Al-Quds Al-Arabi

فتح الأرشيف الفرنسي «مكسب» في طريق المصالحة حسب مؤرخ جزائري

-

■ تونــس- أ ف ب: قرر الرئيس الفرنســي، إيمانويل ماكرون، تســهيل الاطلاع على الأرشيف السري لحرب الجزائر ‪-1962( )1954‬ضمن ملف «مصالحة الذاكــرة» بين البلديــن، كما أوصى به المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا.

وبالنســبة للمــؤرخ الجزائري فؤاد ســوفي المختص في الأرشــيف، فإن القرار «مَكســب» مهم حتــى وإن كان «رفع الســريّة لن يتم بين عشــية وضحاها .»

□ ما أهمية قرار إيمانويل ماكرون؟

■ فــي فرنســا، يمنــح قانــون عــام 2008 حــق الوصــول إلــى الأرشــيف بعد مــرور 50 عامــاً على الوثائــق، ولكــن فــي عــام 2011، مــددت تعليمــة حكومية فترة عدم الكشف عن هذه الوثائق.

لذلــك جــاء قــرار ماكــرون بمثابــة التذكير بالقانون، لكن هذا لا يعني أن كل الأرشيف سيكون مفتوحاً. أخشى أن نبقى على نظام رفع السرية عن ورقة تلو الأخرى بدلاً من رفع الســرية عن «علبة» كاملة )كما أذنت به الرئاســة الفرنسية( لأن الأمر يتعلق بوسم «ســري دفاع»، لذلك يجب أن نكون دقيقين.

هناك مبدأ راســخ في صالح المؤرخين أياً كانوا.

يمكنهم إبداء آراء حول المســتندا­ت التي ســيتم فتحها. والأمر لا يتعلق بوثائق الحرب فحســب، بل يتعلق بكامل المستندات الموسومة «سرّي دفاع» وزيــادة على ذلك، ســيتيح القــرار الوصول إلى الأرشيف العســكري ومحاضر الاستجواب، على سبيل المثال، إذا لم يتم إتلافها لن يتم نشر أرشيف التجارب النووية.

هذا مَكسب كبير، لكن رفع السرية لن يحدث بين عشية وضحاها. وبمجرد رفع السرية عن المستند، يصبح متاحاً للجميع.

□ المؤرخــون يطالبون بــأن يتــم العمل في الأرشــيف أيضاً لدى الجانب الجزائري. ماذا عن الأرشيف الوطني الجزائري؟

■ أعطى الرئيس ماكرون درســاً كبيراً في إدارة الدولــة. والحد الأدنى الــذي يمكننا القيــام به الآن في الجزائر هو إعادة فتح الأرشــيف. لقد تم إغلاقه تدريجاً خلال الســنوات القليلة الماضية وهو مغلق تماماً اليوم.

ولتصحيح ذلــك، يذهب الباحثــون الجزائريون إلــى إيكــس إن بروفانس )للاطلاع على الأرشــيف الوطني للأقاليم الفرنســية( أو إلى فينسين )حيث يوجد مقر المصلحة التاريخية لوزارة الدفاع(.

ويرجــع هــذا بــكل تأكيــد إلــى الجهــل بالمهنة، والخوف من الكشف عن شيء مهم، وكذلك بسبب سوء معاملة بعض المسؤولين الجزائريين.

وفيما يتعلق بإعادة الأرشــيف إلــى الوطن، فأنا مــع مبــدأ التشــارك، وأنا متمســك به. إنهــا قضية مبدأ: كل هذه المحفوظات لا تخص فرنســا ولا يمكن للجانب الفرنسي أن يسيطر على هذه الوثائق.

ومــع ذلك، فإن المطالبة بإعادة جميع المحفوظات كما طلب عبد المجيد شــيخي )المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري( هو موقف شــديد التبسيط. إنه يعلم أن هذا غير ممكن.

□ هــل نجــح تقريــر ســتورا الــذي تعرض لانتقادات حادة في كل من الجزائر وفرنســا، في إعــادة إطــاق ديناميكية مصالحــة الذاكرة بين البلدين؟

■ لقــد فتح نقاشــاً عندنا، والقــرارا­ت الأخيرة للرئيــس ماكــرون تحــرّك الخطــوط فــي الجزائر. وتنتهج فرنســا سياسة الخطوات الصغيرة، وهذه الخطوة الصغيرة الثانية خلال شهر.

ومــن خــال الدعــوة إلــى الاعتــراف باغتيــال المناضــل الجزائــري علــي بومنجــل، الــذي أقرته

فؤاد سوفي الرئاسة الفرنسية بداية آذار/ مارس، أراد بنجامان ستورا اختيار رمز وإظهار أن الجيش الفرنسي قتل محامياً. إنه اختيار حكيم.

أمــا بخصــوص الانتقادات، فلا بــد أن نتذكر أن هذا تقرير خبير فرنسي لرئيس فرنسي وإلى الرأي العام الفرنســي. هو يتحدث عنا ولكن ليس موجّهاً لنا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom