المساس بها.

وطالب بضرورة تحــرك «الأونــروا» نحو الدول المانحــة والمنظمــا­ت الدولية الممولــة للحصول على تمويل إضافي جديــد يغطي العجز المالي في موازنتها العامة والطارئة باعتبار ذلك أفضل الحلول.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom